166 سوقا عالمية تستقبل 350 سلعة مصرية.. الصادرات الزراعية تتخطى 10.6 مليار دولار

166 سوقا عالمية تستقبل 350 سلعة مصرية.. الصادرات الزراعية تتخطى 10.6 مليار دولار
سعت مصر، على مدار الفترة الماضية، إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى لعشرات الأصناف من الخضراوات والفاكهة، ما أهلها لتصدير الفائض عن حاجتها للأسواق الخارجية، التى تستقبل الصادرات المصرية الزراعية، والتى بلغ عددها، حتى الآن، 166 سوقاً فى أنحاء العالم، يتم تصدير نحو 350 سلعة زراعية إليها.
وفى هذا الإطار، قال علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، لـ«الوطن»، إن قطاع الزراعة يعد الركيزة الأساسية والداعم الرئيسى لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الأمن الغذائى، الأمر الذى يفرض تكثيف وتوحيد الجهود، والعمل على ابتكار حلول سريعة، تضمن استدامة عمل هذا القطاع الحيوى، وأوضح أن القطاع الزراعى يواجه العديد من التحديات الخارجية، التى تؤثر عليه، وتأتى على رأسها التغيرات المناخية، المتمثلة فى ندرة الموارد المائية، والتقلبات الجوية، التى تؤثر سلباً على القدرة الإنتاجية للأراضى الزراعية، كما تشكل التغيرات المناخية عوامل ضاغطة تعيق نمو القطاع الزراعى، الذى يعد إحدى دعائم الاقتصاد القومى.
وأكد وزير الزراعة أن العوامل الاقتصادية والاجتماعية المقرونة بالوتيرة المتسارعة للنمو السكانى، والارتفاع المستمر فى الطلب على الغذاء، وتدنى سلاسل الإمداد والتوريد، نتيجة الأزمات الجيوسياسية التى تشهدها المنطقة والعالم، تزيد من التحديات التى تواجه القطاع الزراعى المنوط بإنتاج الغذاء الصحى والآمن للشعوب، وقال إنه لمواجهة تلك التحديات، تمت إعادة النظر فى الأساليب التقليدية، من خلال التحول نحو تطبيق ممارسات زراعية أكثر ابتكاراً، تضمن تحقيق القيمة المضافة، وزيادة العائد من المنتجات الزراعية، وذلك بتعزيز وتقوية الشراكات مع القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية، التى تعمل فى المجال الزراعى، لدعم وتطوير وتحسين وزيادة مساهمات قطاع الزراعة فى الدخل القومى.
وشدد «فاروق» على أن مصر شهدت نهضة زراعية غير مسبوقة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث تعمل وزارة الزراعة على تعزيز الصادرات المصرية، التى أصبحت أحد أهم مصادر النقد الأجنبى، كما تعمل الوزارة على تطوير منظومة الحجر الزراعى، والصحة النباتية، والمعامل المعنية بفحص الصادرات، وإزالة جميع المعوقات أمام المصدرين، مع الاستمرار فى فتح أسواق جديدة، وتوعية المزارعين والمصدرين بالممارسات الزراعية الحديثة، والمواصفات الفنية المطابقة للمواصفات العالمية المطلوبة، من أجل الحفاظ على سمعة الصادرات الزراعية المصرية، وأوضح أنه بفضل هذه الجهود، حققت الصادرات الزراعية العام الماضى رقماً غير مسبوق، حيث تجاوزت 8.6 مليون طن، وتجاوزت قيمة الصادرات الزراعية الطازجة والمصنعة 10.6 مليار دولار، بنسبة زيادة تقترب من 17% عن العام السابق، مشيراً إلى أن الوزارة نجحت، خلال الـ6 شهور الماضية، فى افتتاح 6 أسواق جديدة، ليصبح عدد الأسواق الخارجية 166 سوقاً أمام الصادرات الزراعية المصرية.
كما أشار وزير الزرعة إلى الجهود التى تبذلها الدولة لتعزيز تنافسية الصادرات الزراعية، من خلال التوسع فى تكويد المزارع، لتسهيل إدارة المحاصيل، وتوجيه الدعم الذى يسهم فى زيادة تنافسية الصادرات الزراعية، لافتاً إلى أنه خلال الـ6 شهور الماضية وصل عدد المزارع المكودة إلى أكثر من 3000 شركة زراعية من القطاع الخاص، بإجمالى مساحة 233 ألف فدان، كما تم إطلاق المشروع القومى لتسجيل بيانات المزارع التصديرية، وأضاف أنه بالنسبة للتوسع فى الزراعات التعاقدية، فقد تم تفعيل «مركز الزراعة التعاقدية» وتطويره، بهدف ضمان إنتاج المحاصيل بالمواصفات المطلوبة، وتأمين احتياجات المصانع من الخامات الزراعية، واحتياجات المصدرين، وأوضح أنه بالنسبة لمواجهة تفتت الحيازات، تعمل الوزارة على تفعيل الزراعات التجميعية، من خلال المركز، لتوفير الإنتاجية المطلوبة للمصانع.
من جانبه، قال الدكتور محمد منسى، رئيس الحجر الزراعى، لـ«الوطن»، إن الصادرات الزراعية المصرية حققت رقماً قياساً غير مسبوق خلال عام 2024، حيث تجاوزت 8.6 مليون طن من المنتجات الزراعية، بزيادة قدرها أكثر من مليون و172 ألفاً و705 أطنان عن عام 2023، مشيراً إلى أن مصر حققت الاكتفاء الذاتى لعشرات الأصناف من الخضراوات والفاكهة، ما أهلها لتصدير الفائض عن حاجتها للأسواق الخارجية، كما أوضح أن أهم الصادرات الزراعية، خلال عام 2024، تشمل «الموالح، والبطاطس الطازجة، والبصل الطازج، والعنب، والفاصوليا (طازجة وجافة)، والبطاطا، والمانجو، والطماطم الطازجة، والثوم الطازج، والفراولة الطازجة، والجوافة، والرمان»، مشيراً إلى أن إجمالى الصادرات الزراعية من الموالح بلغ 2 مليون و392 ألفاً 266 طناً، بالإضافة إلى تصدير 977 ألفاً و233 طناً من البطاطس الطازجة، لتحتل المركز الثانى، بينما تم تصدير 321 ألف طن من البصل، ليحتل المركز الثالث، وأضاف أن الفاصوليا جاءت فى المركز الرابع بإجمالى صادرات 291 ألفاً و920 طناً، والبطاطا فى المركز الخامس بإجمالى 267 ألفاً و743 طناً، فيما احتل العنب المركز السادس بإجمالى 181 ألفاً و981 طناً، فى حين جاءت المانجو فى المركز السابع بإجمالى صادرات 148 ألفاً و18 طناً، بينما احتل الرمان المركز الثامن بنحو 125 ألفاً و168 طناً، ثم الطماطم فى المركز التاسع بواقع 52 ألفاً و242 طناً، بينما جاءت الفراولة فى المركز العاشر بإجمالى 47 ألفاً و164 طناً، وحصل الثوم على المركز الـ11 بإجمالى صادرات 25 ألفاً و545 طناً، فيما احتلت الجوافة المركز الـ12 بإجمالى 20 ألفاً و480 طناً.
من جانبها، أكدت الدكتورة هند عبداللاه، مدير المعمل المركزى لتحليل متبقيات المبيدات، أن الصادرات الزراعية حققت طفرة غير مسبوقة، نظراً للسمعة التى تتمتع بها، وقدرتها على غزو الأسواق العالمية بشكل كبير، مشيرةً إلى دور المعمل فى تأدية مهامه بكفاءة وجودة عاليتين، نظراً للدور المحورى للمعمل فى منظومة الرقابة على المنتجات الزراعية والغذائية، سواء الموجهة للتصدير، أو للسوق المحلية، وأضافت أن المعمل يعتبر أحدى أهم الجهات المشاركة فى زيادة كمية الصادرات الزراعية، حيث قام المعمل، خلال العام الماضى، بتحليل 369 ألف عينة، منها 67 ألف عينة موجهة للتصدير، بنسبة قدرت بنحو 19% من إجمالى عدد العينات التى تم تحليلها، كما تم تحليل 185 ألف عينة لتأكيد جودة منتج العملاء، وفقاً لمتطلباتهم، بنسبة قدرت بنحو 51% من إجمالى العينات.