رئيس شعبة الذهب: مصر أمامها فرصة لتعزيز صادرات «المعدن النفيس» ودعم الصناعة

رئيس شعبة الذهب: مصر أمامها فرصة لتعزيز صادرات «المعدن النفيس» ودعم الصناعة

رئيس شعبة الذهب: مصر أمامها فرصة لتعزيز صادرات «المعدن النفيس» ودعم الصناعة

قال هانى ميلاد، رئيس شعبة الذهب بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن الذهب يمثل الملاذ الآمن على مر العصور، ويحافظ على قيمته خاصة خلال الأزمات الاقتصادية وعدم الاستقرار العالمى، مشيراً إلى أن الطلب على الذهب يتزايد فى ظل التوترات الاقتصادية والسياسية التى يشهدها العالم، ما يعزز مكانته كوسيلة تحوط وأداة استثمارية آمنة للمستثمرين.. وإلى نص الحوار:

■ هل الاستثمار فى الذهب لا يزال الأفضل بعد ارتفاع أسعاره بشكل قياسى؟

- يظل الاستثمار فى الذهب الأفضل بين غيره من الأوعية الاستثمارية، فالنظر إلى حركة الذهب على مدار السنوات الماضية، نجدها فى اتجاه صاعد بشكل مستمر، وإن كان يتعرض لبعض الضغوط وينخفض، إلا أنه ينجح بعد ذلك فى تعويض خسائره، ليس هناك استثمار آمن فى ظل الكوارث إلا الذهب.

■ لماذا يفضل المستثمرون الذهب لاستثمار أموالهم؟

- يحظى الذهب بشعبية واسعة بين المستثمرين، حيث يعتبر ملاذاً آمناً يحمى المدخرات من الأموال خلال فترات عدم الاستقرار الاقتصادى والسياسى، والآن يعيش العالم حالة من عدم الاستقرار الاقتصادى والسياسى، وهو ما يجعل الاتجاه إلى الذهب والطلب عليه يرتفع خلال الفترة القادمة.

■ ما مستقبل الاستثمار فى الذهب محلياً وعالمياً؟

- مستقبل الاستثمار فى الذهب يعتمد على الأوضاع الاقتصادية والسياسية العالمية، فهناك حالة من عدم اليقين تسيطر على الأوضاع العالمية، إذ ترتبط تحركات الأسواق المحلية بشكل مباشر بحركة السوق العالمية للذهب.

■ ماذا عن التوقعات لحركة الذهب خلال 2025؟

- تشير التوقعات إلى أن الذهب سيشهد مستويات قياسية فى 2025، فى ظل استمرار حالة عدم وضوح الرؤية بشأن الاقتصاد العالمى، ونتيجة لاستمرار ردود فعل الدول ذات الصلة بالرسوم الجمركية الأمريكية التى فرضها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والتى دفعت أسعار الذهب للارتفاع، وإذا نظرنا إلى توقعات بنك «جولدمان ساكس»، نجده رفع توقعاته للسعر بحلول نهاية 2025 إلى 3300 دولار للأونصة، مقارنةً بتقديراته السابقة التى كانت عند 3100 دولار، وحدد نطاقاً مستهدفاً لسعر الأونصة بين 3250 و3520 دولاراً، وأشار البنك إلى أن العوامل الرئيسية إلى التدفقات القوية لصناديق الاستثمار المتداولة فى الذهب، والتى تجاوزت التوقعات، بالإضافة إلى استمرار الطلب القوى من البنوك المركزية، ورفع تقديراته لمشترياتها بمتوسط شراء شهرى 70 طناً، مقارنةً بتقديره السابق عند 50 طناً شهرياً، أيضاً رفع بنك أوف أمريكا، توقعاته إلى 3063 دولاراً للأونصة فى 2025 و3350 فى 2026، مقارنة مع تقديرات سابقة بلغت 2750 دولاراً فى 2025 و2625 فى 2026، وذكر أنه فى حال ارتفاع الطلب الاستثمارى على الذهب 10%، فمن المحتمل أن يصل سعر الأوقية إلى 3.500 دولار خلال العامين المقبلين.

■ ما مدى اهتمام الدول بزيادة مخزونها من المعدن الأصفر؟

- سيظل الذهب مخزناً للقيمة وملاذاً آمناً، وهو ما يجعله محط أنظار الدول للاستفادة منه كوسيلة تحوط وملاذ آمن تقليدى فى فترات الأزمات الاقتصادية وحالة عدم اليقين التى يشهدها العالم، بالإضافة إلى أن الدول تلجأ إلى شرائه لحماية العملة وتنويع الاستثمارات وتحويله لأية عملة فى وقت حدوث أزمات، ويشهد الطلب حالياً نشاطاً قوياً، نتيجة للتوترات الجيوسياسية فى الشرق الأوسط، إلى جانب ارتفاع معدلات التضخم، ويرى مصرف جولدمان ساكس، أن طلب البنوك المركزية على الذهب يزداد، خاصة فى البلاد التى توترت علاقاتها مع الغرب، وتعد الصين مصدراً قوياً للطلب، مع تضاعف احتياطياتها الرسمية من المعدن الأصفر أكثر من 3 أضعاف منذ 2008.

■ ماذا عن صناعة الذهب فى مصر والاستثمارات الجديدة؟

- هناك استثمارات جديدة قوية دخلت السوق المصرية فى مجال الذهب، ومع دخول شركات جديدة، يُتوقع أن يشهد عام 2025 نشاطاً كبيراً فى الاستثمار بما يعزز من الصادرات.

■ هل نشهد انخفاضاً فى أسعار الذهب بعد الصعود القوى الذى حققه؟

يتسم الذهب بالانخفاضات التصحيحية البسيطة بعد تحقيق ارتفاعات قوية، وغالباً ما تكون هذه الانخفاضات تمهيداً لموجة صعود جديدة، لذلك، من المتوقع أن يشهد الذهب تصحيحات سعرية، لكنه سيعود إلى مسار الصعود مجدداً نظراً للظروف الاقتصادية والسياسية العالمية.

نجاح معرض «نبيو» ودخول شركات جديدة يدعمان صناعة الذهب المصرية ويعززان الحصيلة من العملات الأجنبية.. وزيادة الاحتياطيات لدى الدول كونه ملاذاً آمناً تعزز الاستقرار الاقتصادى

■ كيف يمكن أن تستفيد مصر من قرار الرسوم الجمركية التى فرضها «ترامب» على دول العالم؟

- قرارات «ترامب» بفرض رسوم جمركية على الواردات الأمريكية، خاصة الصلب والألومنيوم، أحدثت هزة قوية فى الأسواق العالمية وأثرت على سعر الذهب، هذه التغيرات قد تؤدى إلى تعديل سياسات الاستيراد والتصدير فى دول عديدة، ما يفتح أمام مصر فرصة لتطوير صناعتها وفتح أسواق جديدة للمنتج المصرى، ويدرس الاتحاد الأوروبى فرض رسوم جمركية تصل إلى 25% على المنتجات الأمريكية مثل المجوهرات والماس، مما يمكن أن يكون فرصة للصناعة المصرية لتوسيع نطاقها فى أوروبا وأفريقيا وكندا، تنمية صادرات الذهب وزيادة الحصيلة من العملات الأجنبية يمكن أن تكون خطوة استراتيجية، خاصة مع التطور الذى شهدته صناعة الذهب المصرية مؤخراً، ونجاح معرض «نبيو» فى فتح أسواق جديدة للذهب المصرى يعزز هذه الفرصة، لكن الأمر يتطلب دعماً حكومياً لتسهيل إجراءات التصدير، واستعادة حصيلة التصدير، وعقد اتفاقيات دولية لتسهيل عملية التصدير واستيراد المواد الخام ومستلزمات الإنتاج. المشاركة فى المعارض الدولية بطرق رسمية وميسرة ستسهم أيضاً فى تعزيز مكانة مصر فى السوق العالمية.

تأثير صعود الذهب

لا يزال الوضع السياسى والاقتصادى العالمى متوتراً ما يضغط الذهب للصعود نحو مزيد من القمم التاريخية باعتباره ملاذاً آمناً للمستثمرين فى ظل عدم القدرة على توقع ردود فعل الدول التى فرضت الإدارة الأمريكية رسوماً جمركية على صادراتها إلى أمريكا، فلا يزال الأمر معلقاً حتى الآن ومرهوناً بجدية التنفيذ والبدء فيه، بالإضافة إلى تأخر الحلول السياسية للأزمات المشتعلة على مستوى الحرب الروسية الأوكرانية والحرب فى غزة، كل هذه الظروف لا تزال قائمة ومؤثرة بقوة على الذهب.


مواضيع متعلقة