بالفيديو| "روحوا نضفوه وحموه الأول".. كلمة طبيب قتلت "حمدان" بالبحيرة

كتب: إبراهيم رشوان وأحمد حفنى

بالفيديو| "روحوا نضفوه وحموه الأول".. كلمة طبيب قتلت "حمدان" بالبحيرة

بالفيديو| "روحوا نضفوه وحموه الأول".. كلمة طبيب قتلت "حمدان" بالبحيرة

بملابس رثة ولحية وشعر كثيف يملأهما التراب، خرج عم "حمدان"، إلى مستشفى أبوالمطامير العام في البحيرة، محمولًا على "توكتوك" أحد أهالي عزبته، وهي "عبدالغني"، لعلاجه من مرضه، الذي أصابه منذ نحو شهرين، وما إن انتهى من الكشف عليه في قسم الاستقبال، دخل إلى أحد الأطباء برفقة أهله، لكن الطبيب قال لزوجته: "روحي نضفي جوزك الأول وحميه وبعد كده هاتيه.. عشان ريحته وحشة".

لم تحتمل نفسية عم حمدان ابن عزبة "عبدالغني"، التابعة لمركز أبوالمطامير بالبحيرة، تلك الجملة، وظل يصرخ من آلام المرض، رافضًا تمامًا علاجه في المستشفيات، ورغم تبرع أحد رجال الأعمال لعلاجه في مستشفى خاص، إلا أنه طوال شهر كامل، رفض الذهاب لأي طبيب، راقدًا في منزله دون أي رعاية طبية حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، بحسب زوجته صبحية عتمان.

"منزل ذات جدران بسيط وأثاث قديم وباب خشبي يمر منه شعاع الشمس لوجود شروخ به، لا يوجد به كهربا أو ميه".. هنا منزل عم حمدان، عامل اليومية الضحية، يعيش به 4 فتيات في ريعان شبابهن، وأم تجلس وسط المنزل تبكي زوجها الذي فقدته بعد أن ألقى حمل رعاية الأسرة عليها، خاصة بعد أن خرج ابنها الوحيد البالغ من العمر 18 عامًا، من المنزل دون علم أهله، إثر الحالة النفسية السيئة التي تعرض لها طوال فترة مرض أبيه.

بحسرة تقول زوجته، إن كلمات الطبيب الذي استقبلهم بمستشفى أبوالمطامير العام، كانت بمثابة السهم الذي استقر في قلبهم، بعد أن حمله جيرانه بالقرية وتوجهوا به إلى المستشفى لإصابته بوعكة صحية شديدة، مضيفة أنه بمجرد ما شاهد أحد أطباء المستشفى زوجي طردهم، قائلًا: "الراجل ده عاوز ينضف، خلوه يستحمى وهاتوه"، وخرج بعدها زوجي من المستشفى كارهًا الحياة، وظل يبكي حاله حتى لقى ربه.

"حسبي الله ونعم الوكيل في كل واحد يزعل الغلبان والفقير"، بهذه الكلمات ردت صبحية عتمان، زوجة الرجل الستيني عم "حمدان"، قائلة لـ"الوطن": "جوزي كان شغال باليومية مع مقاولين البناء، وكان شغال أكتر من شغلانه عشان يوفر مصاريف ولادنا، السنوات السابقة، وكان بيخرج للشغل بالـ10 أيام، لأن إحنا معندناش غير معاش بـ240 جنيه هو دخلنا الثابت".

"نجاة" ابنتها الكبرى، صرخت غاضبة، ملتقطة الكلام من على أطراف لسان أمها، قائلة: "هو الغلبان ملوش عيش في البلد دي، ولازم نكون ولاد ناس مهمين عشان ندخل المستشفى ويضربوا لينا تعظيم سلام"، مضيفة: "لقد جعل الله الأطباء رُسل الرحمة على الأرض، وجعل المستشفيات أماكن الراحة لكل مريض، وما شاهدناه من أفعال الأطباء بمستشفى أبوالمطامير لا تدل على ذلك، وتعرضنا إلى إهانة قبل أن نتعرض إلى تجاهل، ولقينا الذل بدلًا من أن نلقى الرحمة والمودة، وإذا كانت حالة أبي الفقيرة هي التي جعلت الأطباء يمتنعون عن علاجه، فكل قريتنا عبارة عن حمدان، جميعهم فقراء وثيابهم مهلهلة، فماذا يفعلون إذا مرضوا، هل يذهبون إلى المستشفيات الحكومية أم يقصرون المسافة ويدفنوا أنفسهم وهم على قيد الحياة مثل أبي".

حالة أبيها التي شاهدتها "نجاة"، جعلتها تتمنى الموت مثل لاجئي سوريا والعراق، على أن تلقاه بسبب المستشفيات الحكومية، بقولها: "أطالب الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي سمعنا عنه أنه يحارب الفساد، أن يعاقب كل من يقصر في حق الفقراء، فنحن شريحة كبيرة من الشعب تحتاج إلى رعاية وأمان، وإذا كانت الدولة ليست في حاجة إلينا، فنحن على استعداد أن نهاجر مثل لاجئي سوريا والعراق ونتعرض للموت في البلاد الغريبة أفضل من أن نلقى الموت على أيدي أبناء وطننا".

وهدان السيد، المتحدث الرسمي بديوان محافظة البحيرة، قال إنه تعود أحداث الواقعة حينما دخل "حمدان السيد خليل" مستشفى أبوالمطامير العام يعاني من مرض بالقلب، وتم الكشف عليه بحضور عدد من الأطباء وبإشراف مدير المستشفى، وتم عمل رسم قلب له، وخرج بعدها في حوالي الساعة السابعة مساءً، ولم يحضر إلى المستشفى بعدها، مشيرًا إلى أنه تلقى علاج بمستشفى دار الشفاء الخاصة بأبوالمطامير، بعد خروجه من المستشفى العام.


مواضيع متعلقة