التدخلات العسكرية في الوطن العربي.. لـ"أمريكا" النصيب الأكبر

كتب: أروا الشوربجي

التدخلات العسكرية في الوطن العربي.. لـ"أمريكا" النصيب الأكبر

التدخلات العسكرية في الوطن العربي.. لـ"أمريكا" النصيب الأكبر

الصراعات بمختلف أنواعها وأشكالها، والإرهاب الذي يشهده الوطن العربي، المبرر الذي تسعى منه الدول الغربية للتدخل العسكري وفرض سياسة السيطرة التي تحمي به مصالحها الاقتصادية والنفطية، والهيمنة على المواقع الاستراتيجية للدول العربية.

وتناقلت وسائل الإعلام انتشار القوات الروسية داخل سوريا دعما لحكومة بشار الأسد، إلا أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أكد إمكانية طلب دمشق من موسكو التدخل إذا اقتضت الضرورة، نافيا اشتراك هذه القوات في القتال داخل سوريا، موضحا أن روسيا هي حليف رئيسي للأسد منذ 2011، لكنها زادت من تواجدها بجانب استمرار الدعم العسكري الروسي، بعد أن فقدت الحكومة أراض لصالح جماعات المعارضة المسلحة.

وفي الوقت الذي عبرت الولايات المتحدة عن قلقها من تقارير عن زيادة الوجود العسكري الروسي في سوريا، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أثناء اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، أن هذه الأعمال قد تؤدي إلى تصعيد الصراع وإزهاق المزيد من أرواح الأبرياء وتزيد من تدفق اللاجئين.

لا ينفي الرفض الأمريكي للتدخل الروسي في سوريا، حماية الولايات المتحدة مصالحها وأهدافها المتشعبة في المنطقة العربية، وليس عن طريق قواعدها العسكرية فقط لكن يوجد أشكال أخرى للتدخل العسكري كتقديم الدعم العسكري والتسليح، فكانت قوات المارينز الأمريكية جزء من قوات دولية لحفظ السلام بسبب الحرب الأهلية التي شهدتها لبنان 1983، حين انفجرت سيارة ملغومة في ثكناتها، ما أدى إلى مقتل 241 من المارينز والبحارة الأمر الذي أدى لانسحاب القوات الأمريكية من العملية.

وفي تاريخ ليبيا شهدت عدة هجمات عسكرية أمريكية، منذ 1986، حين هاجمت القوات الأمريكية قواعد ساحلية في ليبيا انتقاما للهجمات الإرهابية التي دبرتها ليبيا ضد أهداف أمريكية، وقتل طيارين أمريكيين بعد إسقاط القوات الليبية طائرتهما، وفي 2011 صدق مجلس الأمن على القرار رقم 1973 الذي يسمح بالتدخل العسكري في ليبيا، وزعمت الولايات المتحدة حينها أن هدف التدخل هو إنقاذ أرواح المتظاهرين السلميين المنادين بالديمقراطية ضد معمر القذافي، ونفذت طائرات حلف الناتو أكثر من 17 ألف طلعة جوية مسلحة في ليبيا بين 31 مارس 2011 و31 أكتوبر 2011، ونفذت القوات التابعة لدول الحلف الضربات الجوية بنفسها، وتولى الحلف قيادة كافة العمليات الهجومية التي نفذتها 18 دولة، ثم تأسست قاعدة عسكرية سرية في طرابلس في 2012، لتدريب قوات مكافحة الإرهاب الليبي.

في عهد باراك أوباما، تزايدت الهجمات الأمريكية لطائرات بدون طيار في اليمن على مواقع تابعة لتنظيم القاعدة، والتي كانت بدأت في 2002 بالتزامن مع ما سمي بـ"الحرب على الإرهاب"، وتتراوح عدد العمليات المعلن عنها لطائرات دون طيار في اليمن بين الـ54 و64 عملية، وقتل فيها ما بين 268 إلى 393 شخصا، بينهم طفلان بحسب تقارير صادرة عن الحكومتين اليمنية والأمريكية، ثم سبتمبر 2014 واندلاع الصراع اليمني الحوثي، وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية دعم تحالف عاصفة الحزم بالمشاركة الفعلية في اليمن، ووقعت أول عملية أمريكية- يمنية في إبريل الماضي.

وشنت أمريكيا هجمات بصواريخ كروز على مصنع للدواء في السودان، بعدما استهدفت هجمتين سفارتي أمريكا في كينيا وتنزانيا، وأسفرتا عن مقتل أكثر من 200 شخص في 1998، وقبل 6 سنوات كانت ترسل ما يصل إلى 28 ألف من قواتها إلى الصومال في إطار مهمة إنسانية، لكن أدى مقتل 18 فردا من القوات الأمريكية في 1993 إلى سحب أمريكا لقواتها في أوائل عام 1994، وقصفت الطائرات الحربية الأمريكية المحلقة في شرق إفريقيا أهدافا تابعة لتنظيم "الشباب" الصومالي، عبر تنفيذ سلسلة من الغارات في الصومال في يوليو الماضي.

ودخلت أمريكا منطقة الخليج، بعد غزو العراق للكويت، إذ أمر "بوش" الأب، حشد عسكري حوالي 527 ألفا من القوات في الخليج، وبدأ الائتلاف الدولي بقيادة أمريكا حملة قصف مكثف للعراق، ثم بدأ غزو القوات متعددة الجنسيات التي تقودها أمريكيا والمملكة المتحدة، حيث ادعت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسبانيا أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل، وذلك يهدد أمنها وأمن حلفائها من قوات التحالف، وحتى الآن مازالت القوات العسكرية الأمريكية توسع تدخلها في العراق في مواجهة تنظيم "داعش".


مواضيع متعلقة