«الناشرين العرب»: حجم النشر عربياً 1% من النسبة العالمية

«الناشرين العرب»: حجم النشر عربياً 1% من النسبة العالمية

«الناشرين العرب»: حجم النشر عربياً 1% من النسبة العالمية

أكد اتحاد الناشرين العرب أن صناعة النشر والكتاب في البلدان العربية ما زالت ضعيفة، وتتهددها صعوبات ومشكلات عديدة تحد من تطورها ونموها، تتمثل في ارتفاع نسبة الأمية وعزوف المثقفين عن القراءة، وتفشى ظاهرة التزوير والاعتداء على الملكية الفكرية، وعدم التوسع في إنشاء المكتبات العمومية، وتواضع ميزانية الدول العربية المخصصة للكتب، إضافة إلى غياب ثقافة عامة لدى المواطن العربى.

«رشاد»: لا يجب معاملة الناشر على أنه تاجر وينبغى تقديم مزايا ضريبية.. والكتاب الورقى يتفوق على الإلكترونى بالنسبة للشعوب المتقدمة

وقال محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، إن أكبر مشكلة يواجهها الناشرون فى العالم العربى هى أن معظم الحكومات العربية لا تعترف بالنشر كصناعة بينما تعتبره نشاطاً خدمياً، وبالتالى صناعة النشر لا تستفيد من أى دعم يُقدَّم من أى حكومة عربية للناشرين فى هذا القطاع، وربما فى معظم البلدان العربية المجال الثقافى متراجع، مقابل الاهتمام الأكثر بالتنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وفى بعض الحكومات يكون هناك إغفال للتنمية الثقافية، والمفروض أن يكون هناك اهتمام بالتنمية الثقافية.

وأوضح «رشاد»، لـ«الوطن»، أن هناك دوراً على الدول أيضاً، يتمثل فى أن المواطن العربى له حق على حكوماته، مثل حقه فى التعليم والصحة له حق فى الثقافة أيضاً، وهنا نطالب بزيادة المكتبات العامة، ففى المجتمعات الأكثر رفاهية نجد أن لكل 10 آلاف نسمة مكتبة عامة، يكون عدد الكتب بها 10 آلاف نسخة قابلة للزيادة، وفى المجتمعات الأقل رفاهية يجب أن يكون لكل 50 ألف نسمة مكتبة عامة واحدة تبدأ بـ10 آلاف كتاب وتزداد بعد ذلك، إلى جانب ذلك من الضرورى زيادة الميزانيات الخاصة بمكتبات قصور الثقافة والمكتبات الجامعية، والمكتبات المدرسية.

وطالب رئيس اتحاد الناشرين العرب بعض الحكومات العربية بأن تعيد النظر فى الرسوم الجمركية المرتفعة التى تفرضها على مستلزمات الإنتاج التى تدخل فى صناعة الكتاب، علماً بأن العالم العربى ليس منتجاً لمستلزمات إنتاج الكتاب، وعلى الحكومات أيضاً مراعاة أن الناشر لديه رسالة، فلا يُعامَل كما يعامل أى نشاط تجارى آخر، وبالتالى لا بد أن نقدم له مزايا ضريبية يستفيد منها.

لا بد من إعادة النظر فى الرسوم الجمركية المرتفعة على مستلزمات إنتاج صناعة الكتاب

وأشار «رشاد» إلى أن انتهاك حقوق الملكية الفكرية يُعد من بين أكبر التحديات، وهذا التحدى يشكل خطراً على تطور وازدهار الصناعة، فهناك حق ملكية للناشر والمؤلف، مجرد انتهاك هذا الحق يؤثر على الصناعة، وتفشى ظاهرة تزوير الكتب يتسبب فى تحمُّل دور النشر خسائر كبيرة، الأمر الذى معه أُغلقت بعض دور النشر، بسبب خسائرها، فهناك التزامات مالية من ضرائب وتأمينات، وغيرها من مرتبات العمال، ما يؤثر بالسلب على الاقتصاد القومى، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الخامات وعلى رأسها سعر الورق والأحبار.

صناعة الورق لا تستفيد بأى دعم من الحكومات العربية وظاهرة التزوير كبّدتها خسائر فادحة

فيما أكد رئيس اتحاد الناشرين العرب أنه يجب أن تهتم الحكومات العربية بتعزيز دور المكتبات العامة والمدرسية وزيادة عددها، فإذا نظرنا إلى عدد المكتبات العامة فى عالمنا العربى نجده لا يتناسب مع عدد السكان، على عكس المجتمعات الأكثر رفاهية، نجد أن لكل 10 آلاف نسمة مكتبة عامة، يكون عدد الكتب 10 آلاف نسخة ثم زيادتها بعد ذلك، بالإضافة إلى أن الاشتراك بهذه المكتبات يكون بمقابل رمزى، ما يعزز من النهوض بصناعة النشر، فضلاً عن زيادة ميزانيات بيوت وقصور الثقافة.

ولفت «رشاد» إلى أن عدد عناوين إصدارات العالم العربى لا يتجاوز 80 ألف عنوان، يمثل نحو 1% من نسبة النشر العالمية، ويمكن لدولة مثل إسبانيا أن تتساوى مع إصدارات 22 دولة عربية، حيث ما زالت تنظر للنشر على أنه نشاط خدمى لا صناعة. وعن مستقبل الكتاب الورقى، قال «رشاد» إنه لا يزال الأفضل بالنسبة للشعوب المتقدمة والأكثر ثقافة، والأرقام تشير إلى أن الكتاب الورقى يتفوق على الإلكترونى من حيث حجم النشر، إذ يمثل الورقى 75% من حجم النشر فى عالمنا العربى، بينما الإلكترونى 25%، والدول المتقدمة تتعامل مع الورقى أكثر، وعلينا أن نرسخ عادة القراءة لزيادة الوعى والثقافة لدى المجتمعات والأجيال الجديدة.


مواضيع متعلقة