الكتاب الإلكتروني.. سوق للناشرين وطوق نجاة لعشاق القراءة

الكتاب الإلكتروني.. سوق للناشرين وطوق نجاة لعشاق القراءة
تتسم الكتب الإلكترونية بتكاليف إنتاج أقل بكثير مقارنة بالكتب الورقية، إذ يتم التخلص من النفقات المتعلقة بالطباعة، الحبر والورق، الأمر الذى يجعل الكتب الإلكترونية أكثر توفيراً للقراء، ويتيح لهم الوصول إلى محتوى أدبى وثقافى متنوع بأسعار معقولة ولا تكلفهم عبئاً مالياً.
«بدوى»: يمهد المجال لأنماط أكثر تطوراً فى أساليب القراءة والاطلاع ويجب تزويد المكتبات العامة لإنعاش البيع
وقال مجدى بدوى، رئيس النقابة العامة للعاملين فى الصحافة والإعلام والطباعة والنشر، نائب رئيس اتحاد عمال مصر، إن الدولة تدعم المطبوعات من كتب وصحف، لتوفير الكتاب أو الصحف للمواطن فى سبيل زيادة المعرفة وإتاحة المعلومات، لكنَّ هناك تكلفة تتحملها المؤسسات الصحفية من أجل تحقيق ذلك. وأضاف «بدوى» لـ«الوطن»، أن الدولة تقدم كل وسائل الدعم لجميع القطاعات الحيوية، ويجب أن يكون لقطاع النشر والطباعة جانب من هذا الدعم الذى يمثل أهمية كبيرة لبناء الثقافة والوعى لدى المواطن، متابعاً: «لدينا من المكتبات العامة الكثير، ونستطيع من خلالها أن نعظم صناعة النشر فى مصر، فلا بد أن نعود إلى المكتبات العامة ونزودها بالكتب للقراء على اختلاف فئاتهم سواء الطلاب فى المدارس، أو الموظفين فى المؤسسات الحكومية ودور الثقافة، حتى تزدهر الصناعة ونوفر الكتب بسعر مناسب».
وفيما يخص منافسة الكتاب الإلكترونى للطبعة الورقية، يرى «بدوى» أن الأول لن ينهى على الكتاب الورقى، بل هو مجرد تطور فى أساليب القراءة ووصول الكتب إلى القارئ بشكل أسرع، وهو بالنسبة للناشرين وسيلة أخرى لتسويق إصداراتهم من الكتب، فعشاق القراءة والمثقفون يفضلون الكتاب الورقى بما يعكسه من راحة وسهولة فى الاطلاع. من جانبه، قال أحمد دسوقى، مدير التطوير بشركة متخصصة فى الطباعة والنشر الإلكترونى، إن كل عصر يفرض علينا مواكبة التطور الذى يظهر به، وإذا لم نستطع أن نتواكب مع التطور التى نشهده فى عصرنا الحالى من تكنولوجيا، فلن يكون لنا بقاء، لافتاً إلى أن الكتاب الإلكترونى ظهر مع التطور الملحوظ فى التكنولوجيا من إنترنت وذكاء اصطناعى، والتطبيقات التى انتشرت بطريقة سريعة، وأصبحت تغطى جميع قطاعات الحياة، ونوه بأنه لا نستطيع مع هذا التطور تجاهل الكتاب الإلكترونى وما يقدمه كوسيلة سريعة فى عالم القراءة والثقافة.
مدير فى شركة طباعة: يفتح أسواقاً جديدة للمبدعين ويجذب النشء للقراءة.. وصناعة النشر أصبحت واجهة للناشرين
وأشار «دسوقى» لـ«الوطن» إلى أن بداية الكتاب الورقى كانت منذ القرن الثالث أو الرابع هجرياً، ورغم التطور الذى نشهده وظهور الكتاب الإلكترونى أو الكتاب المسموع، فإن الكتاب الورقى لن يختفى وسيظل موجوداً ومتداولاً بين القراء والمثقفين.
وتابع أن الهدف من وجود الكتاب الإلكترونى، الذى يمكن قراءته عبر الإنترنت أو الاستماع له، هو التنوع بجانب الكتاب الورقى، داعياً إلى ضرورة الاستفادة من هذا التطور ومواكبة التقدم لضمان المنافسة عالمياً.
وأشار إلى أن انتشار الكتاب الإلكترونى يعد أمراً إيجابياً بالنسبة للناشرين، لأنه يفتح أسواقاً جديدة للناشرين، ويجذب أجيالاً حديثة للقراءة، موضحاً: «عالم الكتاب الورقى به الكثير من التحديات التى يواجهها الناشرون، من ارتفاع مستمر فى أسعار الخامات، والخدمات اللوجيستية من نقل وأسعار الشحن، والعائد من الكتاب الورقى أصبح ضعيفاً أو معدوماً»، وتابع: «صناعة الثقافة فى العالم العربى أصبحت غير مربحة، وكل هذه أعباء تضاف على الصانع أو الناشر الذى ينفق من رأسماله، ثم ينتظر المقابل الذى قد يتأخر عاماً أو اثنين وقد لا يأتى». وأضاف أن جزءاً كبيراً من صناعة النشر أصبح واجهة ثقافية واجتماعية للناشرين، فهى رسالة فى المقام الأول والأخير، منوهاً بأن بعض الناشرين المعروفين والكبار مستمرون حتى اليوم لتقديم رسالة وعليهم ضغوط كبيرة، والحل فى فتح أسواق جديدة، ومن هنا يأتى دور الكتاب الإلكترونى الأقل تكلفة، والأكثر تحقيقاً للربح.