من "حلف اليمين" لـ"الوعود الوردية".. 9 طقوس معتادة في كل تغيير وزاري

كتب: محمد شنح

من "حلف اليمين" لـ"الوعود الوردية".. 9 طقوس معتادة في كل تغيير وزاري

من "حلف اليمين" لـ"الوعود الوردية".. 9 طقوس معتادة في كل تغيير وزاري

قبل دقات التاسعة من صباح أمس بدقائق، وقف وزراء حكومة المهندس شريف إسماعيل، أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، على بلاط القصر الجمهوري بالاتحادية، ليعلنوا بزوغ شمس الحكومة السابعة منذ ثورة 25 يناير 2011، وكان هذا التعديل هو الحدث الذي تكرر في 4 سنوات لما يقرب من 14 مرة، نظرا للتعديلات الوزارية في أكثر من حكومة، فكانت هناك: "حكومتان لشفيق حتى انتهت الثانية في 3 مارس 2011، وحكومتان لعصام شرف انتهت الثانية في ديسمبر 2011، وحكومة كمال الجنزوري وانتهى عهدها في يوليو 2012، وحكومات هشام قنديل الثلاث ونهايتها بحلول ثورة 30 يونيو 2013، وحكومة حازم الببلاوي المنتهية ولايتها في فبراير 2014، حتى جاءت حكومة محلب بتشكيلاتها الثلاث وكان نهاية عهدها بالأمس".

اليوم الأول للحكومة في مصر، دائما ما يشهد مجموعة طقوس، بعض منها معتاد ومتعارف عليه، والآخر قد لا يحدث في أي دولة أخرى، ونرصد في السطور التالية أهم تلك الطقوس.

1- حلف اليمين طقس ثابت، يحدث مع كل تغيير حكومي، أو تعديل وزاري، بل إنه منصوص عليه في الدستور المصري المعمول به في المادة 165، وتسمى بـ"اليمين الدستورية"، والتي جاء فيها: "يشترط أن يؤدى رئيس مجلس الوزراء، وأعضاء الحكومة أمام رئيس الجمهورية، قبل مباشرة مهام مناصبهم، اليمين الآتية: (أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصًا على النظام الجمهورى، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه)".

2- اجتماع الرئيس بأعضاء الحكومة، أحد الطقوس الثابتة المعتادة، حيث دائما ما يجتمع رئيس الجمهورية بأعضاء الحكومة عقب أداء اليمين، لإعطاء مجموعة من التعليمات للوزراء، وتحديد أهم أولويات وخطط العمل أمامهم، وتكرر هذا المشهد في عهد المجلس العسكري، وعهد الرئيس المعزول وحتى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي.

3- اجتماع رئيس الوزراء بأعضاء الحكومة يجب أن ينعقد أيضا في اليوم الأول للحكومة الجديدة، فداخل أروقة مجلس الوزراء بشارع قصر العيني، أو بمقر المجلس الآخر بهيئة الاستثمار، يجتمع رئيس الوزراء بأعضاء حكومته الجدد، للتأكيد على تعليمات الرئيس وأولويات العمل في الفترة المقبلة، وغالبا ما يكون الاجتماع سريا ومغلقا، ولا تخرج تفاصيله لوسائل الإعلام، كما أنه يخلو من القرارات، فهو في الغالب يكون لتنسيق العمل بين الحقائب الوزارية وبعضها، وخير دليل على هذا النوع من الاجتماعات هو آخر اجتماع عقده المهندس إبراهيم محلب بأعضاء حكومته عقب التعديل الأخير في مارس 2015.

4- رئيس الوزراء يعقد مؤتمرا صحفيا، دائما ما يكون في اليوم الأول للحكومة وهو بمثابة "جلسة تعارف" مع وسائل الإعلام، وللإجابة على كل التساؤلات الدائرة حول التعديل واختيار الوزراء، والحديث عن آلية عمل الحكومة في الفترة الماضية، وهو ما فعله على سبيل المثال لا الحصر الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء، في عهد المجلس العسكري، كما عقده المهندس شريف إسماعيل، رئيس الحكومة الجديدة، بالأمس وأكد فيه على أولويات العمل في الفترة المقبلة، والتصدي للفساد، كما ناقش فيه استعدادات الحكومة لعيد الأضحى وبداية العام الدراسي، وركز على الهدف الرئيسي للحكومة الجديدة، وهو الخروج بالانتخابات البرلمانية لبر الأمان.

5- الوزراء يتفقدون سير العمل في وزارتهم.. طقس آخر معتاد لكل حكومة جديدة، وهو خروج الوزراء من قاعة الاجتماعات إلى مكاتبهم بوزارتهم، لتفقد أحوال الوزارة، والتعرف على موظفي الديوان، وتلقي التهاني من العاملين معه، وغالبا ما يكون لقاء ذا طابع ودي، ومن الوزراء الذين فعلوا ذلك اليوم، وزير التعليم العالي الدكتور أشرف الشيحي، الذي تفقد الوزارة وقابل العاملين، وطالبهم بالدعاء له بالتوفيق.

6- جولات ميدانية لأعضاء الحكومة في الشارع.. هو أيضا من الطقوس المعتادة للوزراء الجدد، خاصة في حكومات ما بعد الثورة، فالجولات الميدانية، والزيارات التفقدية، أصبحت إحدى وسائل الوزراء لإثبات جديتهم في العمل، واشتهرت بها أكثر حكومة "محلب"، ولكن اللواء سعد الجيوشي، وزير النقل الجديد في حكومة المهندس شريف إسماعيل، كان أول من بادر بجولة ميدانية اليوم في محطة مصر، لمتابعة إجراءات تشغيل القطارات خلال فترة عيد الأضحى المبارك.

7- ضيوف في برامج "التوك شو"، حيث أصبح حضور الوزير بعد الثورة في أستوديوهات الفضائيات أمرا معتادا، خاصة عقب التغييرات الحكومية والتعديلات الوزارية، وإن لم يحضر الوزير في الإستوديو يحضر بمداخلة هاتفية، ليظهر تعاونه مع الإعلام، ومن أبرز وزراء حكومة إسماعيل، الذين حلوا ضيوفا على البرامج الفضائية، وزراء: "الزراعة، والتربية والتعليم، والشؤون القانونية ومجلس النواب، ووزير الثقافة".

8- نشرات الأخبار لا تخلو من خبر التعديل الوزاري أو تشكيل الحكومة الجديدة طوال اليوم، بالإضافة إلى التقارير والمتابعات حول الحدث على مدار اليوم، فهو من الطقوس الثابتة في وسائل الإعلام المصرية في تلك المناسبات.

9- "الوعود البراقة" التي تحمل الأمل والتفاؤل دائما ما تكون التصريحات الأولى الواردة على لسان المسؤولين الجدد تحمل الأمل والتفاؤل، ولكنها بعض مرور الوقت تصطدم بالواقع، فمع كل تعديل وزاري أصبح الطقس المعتاد للحكومة هو الخروج بتصريحات ووعود بتحسين أحوال المواطن، ومواجهة الفساد، فأولى كلمات رئيس الوزراء الجديد بالأمس: "سنتصدى للفساد بكل حزم"، وتلك أبرز وعود وزرائه في أحاديثهم الصحفية والتليفزيونية، فوزير الزراعة قال: "الأولوية لإعادة هيكلة الوزارة ومكافحة الفساد"، والتعليم: "عودة الانضباط للمدارس"، أما الشؤون المحلية: "إعادة تقييم المحافظين ولا مجال للتهاون في فساد المحليات"، وهي تصريحات متكررة في الحكومات المتعاقبة، قد يتحقق بعض منها، ولكن أغلبها لا يخرج عن نطاق التصريحات.


مواضيع متعلقة