محمود الجارحى يكتب.. حكاية الكلب الهاسكي: «عيناه كانت تنطق انقذوني»

محمود الجارحى يكتب.. حكاية الكلب الهاسكي: «عيناه كانت تنطق انقذوني»

محمود الجارحى يكتب.. حكاية الكلب الهاسكي: «عيناه كانت تنطق انقذوني»

كادت عيناه تنطق وتقول «انقذوني»، وكأنّه يتحدث إليك عن «مشوار» قطعه بين شارعين، هو لا يتحدث ولكنه يعطيك الإجابة دون أن تسأل ودون أن تقول له: «ماذا حدث؟».. هذا وصف للمشهد الذى ظهر فيه كلب من فصيلة هاسكي في مقطع فيديو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهو يتعرض للاعتداء من قبل عدد من الأهالي، بسبب اتهامات بأنّه عقر عددا من أطفال القرية، وظهر شاب يحمل في يده «حقنة» وهو يعطي الكلب «حقنة الهواء»، ما تسبب في نفوقه في ظروف مأساوية، وكان الجميع يشاهد عيناه وكأنّها تنطق وتقول «انقذوني».

واقعة وفاة كلب الهاسكي واقعة من نوع خاص، دارت أحداثها في قرية محلة مرحوم إحدى القرية التابعة لمركز ومدينة طنطا بمحافظة الغربية، وتبعد عن مدينة طنطا نحو 3 كيلومترات.

قرية محلة مرحوم هي إحدى القرية القديمة، وردت باسم «محلة المرحوم» في التربيع العثماني الذي أجراه الوالي العثماني سليمان باشا الخادم في عصر السلطان العثماني سليمان القانوني ضمن قرى ولاية الغربية، وفي تاريخ 1228هـ/1813م الذي عدّ قرى مصر بعد المسح الذي قام به محمد علي باشا باسم محلة مرحوم.

ظهر الخميس قبل الماضي كانت بداية القصة، حيث انتشر مقطع فيديو مؤثر لكلب من فصيلة هاسكي مقيدا إلى عمود في أحد الشوارع وهو يعاني من إعياء شديد ويلفظ أنفاسه الأخيرة وسط تجمع من الأهالي، وسط اتهامات تشير إلى شخص يتردد أنّه طبيب بيطري، وأنّه هو من أعطى الكلب حقنة هواء وانتهت حياة الكلب بطريقة مأساوية.

وبحسب ما هو متداول من الفيديوهات والبوستات المنتشرة بشأن الواقعة ومنسوبة لأهالي القرية، عن أنّ الكلب قد أثار حالة من الذعر بين الأطفال بسبب سلوكه العصبي، حيث هاجم 3 أطفال تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عامًا وتسبب في إصابتهم بجروح بالغة في البطن والذراعين، وجرى نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.

كما انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي اتهامات لشخص يتردد أنّه طبيب بيطري بأنه تسبب في وفاة الكلب، وأنّه أعطى الكلب حقنة هواء بدلا من أن يعطيه «حقنة مسكنة» لتخفيف معاناته.

وظهر الطبيب في مقاطع فيديو ودافع عن نفسه، وأكد أنّه لم يكن المسؤول الأساسي عن وفاة الكلب: «تلقيت استغاثة عاجلة من الأهالي بعد إصابة 3 أطفال، وكان الوضع متوترًا للغاية، أهالي القرية هم من اعتدوا على الكلب بالضرب وربطوه وطلبوا مني التدخل، وتفاجأت بوفاة الكلب».

تفاصيل الواقعة بالكامل ومقاطع الفيديو الخاصة بما حدث أمام الجهات المختصة لفحصها والوقوف على ملابسات الواقعة.