بنك المعرفة.. منصة تعليمية رائدة بـ200 مليون مادة علمية معترف بها من «يونسكو»

بنك المعرفة.. منصة تعليمية رائدة بـ200 مليون مادة علمية معترف بها من «يونسكو»

بنك المعرفة.. منصة تعليمية رائدة بـ200 مليون مادة علمية معترف بها من «يونسكو»

يلعب بنك المعرفة المصرى دوراً رئيسياً فى إثراء الحياة التعليمية والثقافية، إذ أُطلق فى يناير 2016 كأحد أكبر المشروعات القومية المعرفية، ضمن مبادرة رئيس الجمهورية التى أطلقها فى عيد العلم عام 2014 تحت شعار «نحو مجتمع مصرى يتعلم ويفكر ويبتكر»، لدعم جهود بناء مجتمع المعرفة، وزيادة اهتمام وشغف المواطنين بالعلوم، وتعزيز التعليم والبحث العلمى.

بدأ تنفيذ المشروع بالمجلس المتخصّص للتعليم والبحث العلمى، الذى أجرى زيارات داخلية وخارجية لدراسة احتياجات المجتمع وسوق النشر العالمى، وتقييم أبرز الشركات والمؤسسات العاملة، ومن ثم تمّت المفاوضات لإتمام هذا المشروع الواعد.

يوفر بنك المعرفة إمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من الموارد العلمية والثقافية التى تشمل العلوم الأساسية، والتطبيقية، والتقنية، والبشرية، والإدارية، إضافة إلى الكتب الثقافية العامة، بما فى ذلك المواد المخصّصة للأطفال، ويمكن الاستفادة من هذه الموارد بسهولة عبر أجهزة الكمبيوتر، والهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية فى مختلف أنحاء البلاد.

ويتألف البنك من بوابتين رئيسيتين، الأولى: هى بوابة إتاحة المعلومات، التى تُعد من بين أكبر المكتبات الرقمية ومراكز المعرفة الإلكترونية عالمياً، وتوفر الوصول المجانى إلى المنشورات التعليمية والعلمية فى فروع المعرفة المتعدّدة، والتسجيل فى هذه البوابة بسيط، حيث يتطلب استخدام الرقم القومى والبريد الإلكترونى وبعض البيانات الشخصية، وتنقسم هذه البوابة إلى أربع بوابات فرعية تُخصّص خدماتها للقرّاء، والباحثين، والطلبة، والمعلمين، والأطفال.

أما البوابة الرئيسية الثانية للبنك فهى إنتاج ونشر المعلومات المحلية الأكاديمية للجامعات المصرية والمعاهد والمراكز البحثية وأى جهة بحثية أو أكاديمية داخل مصر بنظام نشر إلكترونى متكامل، وفقاً للمعايير العالمية، وتشمل البوابة نظاماً متكاملاً لدعم توثيق المحتوى المعرفى العلمى والبحثى لكل الجامعات والمراكز البحثية، مما يدعم ذاكرة مصر العلمية والبحثية بنظام إدارة الدوريات العلمية وفهرستها وحفظها إلكترونياً، ونظام لإدارة المؤتمرات، ويشمل توثيق المسابقات العلمية، وورش عمل المؤتمرات وتسجيل المشاركين وإدارة المعارض وإدارة نظام سير عمل النشر، ونظام تقييم الناتج العلمى المحلى للبحوث من خلال برنامج متميز متكامل تم تصميمه للهيئات العلمية لمراقبة وتقييم الدوريات العلمية المحلية الخاصة بها، ونظام حفظ وتجميع الناتج المحلى بشكل قومى لكل الباحثين على مستوى الجمهورية، والحفظ والاسترجاع لكل البيانات بنظام مركزى مع إحكام إدارة النظام.

«التعليم العالى»: الارتقاء بتصنيف الجامعات المصرية دولياً ودعم النشر العلمى وزيادة الاقتباسات من الأبحاث المحلية

وأكد الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، لـ«الوطن» أن بنك المعرفة يضم أكثر من 200 مليون مادة معرفية، وحصل على اعتراف رسمى من منظمة «يونسكو» بوصفه أكبر بوابة فى العالم لنظم التعليم عن بُعد، موضحاً أنه يلعب دوراً محورياً فى دعم الجامعات المصرية بتحسين ملف التصنيفات الدولية.

وأشار «عاشور» إلى النجاح الكبير الذى حقّقته تجربة البنك، وإلى الجهود المبذولة لنقل هذه التجربة إقليمياً، واصفاً البنك بأنه منصة تعليمية رقمية رائدة، ويُعتبر من المشروعات القومية المهمّة التى تحظى بمتابعة واهتمام القيادة السياسية، مما يعكس إيماناً عميقاً بأهمية التعليم والمعرفة فى بناء الإنسان وتطوير المجتمع.

وأكد الوزير أنه يُعد مستودعاً معرفياً ضخماً يحتوى على ملايين المصادر الثقافية والعلمية، التى تُسهم فى تعزيز التعليم والبحث العلمى وتنمية المهارات المطلوبة لسوق العمل، موضحاً حرص الوزارة على الاستفادة القصوى من إمكانات البنك الفريدة التى تُتيح التعلم والتدريب، إلى جانب دوره الكبير فى دعم النشر العلمى الأكاديمى، حيث أصبح يُسهم فى زيادة النشر الدولى للمجلات العلمية المصرية وزيادة الاقتباسات من الأبحاث المحلية، مما يُبرز تحول مصر إلى دولة منتجة ومصدّرة للمعرفة.

وأشار إلى توقيع مذكرة تفاهم بين رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، والأمين العام لاتحاد مجالس البحث العلمى العربية، وهو ما يُعد خطوة أولى نحو تعظيم الاستفادة من بنك المعرفة على المستوى الإقليمى.

«الفقى»: يُسهم فى توفير الدعم البحثى للطلاب

وقالت الدكتورة جينا الفقى، القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا والمشرفة على بنك المعرفة، إن البنك يُسهم فى تحسين تصنيف الجامعات والمؤسسات البحثية دولياً، منوهة بأن البنك يُعد أداة قوية لدعم التميّز الأكاديمى والبحثى، حيث يوفّر إمكانية الوصول إلى أحدث الأبحاث والدراسات العلمية، لإثراء تجربة الباحثين والطلاب المصريين بشكل ملحوظ.

وأوضحت «الفقى» أنه يلعب دوراً محورياً فى تعزيز التعاون الدولى فى البحث العلمى، بدعم تبادل المعرفة والخبرات بين الجامعات والمؤسسات البحثية المصرية ونظيراتها العالمية، وأنه بدأ هذا العام فى التعاون مع المعاهد العليا المتميزة التابعة لوزارة التعليم العالى، بهدف دعمها للوجود فى التصنيفات الدولية وتحسين النشر العلمى الدولى للأساتذة والباحثين، وخدماته تُتاح لجميع الفئات العمرية، بما فى ذلك الأطفال، حيث يوفر مصادر تعليمية باللغتين العربية والإنجليزية مخصصة لهم.

وذكرت «الفقى» أن بنك المعرفة يتضمّن موارد مثل الموسوعة البريطانية التى تحتوى على قسم خاص للأطفال لتعلم الأرقام والحروف والألعاب والرسم، بالإضافة إلى موسوعة الفراشة باللغة العربية، وتطبيق Booki الذى يشمل قصصاً مسموعة باللغتين العربية والإنجليزية. هذه الأدوات تُسهم فى تعزيز التعليم لدى الأطفال وتطوير مهاراتهم بطريقة مبتكرة.

وأوضحت أن الحسابات المنشأة على بوابة البحث العلمى والتعليم الجامعى فى بنك المعرفة المصرى تُتيح فترة استخدام صالحة لمدة 9 أشهر، ويتم تجديد هذه الفترة تلقائياً، إذا قام المستخدم بالدخول إلى الحساب عبر شبكة الإنترنت الرسمية للمؤسسة، وفى حالة عدم الدخول خلال هذه المدة، يتم تحويل الحساب إلى بوابة القارئ العام، مما يُشير إلى انتهاء الاهتمامات البحثية للمستخدم، وأن جميع خدمات بنك المعرفة المصرى تُقدّم مجاناً لجميع أفراد الشعب المصرى، مما يُسهم فى توفير المصادر المعرفية بشكل واسع وميسر.

وأكدت أن البنك يوفّر خدماته للطلاب وأعضاء هيئة التدريس الأجانب الذين ينتمون إلى جامعات مصرية، وتفعيل هذه الخدمات يتطلب إرسال مخاطبة رسمية من الجامعة تحتوى على بيانات الطلاب الوافدين، بحيث تُرسل هذه البيانات إلى بنك المعرفة، ليتم وضعهم ضمن القائمة البيضاء، هذا الإجراء يُتيح استثناء حقل الرقم القومى المصرى، أثناء عملية التسجيل، ويتم استبداله برقم جواز السفر.

«عبدالغفار»: يُعزّز التبادل الثقافى ويحظى بتقدير عالمى بفضل تعاونه مع «يونسكو» و«ألكسو» وجائزة الابتكار من «ويبو»

وقال د. عادل عبدالغفار، المتحدث باسم التعليم العالى، إن بنك المعرفة المصرى يُعد سفيراً لمصر فى مجال التعليم، حيث يُعزّز التبادل الثقافى والتعاون الدولى فى مجالى التعليم والبحث العلمى، مشيراً إلى أنه يحظى بتقدير دولى كبير بفضل تعاونه مع منظمات عالمية مرموقة مثل «يونسكو» و«ألكسو»، وحصوله على جائزة الابتكار من «ويبو»، مما يُبرز السمعة الدولية المتميزة للبنك وإسهاماته القيمة فى مجال المعرفة.

وأوضح «عبدالغفار» أن منظمتى «يونسكو» و«يونيسف» أصدرتا هذا العام دراسة حالة شاملة حول بنك المعرفة المصرى كمنصة رائدة لدعم التعلم والمعرفة فى مصر، لافتاً إلى أن هذا الإصدار يُعد الأول ضمن مبادرة «بوابات التعلم الرقمى العام»، التى أطلقتها «يونسكو» بالشراكة مع «يونيسف» لرصد المنصات العامة للتعلم الرقمى عالمياً وتسليط الضوء على النماذج الأكثر نجاحاً، منوهاً بالإشادة بدور بنك المعرفة المصرى كإحدى المنصات الرائدة، وأهمية إسهاماته فى دعم التعلم الذى امتد تأثيره إلى قارة أفريقيا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى كونه مورداً مهماً لصانعى السياسات والمعلمين وأصحاب المصلحة.

وتابع أن دراسة الحالة تناولت رحلة بنك المعرفة المصرى منذ إطلاقه، مع تقديم تحليل معمّق للاستراتيجيات والتحديات والإنجازات التى حقّقها، واستعرضت دوره الكبير فى توحيد جهود نشر المعرفة من خلال تقديم مجموعة متنوعة من البوابات والأدوات التعليمية التى تخدم جميع الأعمار والتخصّصات، وأن بنك المعرفة أصبح حجر الزاوية فى المشهد التعليمى المصرى، بمشاركته فى مبادرة تطوير التعليم وتفعيل التحول الرقمى كوسيلة لتحقيق الوصول العادل إلى المصادر التعليمية والمعرفية، بالإضافة إلى مساهمته فى تحقيق رؤية مصر 2030 للتعليم. كما أشار «عبدالغفار» إلى أن «يونسكو» و«يونيسف» قدمتا دعوة إلى القادة التعليميين والمسئولين الحكوميين والمجتمع التعليمى لاستكشاف نتائج دراسة حالة بنك المعرفة المصرى، مما يُبرز أهمية هذه التجربة الرائدة على المستوى الدولى.


مواضيع متعلقة