حصاد دراما رمضان.. البقاء للأفضل

حصاد دراما رمضان.. البقاء للأفضل
قال الناقد الفنى رامى عبدالرازق، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إن أكثر ما لفت انتباهه فى الموسم الرمضانى هذا العام هو الموضوعات التى تتناولها مجموعة من الأعمال الدرامية مثل «قلبى ومفتاحه، ظلم المصطبة، لام شمسية»، وذلك باعتبارها موضوعات اجتماعية مختلفة عن المعتاد وغير تقليدية وفيها لمسة من الدراما الاجتماعية التى كانت تُقدَّم فى الثمانينات، ولكن ليس من خلال الأسلوب بل القضايا الحقيقية، وأيضاً الشخصيات التى تُعد أقرب ما يمكن للطبقات التى لها قاعدة عريضة فى المجتمع، وليست الدراما المختلقة أو المؤلفة أو التى تمثل شريحة بسيطة من المجتمع وليس كله.
وحول أكثر الفنانين الذين لفتوا انتباهه فى دراما رمضان هذا العام، أوضح الناقد الفنى رامى عبدالرازق أن هناك مجموعة من النجوم الذين لفتوا الأنظار خلال هذا الموسم، أبرزهم الفنان آسر ياسين فى «قلبى ومفتاحه»، وفتحى عبدالوهاب وريهام عبدالغفور وإياد نصار فى «ظلم المصطبة»، وأيضاً شخصية الفنانة جيهان الشماشرجى ضمن أحداث مسلسل «إخواتى»، باعتبارها الأكثر عفوية وتمكنها الواضح من الشخصية بشكل ملحوظ ومؤثر وجذاب، وكذلك أحمد السعدنى ومحمد شاهين فى «لام شمسية»، إذ كان لهؤلاء النجوم النصيب الأكبر من الحضور القوى على الشاشة، وأيضاً من خلال تقديمهم أدواراً وشخصيات بها الكثير من التمكن والنضج والتميز بنسبة كبيرة.
وعلى مستوى أدوار الشر اعتبر «عبدالرازق» أن الفنان دياب حاز على النصيب الأكبر فى النصف الأول من دراما رمضان، وذلك من خلال أداء شخصية أسعد ضمن أحداث مسلسل «قلبى ومفتاحه»، وفيما يتعلق بالنصف الثانى، فمن أبرز النجوم الفنان محمد شاهين، باعتباره جسّد شخصية المتلاعب، وهى شخصية معقدة ومركبة، إذ تمكّن من تجسيد هذا الدور بحرفية شديدة، وأيضاً الفنان فتحى عبدالوهاب فى مسلسل ظلم المصطبة، باعتباره جسّد شخصية شريرة وجافة ومنفرة، وأشاد بقدرته على تجسيد روح الشر فى الشخصية من خلال نظرة العين ولغة الجسد ونفسه الثقيل، وأيضاً حضوره المرهق القوى فى الأحداث.
كما تعتبر الناقدة الفنية ماجدة خيرالله أن هذا الموسم الدرامى هو الأفضل بين العشرة مواسم الدرامية السابقة، حيث يوجد عدد من المسلسلات المتنوعة التى تتمتع بالعديد من العناصر المفاجئة، والتى تعطى فرصاً جيدة للشباب، سواء كممثلين أو مخرجين أو كُتاب، بجانب الموضوعات التى بها جرأة ويتم مناقشتها للمرة الأولى كعمل درامى مثل مسلسل «لام شمسية»، كما أضافت أن هناك العديد من الأعمال المبهرة والمتميزة كمسلسل «قهوة المحطة» ومسلسل «ظلم المصطبة»، وأيضاً أعمال تخاطب وتمثل أجيالاً وفئات مختلفة ومستويات اجتماعية غير مرتبطة بطبقة بعينها، بالإضافة إلى عودة ظهور الأسر المتوسطة، سواء من خلال أعمال عُرضت فى الجزء الأول أو لا تزال تُعرض فى الجزء الثانى.
وعن أبرز الأدوار فى الموسم هذا العام، ذكرت ماجدة خيرالله أن هناك عدة نجوم قدموا أدواراً مميزة ومختلفة، أبرزهم محمود حميدة وأحمد مالك وطه دسوقى فى مسلسل «ولاد الشمس»، وآسر ياسين فى «قلبى ومفتاحه»، وفنانات مسلسل «إخواتى»، وذلك فيما يتعلق بالجزء الأول، أما فى الجزء الثانى من دراما رمضان، فمن أبرزهم الفنان محمد شاهين فى مسلسل «لام شمسية»، باعتباره يقدم شخصية صعبة ومهمة ومعقدة، وأيضاً الفنانة انتصار فى مسلسل «قهوة المحطة»، والفنان الشاب أحمد غزى الذى يتمتع بموهبة مميزة، مؤكدةً أنه ينتظره مستقبل باهر وكبير ومستوى عالمى.
وعن أكثر الفنانين تميزاً فى أدوار الشر هذا العام، وضحت الناقدة الفنية ماجدة خيرالله أن الفنانين محمود حميدة ودياب وفتحى عبدالوهاب استطاعوا أن يقدموا أدوار الشر التى بها حرفية وتمثيل جيد بعيداً عن الصراخ والأصوات واستخدام الألفاظ، إلى جانب الفنان محمد شاهين الذى قدّم شخصية معقدة ليس بها شر صريح، ولذا فهى شخصية مركبة ومعقدة ومليئة بالتباين، حيث يبدو كإنسان عطوف ويهتم بعلاقاته بالأطفال، ولكنه فى الحقيقة لديه عقدة نفسية مدمرة تؤثر بشكل واضح على حياته.
وعن أداء أحمد مالك وطه دسوقى فى مسلسل «ولاد الشمس»، أوضحت ماجدة خيرالله أنهم على الرغم من مرورهم بتجارب فنية سابقة، إلا أن هذا العمل يدعم بشكل كبير أداءهم ووجودهم ويعطيهم فرصة ذهبية لتأكيد نجوميتهم وتجهيزهم جيداً لتجارب أكبر.
الناقدة الفنية صفاء الليثى قالت إن الدراما هذا العام، سواء التى عُرضت خلال النصف الأول أو فى النصف الثانى، شهدت أعمالاً ممتعة. بالنسبة للنصف الأول من رمضان هناك أعمال مميزة مثل «ولاد الشمس»، و«قلبى ومفتاحه»، و«النص»، فهى أعلى مسلسلات فى النصف الأول.
دياب أفضل شخصية شريرة وفتحى عبدالوهاب أجاد نظرة العين ولغة الجسد والنفس الثقيل
وتابعت: «بالنسبة للنصف الثانى يتصدر «ظلم المصطبة» و«لام شمسية»، فـ«ظلم المصطبة» يُعتبر العمل الأفضل فى الدراما الرمضانية هذا العام على مستوى النصفين الأول والثانى، والسر فى نجاحه طريقة كتابة الموضوع، والمنافسة بين الممثلين الثلاثة ريهام عبدالغفور وإياد نصار وفتحى عبدالوهاب رائعة، وهناك ممثلون رائعون فى أدوار ثانوية ظهروا فى أكثر من عمل بشكل ممتاز مثل فاتن سعيد، وغيرها»، مؤكدة أن هذا الموسم مهم لأنه أظهر مخرجين رائعين مثل مخرج «ولاد الشمس»، كما أنه أفرز جيلاً جديداً من الكُتاب والممثلين الذين تأكدت موهبتهم بالمشاركة فى هذا الموسم الدرامى، مثل مينا أبوالدهب فى مسلسل «ولاد الشمس»، وميشيل فى «النص»، وأضافت: «هناك أعمال كثيرة وموضوعات جيدة وشغل إخراج جيد جداً وكتابة وتمثيل رائع، استمتعنا بأشياء كثيرة فى رمضان هذا العام».
وترى «الليثى» أن الأعمال التى ذكرتها تتميز بجودة عالية من حيث الكتابة والإخراج وأداء الممثلين، مشيرة إلى ضرورة انتقاء الأعمال التى يتابعها الجمهور، بالإضافة إلى اختيار المخرجين والقصص بعناية. وتقول: «عند انتقاء مخرجين مثل تامر محسن، فمن المؤكد أننى سأحرص على متابعة أعماله، وكذلك الحال مع هانى خليفة ومحمد شاكر خضير، وأيضاً شادى عبدالسلام، الذى قدم مسلسل «ولاد الشمس»، هناك مخرجون يمنحوننى الثقة فى مستوى أعمالهم، سواء من حيث اختيار النصوص أو الممثلين، ومن بينهم أيضاً كريم الشناوى وتامر نادى، فهؤلاء يقدمون أعمالاً متميزة».
جيهان الشماشرجى الأكثر عفوية.. وآسر ياسين وشاهين والسعدنى حضورهم قوى ومينا أبوالدهب أفضل وجه جديد.. وخليفة وخضير وشادى عبدالسلام أفضل مخرجين
بالنسبة للوجوه الجديدة، اختارت الناقدة صفاء الليثى «مينا أبوالدهب» الذى لم تعرفه من قبل، وإبرام سعيد الشاب الذى جسّد شخصية ابن فرح يوسف فى «ولاد الشمس»، ومن الفتيات فاتن سعيد التى ظهرت بشكل مميز، وبالطبع هناك وجوه معروفة لمعت هذا الموسم مثل أحمد مالك، وحمزة العيلى، وطه دسوقى ونجوم كبار تألقوا هذا الموسم مثل محمود حميدة وأحمد السعدنى ومحمد شاهين وفتحى عبدالوهاب.
وقال الناقد رامى المتولى إن أفضل المسلسلات «النص» و«لام شمسية»، وبالنسبة للنجوم الجدد هناك أكثر من اسم ظهروا فى مواقع البطولة والدور الثانى مثل أحمد غزى وأحمد عبدالحميد فى «ظلم المصطبة»، وفاتن سعيد وعبدالرحمن محمد وميشيل ميلاد فى «النص».
وأضاف أنه فى النصف الأول أُعجب بمسلسلى «قلبى ومفتاحه» و«النص»، وفى النصف الثانى أُعجب بمسلسلى «لام شمسية» و«ظلم المصطبة»، وأضاف أن النصف الأول تميَّز فيه أحمد داود فى «الشرنقة» أيضاً، أما بالنسبة للحصان الرابح فى المسلسلات فمن وجهة نظره المسلسل الوحيد الذى استطاع فعل ذلك هو «قهوة المحطة»، وقال: «لم تكن هناك توقعات كبيرة له، خاصة بوجود بطل وجه جديد وبطولة جماعية، البطل الجديد نافس الكبار ونجح، هو الحصان الرابح فى موسم رمضان، كل منهم أخذ التراك من أوله حتى آخره».
وأكدت الناقدة الفنية آمال عثمان أن الموسم الدرامى لهذا العام تميَّز بتقديم أعمال ذات مستوى فكرى وفنى عالٍ، حيث شهد النصف الأول مجموعة مميزة من المسلسلات، مثل «قلبى ومفتاحه، إخواتى، والنص»، بالإضافة إلى ما لا يقل عن ستة أعمال أخرى ذات جودة لافتة. أما فى النصف الثانى، فقد تصدَّر «لام شمسية وظلم المصطبة» المشهد الدرامى، إلى جانب «الغاوى»، فيما شكّل ظهور عدد من الوجوه الجديدة فى أدوار البطولة، مثل أحمد غزى، مفاجأة إيجابية للجمهور.
وأوضحت «عثمان» أن دراما هذا العام لم تقتصر على اكتشاف مواهب شابة فقط، بل تميزت أيضاً بجودة «الكتابة، الإخراج، الموسيقى، والديكور»، حيث قدمت أعمالاً متكاملة على مستوى تقنيات الإنتاج الفنى. كما ساهمت فى كسر القالب التقليدى للدراما التى تتركز فى القاهرة.
وأضافت أن دراما «المتحدة» لهذا العام نجحت فى انتقاء الأفكار والقصص بعناية، مما رفع من مستوى الإنتاج الدرامى. كما تناولت قضايا حساسة بطريقة محترمة دون المساس بالقيم الأسرية، مثل مسلسل «لام شمسية» الذى ناقش قضية بالغة الدقة بأسلوب علمى مدروس، بمشاركة عدد من الأخصائيين النفسيين لضمان تقديم معالجة دقيقة. كذلك سلط «ظلم المصطبة» الضوء على قضية المواريث، بينما قدم «النص» فى النصف الأول بانوراما مشوقة عن حقبة زمنية مختلفة بأسلوب سلس.