العيد الأحد أم الاثنين؟ دار الإفتاء تحسم الجدل بالرؤية الشرعية الليلة

العيد الأحد أم الاثنين؟ دار الإفتاء تحسم الجدل بالرؤية الشرعية الليلة

العيد الأحد أم الاثنين؟ دار الإفتاء تحسم الجدل بالرؤية الشرعية الليلة

أعلن مركز البحوث الفلكية أن هلال شهر شوال سيولد مباشرة بعد حدوث الاقتران في تمام الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت القاهرة يوم السبت.

دقة الحسابات الفلكية

وبحسب الحسابات الفلكية الصادرة عن المعهد الدولي للفلك والمعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر، فإن هلال شهر شوال سيولد مباشرة بعد حدوث الاقتران الفلكي مساء الجمعة، وسيكون بالإمكان رؤية الهلال مساء السبت في بعض الدول الإسلامية، ما يعني أن يوم الأحد 30 مارس 2025 سيكون أول أيام عيد الفطر في هذه الدول، ووفقا للمعهد القومي للبحوث الفلكية فإن الهلال الجديد سيظل في سماء القاهرة لمدة 11 دقيقة بعد غروب شمس يوم الرؤية، وفي باقي المحافظات سيبقى الهلال الجديد في سمائها لمدد تتراوح بين 9: 12 دقيقة.

استطلاع رؤية الهلال

دار الإفتاء تحسم بالرؤية الشرعية

ورغم التأكيدات الفلكية، فإن دار الإفتاء المصرية تحسم الجدل من خلال الرؤية الشرعية في تحديد موعد بداية الشهر الهجري، ومن المقرر أن تعلن دار الإفتاء المصرية مساء اليوم، بعد صلاة المغرب، عن نتيجة استطلاع هلال شوال، والذي سيحدد بشكل رسمي موعد العيد، إذ تؤكد الدار أن الحسابات الفلكية وسيلة استرشادية، لكن الحسم يكون بالرؤية الشرعية المباشرة التي يجريها متخصصون في مناطق مختلفة من الجمهورية، كما أن مصر تتبع منهجًا وسطًا يجمع بين الفلك والرؤية الشرعية في اتخاذ القرار.

وإذا تعذرت رؤية هلال شهر شوال مساء اليوم، فسيُعتبر غدا الأحد 30 مارس مكمّلًا لشهر رمضان، على أن يكون عيد الفطر يوم الاثنين 31 مارس، ومع ذلك، تشير التقديرات الفلكية إلى إمكانية رؤية الهلال في معظم الدول العربية، ما يرجّح أن يكون الأحد هو أول أيام العيد بنسبة كبيرة.

رؤية الهلال

قواعد رؤية الهلال

وأوضحت دار الإفتاء أن قواعد رؤية الهلال تتلخص في:

- الحساب الفلكي القطعي لا يعارض الرؤية الصحيحة، فهو للاستئناس به مع الاعتماد على الرؤية البصرية الصحيحة، وهذا يعني أنه ينفي ولا يثبت، فإذا نفى طلوع الهلال فلا عبرة بقول من يَدَّعِيه، وإذا لم ينفِ ذلك فالاعتماد حينئذٍ على الرؤية البصرية.

- شهر رمضان إما 30 يومًا لا يزيد عليها وإما 29 يومًا لا ينقص عنها.

- يجب على كُلِّ أهل بلدٍ متابعةُ إمامهم في رؤية الهلال من عدمها؛ بشرط إمكان الرؤية بالحساب الفلكي.

أمَّا منهج دار الإفتاء المصرية فيتمثَّل في الخطوات التالية:

  • الرؤية تكون لجميع الشهور؛ وذلك من أجل الوصول إلى أصوب تحديد لأوائل الشهور الثلاثة ذات الأهمية في عبادة المسلمين.
  • الرؤية تكون عن طريق اللجان الشرعية العلمية التي تضم شرعيِّين وتضم مختصين بالفلك.
  • رؤية بصرية نعتمدها مع الحساب الفلكي الدقيق.

وفي فتوى رسمية سابقة، أوضحت دار الإفتاء أن الرؤية البصرية للهلال هي الأساس الشرعي في تحديد بداية الأشهر الهجرية، مع الاستئناس بالحسابات الفلكية التي تُستخدم للنفي وليس للإثبات.

كيفية تحديد بداية الشهر الهجري

وفي ردها على سؤال حول كيفية تحديد بداية الشهر العربي، أكدت أمانة الفتوى أن ذلك يتم من خلال رؤية الهلال، حيث يُستطلع بعد غروب شمس اليوم التاسع والعشرين من الشهر السابق، فإذا تم رؤية الهلال، يبدأ الشهر الجديد، وإن تعذرت رؤيته، يُكمل الشهر ثلاثين يومًا، استنادًا إلى قول النبي ﷺ: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ» (متفق عليه).

كما شددت أمانة الفتوى، عبر بوابة دار الإفتاء الرسمية، على أن الأصل في إثبات بداية الشهر هو الرؤية البصرية، مع الأخذ بالحسابات الفلكية في نفي إمكانية ظهور الهلال، دون الاعتماد عليها بشكل مستقل في الإثبات، وبذلك، لا يُعتد بادعاء رؤية الهلال إذا أكد الحساب الفلكي استحالة ظهوره، بينما تعتمد الرؤية البصرية عند عدم تعارضها مع المعطيات الفلكية.

استطلاع الهلال

رأي مركز الفلك الدولي

وكان أصدر مركز الفلك الدولي، بيانا، أوضح فيه أن ما يبدو كاختلاف بين الفلكيين حول موعد عيد الفطر هو في الواقع نتيجة لتباين الجهات الرسمية في إعلان بداية الأشهر الهجرية، مؤكدًا أن تحديد موعد العيد هو من اختصاص السلطات الرسمية وليس الفلكيين.

وأشار المركز إلى أن دور الفلكيين يقتصر على تقديم المعلومات العلمية المتعلقة برؤية الهلال وتحديد إمكانية مشاهدته من عدمها، كما نبه إلى وجود تعدٍّ أحيانًا من بعض الفلكيين والفقهاء على أدوار بعضهم في هذه المسألة، ما يسبب التباسًا في فهم آلية تحديد بداية الشهر الهجري.

وجاء في البيان: «أولا، إن مسألة الإعلان عن بداية الأشهر الهجرية هي من اختصاص الجهات الرسمية وليس الفلكيين، إنما يتمثل دور الفلكيين بتقديم المعلومات العلمية المتعلقة برؤية الهلال، وتحديد إمكانية رؤيته من عدمه. وثانيا، هناك تعد في بعض الأحيان من قبل بعض الفلكيين وبعض الفقهاء على أدوار بعضهم في هذه المسألة.»

الحسابات الفلكية

ويؤكد الخبراء أن الحسابات الفلكية لم تعد تخطئ في تحديد ولادة الهلال، لكن مسألة رؤيته بالعين المجردة تبقى خاضعة للظروف الجوية والجغرافية، وهو ما يجعل بعض الدول تتمسك بالرؤية المباشرة كشرط لاعتماد بداية الشهر، وينتظر ملايين المسلمين في مصر والعالم الإسلامي بيان دار الإفتاء الليلة، والذي سيضع حدًا لهذا الجدل.

استطلاع الهلال