مصر تدين الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضى السورية وتتهم «تل أبيب» بإشعال فتيل التوتر فى المنطقة

مصر تدين الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضى السورية وتتهم «تل أبيب» بإشعال فتيل التوتر فى المنطقة
أدانت مصر الغارات الإسرائيلية على الأراضى السورية، ووصفتها بأنها تعد تصعيداً خطيراً وانتهاكاً صارخاً للسيادة السورية واستقلالها ووحدة أراضيها.
وأكدت مصر، فى بيان لوزارة الخارجية، أمس، أن الغارات الإسرائيلية على أراضى الجمهورية العربية السورية الشقيقة إمعان فى فرض سياسة الأمر الواقع، وتعكس إصرار إسرائيل على مواصلة إشعال فتيل التوتر فى المنطقة، وطالبت الأطراف الدولية الفاعلة ومجلس الأمن بالاضطلاع بمسئولياتهم فى إدانة هذه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، ووضع حد للسياسات الإسرائيلية غير المسئولة، وإلزام إسرائيل بإنهاء احتلالها للأراضى السورية والامتثال لقواعد القانون الدولى.
وأدانت سوريا الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على درعا، التى أسفرت عن مقتل سوريين وإصابة آخرين، مؤكدة أن استمرار هذه الاعتداءات على أراضيها يمثل تهديداً مباشراً للأمن الإقليمى والدولى، وقالت وزارة الخارجية والمغتربين السورية، فى بيان أذاعته وكالة الأنباء السورية، إن هذا العمل العدوانى جزء من حملة تشنها إسرائيل ضد الشعب السورى والاستقرار فى البلاد.
وأكدت أن هذه الهجمات المتعمدة، التى تنفذ دون أى رادع، تكشف عن التجاهل التام من قبَل إسرائيل للقوانين والأعراف الدولية تحت ذرائع لم تعد تلقى أى مصداقية، ودعت سوريا الأمم المتحدة ومجلس الأمن وجميع الهيئات الدولية المسئولة إلى التحرك، دون تأخير، لوقف هذه التصرفات غير القانونية وتطبيق اتفاق 1974.
وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلى أن سلاح الجو التابع له هاجم مدافع فى منطقة خان أرنبة، جنوبى سوريا، بزعم أنها تشكل تهديداً على إسرائيل، وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بأن طائرة حربية شنت هجوماً على منطقة خان أرنبة، جنوبى سوريا، ونقلت الصحيفة العبرية عن المُتحدث باسم الجيش الإسرائيلى قوله إنّ وجود أسلحة فى جنوب سوريا يُشكل تهديداً لدولة إسرائيل.
من جهتها، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة واستنكارها قصف قوات الاحتلال الإسرائيلية لأراضى الجمهورية العربية السورية الشقيقة، فى انتهاكٍ صارخ للقانون الدولى، وأدانت السعودية، فى بيان صادر عن وزارة خارجيتها، المحاولات الإسرائيلية لزعزعة أمن واستقرار سوريا والمنطقة، من خلال هذه الانتهاكات المتكررة التى تخالف الاتفاقيات والقوانين الدولية ذات الصلة، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية.
وأكدت المملكة، ضرورة نهوض المجتمع الدولى أمام هذه الاعتداءات، وأهمية اضطلاع الدول الأعضاء فى مجلس الأمن بدورهم، والوقوف بشكلٍ جاد وحازم أمام هذه الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة فى سوريا ومنع اتساع رقعة الصراع، وتفعيل آليات المحاسبة الدولية على هذه الانتهاكات، مجددة تضامنها مع سوريا حكومة وشعباً.
فيما أدانت وزارة الخارجية وشئون المغتربين الأردنية، أمس الأربعاء، بأشد العبارات الغارات الإسرائيلية على الأراضى السورية، والتى أسفرت عن ارتقاء وإصابة العشرات، ما يُعد خرقاً فاضحاً للقانون الدولى، وانتهاكاً صارخاً لسيادة ووحدة سوريا، وتصعيداً خطيراً لن يسهم إلا فى تأجيج التوتر والصراع فى المنطقة.
وأكّد الناطق الرسمى باسم الخارجية الأردنية، السفير الدكتور سفيان القضاة، وقوف الأردن مع سوريا الشقيقة وأمنها واستقرارها وسيادتها، داعياً المجتمع الدولى لتحمل مسئولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها الاستفزازية اللاشرعية على سوريا، وإنهاء احتلال جزء من أراضيها، وشددت الخارجية الأردنية على ضرورة التزام إسرائيل بقواعد القانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، التى تفرض احترام سيادة الدول وعدم التدخل فى شئونها.
كما أدانَتْ سلطنة عمان الاعتداءات الإسرائيليّة على أراضى الجمهورية العربية السّورية، مطالبةً المجتمع الدّولى بالتدخل الفورى لردع إسرائيل، وأعربت السلطنة، فى بيان نشرته وكالة الأنباء العمانية «أونا»، عن استنكارها الشديد للغارات الإسرائيليّة، وإدانتها لهذه الأعمال العدوانية التى تشُنُّها قوات الاحتلال على محافظة درعا، ما يشكّل انتهاكاً صارخاً لسيادة سوريا، كما جدّدت سلطنة عمان مطالبتها المجتمع الدّولى، باتّخاذ إجراءات عاجلة لردع إسرائيل، ووضع حدّ لاستهتارها بالقانون الدّولى، ومحاولاتها دفع المنطقة نحو مزيدٍ من التوترات.
فى سياق آخر، أكد رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، باولو سيرجيو بينيرو، أن إنهاء العنف المستمر فى سوريا يتطلب وقفاً كاملاً لإطلاق النار على الصعيد الوطنى، ونزع سلاح الجماعات المسلحة وإعادة دمجها، وتأمين النظام العام، وإنهاء وجود الجيوش الأجنبية على الأراضى السورية، والإصلاحات وعمليات المساءلة.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال المسئول الأممى فى كلمته أمام الدورة الثامنة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة فى جنيف إنه يتعين على الشعب السورى تقرير الخطوات التى سيتخذها فى المستقبل، والتى يمكن أن تتخذ أشكالاً متعددة، بما فى ذلك كشف الحقيقة، والبحث عن المختفين، وقال «بينيرو» إن حكومة تصريف الأعمال والسلطات السورية المستقبلية لديها فرصة لرسم مسار جديد، وضمان عدم تكرار أهوال الماضى والأسابيع القليلة الماضية، وإعادة بناء الثقة بطريقة تحترم جمال المجتمع السورى وتنوعه.
وشدد على أن استمرار العنف والأعمال العدائية فى عدة أجزاء من سوريا، ينذر بالعودة إلى صراع أوسع نطاقاً، مشيراً إلى أعمال العنف الأخيرة التى أسفرت عن مقتل مئات المدنيين فى قرى وبلدات ومناطق فى محافظتى اللاذقية وطرطوس الساحليتين، فى أعقاب هجمات منسقة على أفراد الأمن، وأشار إلى أن مستقبل سوريا سيُحدَد بواسطة كيفية تعامل السلطات والشعب السورى مع انتهاكات الماضى، وتلك الأخيرة. وقال إنهم أحيطوا علماً بالخطوات العاجلة التى اتخذتها سلطات تصريف الأعمال، بما فى ذلك إنشاء لجنة تحقيق مستقلة فى هذه الأحداث الأخيرة، مضيفاً: «نأمل أن نلتقى قريباً فى دمشق بهذه اللجنة التى سيتعين عليها العمل دون تدخل، والحفاظ على استقلاليتها ونزاهتها، وتقديم نتائجها بشكل شامل إلى الحكومة والشعب السورى».