خبراء: موقع مصر الجغرافي وتطوير البنية التحتية يسهلان التواصل مع الأسواق العالمية

خبراء: موقع مصر الجغرافي وتطوير البنية التحتية يسهلان التواصل مع الأسواق العالمية

خبراء: موقع مصر الجغرافي وتطوير البنية التحتية يسهلان التواصل مع الأسواق العالمية

تطورات كبرى شهدتها خدمات التعهيد فى مصر، خاصةً بعد أن نجحت فى التقدم من المركز الـ11 عالمياً فى عام 2023، لتكون الثالثة عالمياً مع بدايات العام الجارى، الأمر الذى يؤكد ما شهده القطاع من تقدم ملحوظ وملموس محلياً وعالمياً، جعل من مصر وجهة مثالية لخدمات التعهيد عالمياً، بحسب ما أكد عدد من خبراء التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى، من بينهم المهندس هشام المهدى، خبير الذكاء الاصطناعى، الذي أكد لـ«الوطن» أن مصر حققت تقدماً ملحوظاً فى صناعة التعهيد، حيث ارتفعت قيمة صادراتها الرقمية إلى 6.2 مليار دولار فى العام المالى 2022/ 2023، مقارنةً بنحو 4.9 مليار دولار فى العام السابق، بزيادة نسبتها 26.5%.

كما ارتفع عدد مراكز خدمات التعهيد إلى 199 مركزاً فى عام 2022/ 2023، مقارنةً بـ160 مركزاً فى 2020/ 2021، بزيادة نسبتها 24.4%، بخلاف احتلال مصر للمركز الثالث عالمياً، ضمن مؤشر الثقة فى مواقع تقديم خدمات التعهيد العابرة للحدود لعام 2023، متقدمة من المركز الحادى عشر فى العام السابق.

«المهدى»: نمتلك قاعدة شبابية واسعة تتقن لغات متعددة

وأضاف خبير تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعى أن مصر، بفضل موقعها الجغرافى الاستراتيجى الرابط بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، تتمتع بعدة مميزات، مما يُسهِّل التواصل مع الأسواق العالمية، كما تمتلك مصر قاعدة شبابية واسعة، تتقن لغات متعددة، مما يعزز قدرتها على تقديم خدمات تعهيد متنوعة، بالإضافة إلى ذلك، فقد استثمرت الحكومة المصرية فى تطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وجعلها وجهة جذابة للشركات العالمية.

وأشار خبير الذكاء الاصطناعى إلى أن صناعة التعهيد تواجه ارتفاعاً فى تكاليف المعدات والأجهزة، حيث تتطلب تجهيزات تقنية متقدمة، وارتفاع تكاليف تلك المعدات قد يشكل عبئاً على الشركات، خاصةً الصغيرة والمتوسطة، وعن كيفية مواجهة تلك التحديات، شدد على ضرورة الاستثمار فى برامج تدريبية متخصصة، وتحسين البنية التحتية، وتبنِّى سياسات تدعم استقرار بيئة العمل، وتعزز من تنافسية مصر فى سوق التعهيد العالمية.

وتوقع «المهدى»، فى هذا الصدد، أنه مع استمرار ضخ الاستثمارات الحكومية فى تطوير البنية التحتية، وتدريب الكوادر البشرية، من المتوقع أن يشهد قطاع التعهيد فى مصر نمواً مستداماً، حيث تستهدف الحكومة زيادة قيمة صادرات خدمات التعهيد إلى 9 مليارات دولار بحلول عام 2026، بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تستمر مصر فى جذب المزيد من الشركات العالمية، مما يسهم فى توفير فرص عمل جديدة، وتعزيز مكانتها كمركز إقليمى لصناعة التعهيد.

«الحارثى»: تحسُّن جودة خدمات التعهيد بفضل التعليم والتدريب المهنى

من جانبه، قال المهندس محمد الحارثى، خبير تكنولوجيا المعلومات، إن صناعة التعهيد فى مصر شهدت تطوراً ملحوظاً فى السنوات الأخيرة، مما جعلها واحدة من الوجهات البارزة عالمياً لتقديم هذه الخدمات، خصوصاً فى مجالات تكنولوجيا المعلومات، وخدمات العملاء، والتحليل المالى، وأضاف أن هذا التقدم جاء نتيجة استراتيجية مدروسة تهدف إلى جعل مصر مركز جذب للشركات العالمية، وذلك بفضل توفر الكفاءات البشرية، وتطور البنية التحتية الرقمية، بالإضافة إلى الدعم الحكومى الموجَّه لهذا القطاع الحيوى.

وأوضح «الحارثى» أن من أبرز عوامل النجاح فى مصر موقعها الجغرافى الذى يُسهِّل التواصل مع الأسواق الأوروبية والعربية والأفريقية، مما يعزز تنافسية الخدمات المقدمة، كما أن تفوُّق مصر فى تقديم خدمات التعهيد باللغات المتعددة، مثل الإنجليزية والفرنسية والعربية، يزيد من قدرتها على تلبية احتياجات الشركات العالمية بشكل فعال.

وأضاف أن خدمات التعهيد قد تأثرت جودتها فى مصر بشكل إيجابى، بفضل الاهتمام المتزايد بالتعليم والتدريب المهنى، حيث تم إنشاء مراكز متخصصة لتدريب الشباب فى مجالات متعددة تتعلق بخدمات التعهيد، ولعبت الجامعات والمعاهد الخاصة دوراً محورياً من خلال تقديم برامج دراسية متخصصة فى تكنولوجيا المعلومات وتحليل البيانات، مما ساهم فى إعداد كوادر مؤهلة تتماشى مع التطورات العالمية.

وأوضح أنه رغم تلك الإنجازات، يواجه قطاع التعهيد فى مصر تحديات رئيسية، تتعلق بالتنافسية العالمية، وارتفاع التكاليف التشغيلية نسبياً، لكن ما زالت فرصة التوسع كبيرة، بالإضافة إلى ذلك، فإن التطور السريع فى التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعى، والتحول الرقمى، قد يمثل بعض التحديات أمام عدد من الشركات، مما يتطلب استثمارات مستمرة فى التدريب وتطوير المهارات.


مواضيع متعلقة