رفعت رشاد يكتب: هاتشي وهاسكي

رفعت رشاد يكتب: هاتشي وهاسكي

رفعت رشاد يكتب: هاتشي وهاسكي

في عام 2009 عرضت دور السينما في أمريكا فيلما بعنوان هاتشي. الفيلم قام ببطولته الممثل المشهور ريتشارد جير. قام فيه بدور أستاذ جامعي التقى كلبا ضالا صدفة في محطة القطار حيث كان يستقله يوميا في ذهابه إلى عمله الجامعي.

اصطحب الأستاذ الكلب الضال ليعيش معه في منزله. صار الكلب يقوم يوميا بتوصيل الأستاذ إلى محطة القطار وينتظر حتى عودته ليصحبه مرحا إلى المنزل. ذات يوم مات الأستاذ، لكن هاتشي لا يقبل أن يختفي صديقه ولا يعود مرة أخرى. صار يذهب كل يوم إلى محطة القطار وينتظر صديقه الذي لا يعود. مرت تسع سنوات على هذا الحال حتى مات هاتشي أيضا. كل العاملين في محطة القطار وفي المنطقة السكنية المحيطة بالمحطة علموا قصة هاتشي مع الأستاذ الجامعي. وبعد أن مات هاتشي – كان ذلك في ثلاثينات القرن الماضي – أقام اليابانيون تمثالا لهاتشي رمزا للإخلاص والوفاء.

يستحق الفيلم المشاهدة وتستحق القصة التمعن فيها والتعمق في فهم معانيها.

أقول ذلك بعدما مررنا بحادث مؤلم، قصة كلب مصري هاكسي عكس قصة هاتشي الياباني. هاكسي كلب منزلي ألقى به صاحبه في الطريق بدون أدنى رحمة ولعدم خبرته بحياة الشارع، ربما يكون قد ضايق بعض الأطفال أو المارة فتجمع عدد كبير من الناس وضربوه على رأسه ثم ضربوه ضربا مبرحا ولم يكتفوا بذلك بل استدعوا البيطريين الذي يفترض فيهم الرحمة بالحيوان، لكن البيطري الذي جاء، جاء وكأنه سيفتح عكا، وحمل معه حقنا مسممة ممنوع التعامل بها دوليا.

وبينما الكلب لا يدرك ما فعله لكي يعامل بهذه المعاملة، وبينما كان ينظر باستعطاف كان الواقفون يشاهدون وينتظرون إعدامه على يد انعدمت منها الرحمة.

كلب تجمع عشرات الناس ليقيدونه في عمود خشبي وبيطري فقد الشعور الإنساني وبكل بساطة دس حقنته المسممة في جسد الكلب الذي لا يدري ما فعلته وما ذنبه وبدون الكشف عن سعاره من عدمه وبدون احتجازه حتى يمكن معرفة طبيعة سعاره، ليتألم الكلب آلاما مبرحة ويتلوى أرضا لأن الحقنة المسممة ذات آثار شديدة الألم.

انتصر المشاهدون على الكلب هاسكي، وفاز البيطري بإعجابهم بعدما أنقذهم من الوحش الكاسر، وارتاح الجميع إلا من متعهم الله بالرفق والرحمة بحيوان عاجز عن الدفاع عن نفسه، بل لا يدرك ماذا فعل.

هذا هو الفرق بين هاتشي وهاسكي.


مواضيع متعلقة