رفعت رشاد يكتب: قادرون على إفساد مخططات أمريكا وإسرائيل

كتب الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي الذي اعتنق الإسلام منذ عقود، كتابا بعنوان «أمريكا طليعة الانحطاط»، يكشف جارودي في الكتاب تهاوي أمريكا من الداخل وترنحها في الخارج ويستعرض مستقبل العالم والصراع المحتمل بين الحضارات بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، متوقعا صراعا حتميا بين الشرق المتحد إسلاميا وآسيويا وبين الغرب بتوحشه الرأسمالي وطمعه في ثروات الآخرين.

يقول جارودي: إن النقطة الحساسة في حدود الإمبراطورية الأمريكية، هي ما كانت تسمى في زمن الإمبراطورية الرومانية – قبل أن يمحوها البرابرة – بعتبات الإمبراطورية، هي الخليج العربي المحاط بأحواض البترول الأكثر غزارة في العالم، والتي سيبقى العالم في حاجة إليه لعشرات السنين لأنه عصب التنمية الغربية.

ومن أجل إحكام السيطرة على المنطقة جرى تدمير العراق في حرب خاضتها أمريكا بتأثير من جماعتي ضغط من داخلها نفسها، كتب عن ذلك ألين بيريجيت في جريدة الفيفارو في عدد 5 أكتوبر 1990 وحددهما كما يلي: اللوبي اليهودي ولوبي رجال الأعمال.

ففي مثل هذه النقاط المحورية لا تتوقف إسرائيل عن لعب الدور الذي رسمه لها مؤسسها الروحي تيودور هرتزل، وهو أن تكون "حصنا متقدما" للحضارة الغربية ضد بربرية الشرق.

وقبل ذلك كان قد بدأ تنفيذ خطة أكثر دقة في عام 1982 قبل غزو لبنان بقليل ونشرت الخطة في مجلة كيفونيم الصادرة عن المنظمة الصهيونية العالمية، وهي تفتيت كل الدول المجاورة من النيل إلى الفرات، وهي الطريقة الأفضل التي تستجيب لأطماع الهيمنة العالمية لأمريك، في الموقع الأكبر حساسية على حدود إمبراطوريتها.

عندما دخلت أمريكا العراق حرصت على القضاء على مستقبل البلاد من خلال القضاء على أطفال العراق بكل السبل، سواء بقتلهم أو بحرمانهم من الغذاء والرعاية الصحية وغير ذلك، وهذا ما تفعله إسرائيل الآن في فلسطين وخاصة في غزة.

تعمل أمريكا في العديد من المحاور للسيطرة والهيمنة على المنطقة العربية بثرواتها وأراضيها من خلال دعم كامل شامل لإسرائيل طليعة الاستعمار الغربي في المنطقة، ولا تتوانى أمريكا علنيا عن دفع الدول العربية الغنية لضخ التريليونات من الدولارات في الاقتصاد الأمريكي بدون أي عناء مدعية أن على العرب أن يسددوا ثمن حمايتهم وسداد تكاليف قواعدها في المنطقة.

لذلك طلب ترامب بوضوح أن تضخ السعودية 400 مليار دولار وزاد ولي العهد السعودي الرقم إلى 600 مليار لكن ترامب زاد أيضا إلى تريليون وعرضت الإمارات استثمار تريليون و400 مليار دولار في أمريكا على مدى عشر سنوات.

هذه المسألة تذكرنا بقصة يزهو بها الأمريكان في تاريخهم الاستعماري وهي قصة القرصان الأمريكي الشهير المعروف بالكابتن مورجان.

كان مورجان قرصانا ذكيا، يرى أن القرصان العادي هو الذي يغير على السفن المسافرة ويقتل ركابها الأبرياء وينهب حمولاتها من الأشياء والنقود، أما القرصان الذكي فهو لا يغير إلا على سفن القراصنة الآخرين، بنتظرهم قرب مكامنهم عائدين محملين بالغنائم مجهدين من القتل والقتال، ثم ينقض عليهم محققا جملة أهداف.

فهو يحصل على كنوز عدة سفن أغار عليها القرصان العادي في رحلة شاقة وطويلة/ يحصل عليها جاهزة بضربة واحدة، وهو بذلك لا يرتكب جريمة، لأن الذين سبقوه هم الذين نهبوا، وهو يعتبر ما يقوم به قصاص عادل ضد الذين قتلوا الأبرياء في السفن التي نهبوها.

في عصور لاحقة تمكنت أسرة القرصان مورجان من العثور على كنزه الذي راكمه عبر استيلائه على سفن القراصنة واستعملوه في تأسيس بنك مورجان الشهير.

لكن الوضع العربي مختلف، فلا العرب سطوا على ثروات غيرهم من الشعوب ولا نهبوا غيرهم من الدول، لكن أمريكا تطبق عليهم قواعدها الاستعمارية على طريقة الكابتن مورجان.

إن ما يحدث في المنطقة أراه ينبئ عن أمور ليست مطمئنة، فالهياج الإسرائيلي ضد الدول العربية وخاصة الشعب الفلسطيني الأعزل الذي لا حول له ولا قوة مؤشر على ما تنوي أمريكا وإسرائيل تنفيذه وهو دولة إسرائيل الكبرى الممتدة من النيل إلى الفرات، لكن مصر وجيشها العظيم قادران بإذن الله على هزيمة وإجهاض المخططات الاستعمارية المسمومة.