رفعت رشاد يكتب: ألزهايمر.. لص الذاكرة
رفعت رشاد يكتب: ألزهايمر.. لص الذاكرة
هذا عنوان لكتاب أصدرته مؤخرا الكاتبة الصحفية هبة حسين التي حاورت في الكتاب عددا كبيرا من كبار الأطباء المتخصصين في هذا المجال، كما اطلعت على أحدث الأبحاث على الإنترنت والجديد في الوقاية من ألزهايمر أو العلاج من دائه بما نشر باللغتين الإنجليزية والفرنسية، وهي التي عملت محررا علميا لخمسة وثلاثين عاما.
الخوف الإنساني من الألزهايمر ليس بسبب الخرف أو النسيان المتكرر وإنما من تضرر «هارد ديسك» الإنسان، العقل الذي وهبه الله للإنسان وهو أغلى وأكثر أعضاء الجسم قيمة. يكشف الكتاب أن معدل الإصابة بألزهايمر يرتفع بزيادة العمر، ففي سن 65 وحتى 69 عاما تكون نسبة الإصابة بالمرض 2% وتتضاعف كل خمس سنوات لتصل إلى 50% في سن التسعين فأكثر، ويصف الخبراء هذا التصاعد بلعنة التقدم في العمر.
مرض ألزهايمر يكتسب اسمه من العالم الألماني ألويس ألزهايمر الذي اكتشف في نوفمبر عام 1906 سبب خيانة الذاكرة وعدم قدرة الإنسان على تذكر المعلومات أو استرجاعها. اكتشف الطبيب الألماني أن مريضة ماتت بعدما اشتكت من أعراض ألزهايمر، وعندما قام بتشريح دماغها وجد تغيرا كبيرا في قشرة الدماغ بسبب مرض وصفه الطبيب بالغريب.
واقترن هذا المرض باسم الطبيب حتى الآن، وعلى مدى يزيد على قرن من الزمان توالت الأبحاث العلمية للكشف عن أسرار ذلك الخلل الذي يصيب مخ الإنسان ويسبب الخرف وتدهور الذاكرة وافتقاد القدرة على التفكير والقيام بالسلوك اليومي في حياة الفرد.
وتشير الإحصاءات العالمية بالنسبة لهذا المرض إلى أن هناك ما يقرب من 100 مليون مريض بألزهايمر في العالم 60% منهم في الدول الفقيرة ومتوسطة الدخل. وما يثير القلق أن عدة ملايين أخرى تضاف سنويا إلى هؤلاء المرضى ما يكلف الاقتصاد العالمي ما يقرب من تريليون دولار سنويا.
يؤثر ألزهايمر بنسبة أسرع على الوظيفة المعرفية أو القدرة على التفكير من حدوث ذلك في مرحلة الشيخوخة العادية. هذا التأثير يسبب تدهور في الذاكرة والقدرة على التوجه إلى مكان ما أو فهم العمليات الحسابية أو تقدير الأمور، وإن كان لا يصيب الوعي.
وألزهايمر يسبب تراجعا في القدرة على التحكم في الانفعالات أو في السلوك الاجتماعي، وهو مرض لا يكشف عن نفسه فجأة، فهو يتطور ببطء على مدى سنوات، ويعد فقدان الذاكرة المؤشر الأكثر خطورة وغالبا ما يكون دليلا على الإصابة بالمرض.
عالجت السينما العالمية في العديد من أفلامها ظاهرة مرض ألزهايمر، كما تم تصنيع جهاز تليفون محمول يمكن لمريض ألزهايمر التعامل معه بطريقة بسيطة للتواصل مع أشخاص يعرفهم.
