«سيد عبدالشافي».. قارئ جيل الكبار أسلم على صوته 14 رجلاً وامرأة

«سيد عبدالشافي».. قارئ جيل الكبار أسلم على صوته 14 رجلاً وامرأة
الشيخ سيد عبدالشافي هلال، الذى حصل على لقب «سفير دولة التلاوة» و«قارئ جيل الكبار»، وأسلم على يديه 14 رجلاً وامرأة بعد سماعهم القرآن الكريم، هو القارئ الذى وُلد فى 29 مايو 1945 بمنطقة دمنهور شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، كان صاحب سيرة ومسيرة حافلة حتى لقى ربه منذ 12 عاماً، يُعد الوريث الأول له هو نجله الشيخ وليد سيد عبدالشافى هلال، نقيب قراء القليوبية الحالى.
وقال «وليد»، لـ«الوطن»، إن والده الراحل، سفير القراء ودولة التلاوة، كان يمتلك صوتاً قوياً وكان نقيب القراء فى القليوبية سابقاً طوال 25 عاماً حتى لقى ربه، تاركاً إرثاً كبيراً من العلم وحلاوة الصوت، فهو لم يبحث عن منصب أو شهرة، لكن كان هدفه الأول خدمة كتاب الله ونشر رسالته فى شتى بلدان العالم، حيث عاش فى خدمة القرآن ومثّل مصر فى أكثر من 20 دولة حول العالم، مثل المجر وأفريقيا وأمريكا ودول أوروبا.
نجل الشيخ الراحل: «أتم حفظ القرآن كاملاً في سن الـ12.. وسجله كاملاً مرتين في أمريكا وسويسرا»
وأوضح نقيب قراء القليوبية أن والده كان قارئاً من جيل الكبار وُلد بمنطقة دمنهور شبرا الخيمة بالقليوبية، ونشأ لأسرة بسيطة الحال لكنها اشتهرت بحبها للعلم والثقافة والتفقه فى الدين وحفظ القرآن الكريم، وتمنى والده أن يكون ابنه عالماً أو قارئاً مشهوراً، مضيفاً أنه عندما بلغ 5 سنوات من عمره، ذهب به والده إلى كُتاب الشيخ فرج عبدالعاطى بقرية باسوس التابعة لمركز القناطر الخيرية، فاقترح الشيخ فرج على والده أن يترك المدرسة الإلزامية من الصف الرابع بمدرسة القرية لأنه أدرك بحسه أن ذلك الصبى به نبوغ غير مسبوق ولديه إقبال شديد على القرآن الكريم، بالإضافة إلى تمتعه بصوت عذب يستميل إليه القلوب والعقول، وقد وافق والده على هذا الاقتراح.
وأشار «وليد» إلى أن والده أتم حفظ القرآن كاملاً فى سن الـ12، ثم جوّد القرآن برواية حفص عن عاصم على يد الشيخ محمد عبدالغنى بقرية نوى بشبين القناطر، ثم نصحه الشيخ عبدالغنى بأن يلتحق بمعهد القراءات بالأزهر كى يدرس علوم القرآن والقراءات والفقه والنحو والصرف وغيرها من العلوم الشرعية، وبالفعل التحق بمعهد القرآن، وعلى الرغم من فترة دراسته بالمعهد فإنه كان يشارك فى إحياء المناسبات الدينية، ما زاد من شهرته فى قريته والقرى المجاورة لها، وكان عمره وقتئذ لم يبلغ الـ17 عاماً، ولهذا كان والده يفتخر به، كما سافر الشيخ إلى العديد من الدول الأوروبية والآسيوية والعربية، وأسلم على يديه 14 رجلاً وامرأة، وزار الإكوادور وسويسرا وكثيراً من دول أمريكا اللاتينية وساحل العاج والإمارات والسعودية.
ولفت نجل الشيخ الراحل إلى أن والده هو من اكتشف موهبته، حيث كان يسمعه خلال تقليده له فى أدائه، وفى إحدى المرات طلب منه أن يتلو عليه ما تيسر، وهكذا أكثر من مرة، وقال له: «صوتك جيد ويجب أن تجوّد القرآن الكريم»، وبالفعل جوّده على يديه فى سن 17 سنة، وأخذ على يديه إجازة ورش عن نافع، مضيفاً: «كنت فى طريقى لإجازة حمزة لكن وافته المنية»، مشيراً إلى أنه كان يجوب مع والده كل الحفلات التى يحييها، وهو الوحيد بين إخوته الذى ورث مهنة والده وتقلّد مكانه نقيب القراء بالقليوبية.
من جانبه، أوضح الشيخ سعيد أحمد خضر، رئيس الإدارة المركزية للأزهر بالقليوبية، لـ«الوطن»، أن الشيخ الراحل سجَّل القرآن كاملاً مرتين، مرة فى نيوجيرسى بأمريكا، ومرة فى زيورخ بسويسرا، وكان له تأثير قوى على أهالى هذه البلاد.
وخلال توليه نقابة القراء بالقليوبية، كان شديد الحرص على تنمية مستوى القراء وتقديم النصح والإرشاد لهم، حتى يقدموا القرآن الكريم بالصورة اللائقة، فكان -رحمه الله- يؤكد دائماً على الالتزام بأحكام التلاوة، وكان يُبدى غضبه لأنه لا ينبغى أبداً أن يأتى القارئ للقرآن بالنغم على حساب أحكام التلاوة، ناصحاً القراء بالحفاظ على أحكام التلاوة وتقوى الله فى القرآن، مشيراً إلى أنه ظل الشيخ سيد عبدالشافى هلال يتلو القرآن الكريم بصوته العذب حتى توفاه الله فى 18 يوليو لعام 2013، تاركاً إرثاً عظيماً من التلاوة لا يزال يمتع آذان مستمعى إذاعة القرآن الكريم، ونصائح يحفظها العديد من القراء عن ظهر قلب يحاول معظمهم العمل بها، كما ترك ابناً قارئاً للقرآن الكريم هو القارئ الشيخ وليد سيد عبدالشافى هلال الذى ذاع صيته أيضاً وسافر إلى العديد من الدول سفيراً للقرآن الكريم، حتى أصبح نقيباً لقراء القرآن الكريم بمحافظة القليوبية.
«زكريا»: رفض تسجيل بعض القراءات القرآنية في إذاعة جزيرة زنجبار إلا بعد تسجيل الأذان
وأضاف يحيى زكريا، من منسقى الحفلات الدينية بالقليوبية، أن «الإذاعة فى جزيرة زنجبار استدعت الشيخ سيد عبدالشافى هلال لتسجيل بعض القراءات القرآنية، فذهب الشيخ لكنه رفض أن يسجل القرآن إلا بعد أن يسجل الأذان لأنه لم يسمع الأذان فى الإذاعة لمدة 5 أيام، وأصر على موقفه حتى استجاب له رئيس الإذاعة هناك، وبعدها سجَّل بعض القراءات بصوته، وظل مؤدياً بصوته العذب حتى توفى بعد صراع مع المرض فى 18 يوليو لعام 2013».
وأضاف «زكريا» أن الشيخ حلَّ فى دولة الإمارات ضيفاً على رئيسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، برفقة عدد من القراء الكبار والعلماء لإحياء ليالى شهر رمضان فى مساجد دولة الإمارات، وقرأ القرآن فى مسجد الشيخة فاطمة بنت مبارك، الذى يتميز بطراز معمارى فريد.