أب وابنه فى «تالتة إعدادى»: بنذاكر مع بعض

كتب: إنجى الطوخى

أب وابنه فى «تالتة إعدادى»: بنذاكر مع بعض

أب وابنه فى «تالتة إعدادى»: بنذاكر مع بعض

لا يبالى أحمد الأرندولى، بنظرات الدهشة التى تظهر على وجوه من حوله، كان مستغرقاً فى الكتاب الذى يحمله بين يديه أملاً فى حفظ المعلومات التى داخله، علامات الدهشة ارتسمت على المارة بعد قراءة عنوان الكتاب المكتوب عليه بالخط العريض «لغة عربية للصف الثالث الإعدادى». عمره 50 عاماً، ومع ذلك يدرس فى الصف الثالث الإعدادى مع ابنه، لإصراره على حقه فى التعليم، وألا يقتصر علمه على إجادة القراءة والكتابة: «أنا وابنى فى نفس السنة دلوقتى، بس هو فى مدرسة فى وسط البلد وأنا فى مدرسة فى الجيزة، لكن بنذاكر مع بعض رغم أنه ساعات بيتريق عليا ويقول لى لسه طالب وانت فى السن ده». لا ينفى «أحمد» أنه حصل على تعليم أفضل مما يحصل عليه خريجو الجامعات والدراسات العليا، بسبب عمله فى بيع الكتب، التى ساعدته على قراءة كتب معظم المشاهير مثل مصطفى محمود وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ، ومع ذلك أصر على الحصول على شهادة لتكون عوناً له على تغيير حياته كلية. عمله فى مجال بيع الكتب كان دافعاً له للدراسة: «كنت براقب المكتبات الشهيرة فى جامعة القاهرة، وسور الأزبكية علشان أتعلم مهارات البيع والشرا، وقعدت فى الموضوع ده 10 سنين كاملة وماتعبتش، ودلوقتى لما بجيب كتاب بقرا المقدمة بتاعته كاملة علشان أتمنه.. أصل اللى عرفته أن بيع الكتب ده فن».

سبب آخر دفع «عم أحمد» للدراسة، وهو مشاركته فى حرب الخليج فى العراق، وحتى يتم التغلب على أحداث الحرب التى كان يخوضها، لجأ إلى بعض الأفراد المشاركين معه لتعليمه القراءة والكتابة: «علمونى أفك الخط وبدأت ساعتها أقرا للفلاسفة اليونانيين والفراعنة والعرب وغيرهم، وأقدر أناقش أجدعها أستاذ فى نظريات أفلاطون وسقراط». بيع الكتب ليس مصدر رزق «أحمد» الأساسى الذى ينفق منه على بيته وأولاده، فهو عامل فى كلية حاسبات ومعلومات ولا يجد غضاضة فى الإعلان عن ذلك: «أنا الصبح عامل، بعد الضهر طالب، وآخر الليل بائع كتب، وبقدر أوفق بين التلاتة، أنا كده مش بعمل إنجاز، الإنجاز الحقيقى لما أخلص دراسة ويبقى معايا شهادة جامعية».

 


مواضيع متعلقة