«علماء من بلدنا».. شوقي علام صاحب الفتاوى المعتدلة وصوت الإسلام الوسطي

«علماء من بلدنا».. شوقي علام صاحب الفتاوى المعتدلة وصوت الإسلام الوسطي
أنجبت محافظة البحيرة الكثير من العلماء والأدباء والمشايخ، من بينهم الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية السابق، الذى وُلد فى 12 أغسطس عام 1961، فى قرية «أبوشوشة»، التابعة لمركز الدلنجات، حيث أتم حفظ القرآن الكريم فى كُتاب القرية، قبل أن يلتحق بالمعهد الأزهرى فى القرية، التى كانت تشتهر بكثرة الكتاتيب، وما زالت إحدى أكثر القرى التى يقبل أبناؤها على حفظ القرآن الكريم، والالتحاق بالمعاهد الأزهرية.
تتّخذ غالبية الأسر فى قرية «أبوشوشة» من الدكتور شوقى علام «قدوة» لهم، ويشجّعون أبناءهم على السير فى طريقه نفسه، واتباع منهجه فى تحصيل علوم الدين، وحسب عبدالله صبحى أبوالروس، أحد أهالى القرية من أقارب مفتى الجمهورية السابق، فإن نسبة الأطفال الذين التحقوا بالمعاهد الأزهرية من أبناء قرية «أبوشوشة»، تصل إلى 90%، بينما يقبل عدد قليل من أبناء القرية على الالتحاق بمدارس التعليم العام.
التحق الدكتور شوقى علام بالمعهد الأزهرى، ثم بكلية الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، حيث حصل على درجة البكالوريوس فى الشريعة والقانون، ثم أكمل دراساته العليا وحصل على الماجستير فى الفقه، ثم حصل على درجة الدكتوراه فى الفقه الإسلامى، وبعد حصوله على الدكتوراه، شغل «علام» عدة مناصب أكاديمية وإدارية، حيث عمل أستاذاً فى جامعة الأزهر، وشارك فى الكثير من اللجان العلمية، إلى أن تم تعيينه مفتياً لجمهورية مصر العربية فى عام 2013، حيث أصبح له دور بارز فى إصدار الفتاوى، والمشاركة فى القضايا الاجتماعية والدينية.
عُرف «علام» بمواقفه المعتدلة، ودعمه لفهم الإسلام بشكل يتماشى مع التحديات المعاصرة، كما يتمتّع بخبرة واسعة فى الشئون الفقهية والشرعية، ويُعرف بمساهماته فى نشر الفكر الإسلامى المعتدل، كما حصل على الكثير من الدرجات العلمية، بما فى ذلك الدكتوراه فى الفقه وأصوله، وله الكثير من المؤلفات والمقالات فى مجالات الفقه والقضايا المعاصرة، ويُعتبر من أبرز الشخصيات فى الإفتاء فى العالم الإسلامى الحديث، كما يدعو دائماً إلى التفاهم والتسامح.
تحدث «عبدالله أبوالروس» لـ«الوطن»، قائلاً إن الدكتور شوقى علام يحرص دائماً على الوجود مع أهالى قريته، ويمد يد العون للمحتاجين دائماً، ويعمل على إغاثة الفقراء، كما أنّه دائم التبرّع لإقامة دار المناسبات فى القرية، أو تجديد المقابر. وتابع بقوله: «الدكتور شوقى علام متواضع إلى أبعد الحدود بين الناس، يجبر بخاطر الأطفال والكبار، الكل يتجمع فى بيته وقت المناسبات». وأضاف أنه يحرص أيضاً على حضور أى عزاء فى قريته، والقرى المجاورة، لمشاركة الناس أحزانهم والتخفيف عنهم.
وتابع «أبوالروس» أن الدكتور شوقى علام لديه شقيق واحد، يُدعى رمضان علام، أستاذ فى كلية الشريعة والقانون بجامعة طنطا، ومنتدب للعمل فى سلطنة عمان، كما أن لديه 3 شقيقات. وأضاف: «بيت الدكتور شوقى علام بيت كرم، يستقبل الكبير والصغير داخل منزله»، مؤكداً أنه معروف عنه تواضعه قبل تعيينه مفتياً للجمهورية، ولم تُغيّره المناصب، إذ يتمتّع بصفة التواضع طوال عمره، مشيراً إلى أنه يحرص أيضاً على مجالسة الأطفال، وتقديم النصائح لهم، كما يسعى أطفال القرية لالتقاط الصور التذكارية معه، إذ يتخذونه قدوة لهم، ويتنافس أطفال القرية فى تحصيل العلم، للسير على نهج الدكتور شوقى علام.
وعن أعمال الخير التى يقوم بها مفتى الجمهورية السابق، أوضح منصور إبراهيم، أحد أهالى مدينة الدلنجات، أن الدكتور شوقى علام يحرص على المشاركة فى برامج إغاثة الفقراء والمحتاجين، خاصة فى المناسبات الدينية مثل رمضان، كما يعمل على دعم المبادرات الصحية، ويحث على تقديم الرعاية الصحية للمحتاجين، ويشجّع على إنشاء مشروعات تعليمية تهدف إلى رفع مستوى التعليم فى المجتمعات الأكثر احتياجاً، كما يعمل على نشر الفكر الإسلامى المعتدل، من خلال المحاضرات والندوات، مما يُسهم فى تعزيز قيم التعاون والتسامح، كما يشارك فى حملات الإغاثة أثناء الكوارث الطبيعية والأزمات.
كما لفت «إبراهيم» إلى أن غالبية الشباب فى قرية «أبوشوشة» يعملون فى مجال الدعوة الإسلامية، بينهم عدد كبير من الأئمة والوعاظ وخطباء المساجد، سواء فى مصر أو فى دول عربية، ومن بينهم عدد من الأئمة الذين يعملون فى الخارج، من أبناء القرية، جعلهم الله سبباً فى اعتناق عدد من الأجانب الدين الإسلامى، كما أكد أن الدكتور شوقى علام يعتبر قدوة أيضاً لأهالى مركز الدلنجات، بل ولأبناء محافظة البحيرة بشكل عام، وعادة ما يتم ذكر اسمه بالخير فى مجالس الذكر والمناسبات الدينية، تقديراً لتواضعه الشديد، ودوره فى نشر تعاليم الدين الإسلامى.
ووصف عبدالوهاب عوض، من أبناء مركز الدلنجات، الدكتور شوقى علام بأنه «عالم جليل، ذو أصل طيب، رجل غيور على بلده، يسعى للإصلاح والفلاح بين أهالى مركز الدلنجات، ويقدّم النصح للكبير والصغير»، ولفت إلى أن عائلة المفتى السابق معروفة أيضاً بالكرم والجود، نظراً للنشأة الدينية السليمة، التى تنعكس آثارها الإيجابية على جميع أهالى القرية فى الالتزام والتسامح.
وتابع «عوض» قائلاً: «نفسنا نرجّع زمن الكتاتيب فى القرى، علشان أطفالنا يحفظوا القرآن الكريم، مثل شيخنا الجليل الدكتور شوقى علام، إحنا لما بنسافر مكان، وحد يسألنا عن بلدنا، ردّنا بيكون بلد الشيخ شوقى علام». واختتم حديثه قائلاً: «أتمنى نشوف أبناءنا قريباً مثل الشيخ شوقى علام»، معتبراً أن الكثيرين من أبناء القرية يسعون لتحقيق ذلك الهدف فى أبنائهم.