قتلته عشان الإتاوة

كتب: محمد سيف

قتلته عشان الإتاوة

قتلته عشان الإتاوة

«ضربته بالنار عشان مرضيش يدفع إتاوة 10 آلاف جنيه، وكان عاوز يبنى على قطعة أرض وضع يد فى منطقة عرب غنيم ببلاش من غير ما يدفع للرجالة اللى بتحرس المنطقة» بتلك الكلمات وقف القاتل «عيد. ع» 25 سنة، أمام اللواء هشام لطفى رئيس قطاع مباحث جنوب القاهرة ليبرر جريمته، مدعياً أنه لم يخطط لتلك الجريمة، وأنها حدثت فى لحظة انفعال بسبب رفض المجنى عليه «سعيد أحمد إبراهيم» 38 سنة، فرد أمن، دفع مبلغ مالى للمتهم الذى يتولى فرض الإتاوات على أصحاب الأراضى فى تلك المنطقة، مستغلاً أنهم وضعوا أيديهم على الأرض التابعة لأملاك الدولة، وأثناء تبادل السباب والشتائم بين الجانبين أسرع المتهم إلى منزل مهجور فى ذات المنطقة وأخرج منه بندقية آلية وأطلق منها رصاصة فى صدر المجنى عليه فسقط على الأرض غارقاً فى دمائه وفارق الحياة قبل وصوله إلى مستشفى النصر العمالى، وتبين أنه توفى إثر إصابته بطلق نارى بالناحية اليسرى من الظهر محدثاً فتحتى دخول وخروج، وفر المتهم هارباً من المنطقة.{left_qoute_1}

ملاحقات أجهزة الأمن فى القاهرة أجبرت المتهم على تسليم نفسه إلى المباحث بعد مطاردات من جانب رجال مباحث القاهرة بقيادة اللواء هشام عراقى مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، وفى بداية الواقعة حاول المتهم التنصل من جريمته مدعياً أنه لم يكن فى القاهرة وقت حدوث الجريمة، وأنه كان مسافراً إلى إحدى محافظات الصعيد، وبمواجهة المتهم بأقوال شهود العيان انهار واعترف بتفاصيل الجريمة، قائلاً إنه ذهب صباح يوم الواقعة إلى قطعة أرض فى منطقة عرب غنيم بعدما شاهد مواد البناء بجانبها وتقابل مع صاحبها وأخبره أنه يتولى حراسة المنطقة منذ قرابة 8 سنوات وطلب منه التوقف عن البناء على الأرض قبل دفع مبلغ 10 آلاف جنيه، فرفض صاحبها الاستجابة له، بحجة أنه اشترى هذه الأرض بمبلع 20 ألف جنيه، وحدثت بينهما مشادة كلامية وعندما تطورت الأمور بينهما إلى التدافع بالأيدى، توجه المتهم إلى منزل مهجور وأحضر منه بندقية آلية وأطلق منها رصاصة فى قلب المجنى عليه ففارق على أثرها الحياة. {left_qoute_2}

«يا باشا أنا جيت بنفسى لقسم شرطة حلوان وقلت للمباحث عاوز أسلم نفسى عشان أنا قتلت واحد فى عرب غنيم» نطق المتهم بتلك الكلمات فالتف حوله مجموعة من أمناء وأفراد الشرطة داخل وحدة مباحث حلوان وتم اقتياده إلى مكتب المقدم شريف فيصل، رئيس المباحث، الذى بدأ فى استجوابه، وأرشد المتهم عن السلاح المستخدم فى الجريمة قائلاً إنه تخلص منه بدفنه فى حفرة داخل منزل مهجور فى منطقة عرب غنيم، عقب إطلاق الرصاص على المجنى عليه، وتوجهت قوة أمنية من قسم شرطة حلوان بإشراف اللواء هشام لطفى رئيس مباحث قطاع جنوب القاهرة، إلى المنزل المخبأ فيه السلاح وتم استخراجه وتحريزه وتحرر محضر بالواقعة، وأحاله اللواء خالد عبدالعال مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، إلى النيابة لمباشرة التحقيقات.

المباحث فحصت صحيفة الحالة الجنائية للمتهم، وتبين أنه بلطجى يفرض نفوذه وسيطرته فى منطقة عرب غنيم، مستغلاً أن تلك المنطقة تابعة لأملاك الدولة، واستولى مجموعة من الأشخاص على تلك الأراضى عن طريق وضع اليد، وباعوها إلى عدد من المواطنين بثمن بخس، وأن المتهم يمارس نشاطه الإجرامى فى البلطجة وفرض السيطرة على المواطنين فى المنطقة منذ عدة سنوات، وأنه اتخذ من منطقة عرب غنيم مقراً لإقامته هو ومجموعة من الأشخاص الذين يعملون معه حتى تمكن من قتل المجنى عليه أمام عدد من أصحاب الأراضى عندما رفض دفع الإتاوة.

«سمير. أ» 58 سنة، شقيق الضحية، جلس فى نيابة حلوان أمام المستشار شريف مختار وشرح ملابسات جريمة مقتل شقيقه، قائلاً إنه توجه بصحبة شقيقه للبدء فى بناء قطعة أرض اشتراها فى منطقة عرب غنيم، وأثناء وقوفهما بجانب عمال البناء حضر المتهم وهددهم بالقتل إذا استمروا فى البناء عندها توقف العمال حتى تسوية الخلاف بعدما أشهر المتهم بندقية آلية كانت بحوزته فى وجوههم، وأطلق عدة أعيرة نارية فى الهواء موجهاً رسالة رعب لأصحاب الأراضى، لكنه استمر فى بلطجته رافضاً الاستماع إلى كلام شقيقه الذى طلب منه إمهاله حتى نهاية اليوم ليتمكنا من الجلوس مع بعضهما، فرفض المتهم وهدد بقتله فى الحال إذا حاول البدء فى البناء على الأرض، لكن شقيقه تجاهل تلك التهديدات وأدار ظهره للمتهم وتوجه إلى مواد البناء لحملها، فأطلق المتهم رصاصة من بندقيته الآلية على ظهره فخرجت من صدره من ناحية القلب وسقط غارقاً فى دمائه أمام مجموعة من العمال.

«حاولت أتدخل لحل المشكلة، وإقناع المتهم بترك العمال يباشرون مهام عملهم لأنهم حصلوا على أجورهم عن ذلك اليوم، فلم تلق هذه الكلمات أى استجابة لدى المتهم الذى هدد بقتل الجميع» بهذه الكلمات واصل شقيق الضحية سرد تفاصيل الجريمة أمام مدير نيابة حلوان، مضيفاً أن المتهم مفترى وبلطجى وقتل شقيقه بدم بارد، وانخرط شقيق الضحية فى البكاء عندما تذكر لحظة سقوط المجنى عليه عقب إطلاق الرصاص من جانب المتهم، وأنهى حديثه بترديد كلمات: «حسبى الله ونعم الوكيل، ربنا ينتقم من كل ظالم ومفترى».

 


مواضيع متعلقة