وظائف تهدد بإصابتك بالزهايمر.. ماذا يحدث في أنسجة المخ؟

هل تخيلت يوما أن وظيفتك قد تحميك من الإصابة بمرض الزهايمر أو تكون سببا في أن يتمكن منك المرض؟ إجابة السؤال توصلت إليه دراسة حديثة، إذ كشفت أن هناك بعض الوظائف المعرضة للإصابة بالمرض بشكل كبير، ما يجعلهم معرضون لخطر الوفاة.

وظائف أقل عُرضة للإصابة بمرض الزهايمر

400 مهنة مختلفة كشفت عنها الدراسة، يكون أصحابها معرضون لخطر الإصابة بمرض الزهايمر، بينما تواصلت إلى مهنتين تكون نسبة الإصابة بهما أقل كثيرا.

أشارت الدراسة، إلى أن سائقي سيارات الإسعاف، فضلا عن سيارات الأجرة، أقل عرضة للإصابة بالزهايمر من غيرهم، لكن هذا الاتجاه لم ينطبق على وظائف النقل الأخرى، التي لا تتطلب التنقل عبر الخرائط، مثل وظائف الطيارين أو قادة السفن.

دفعت النتائج فريق البحث إلى وضع فرضية، بأن التمرين الذهني المتمثل في تخطيط الطريق في رأسك، له أهمية خاصة في  تقليل خطر الإصابة بالزهايمر، واعتمدت نظريتهم على أن «الحُصين»، وهو جزء من الدماغ له أهمية كبيرة للذاكرة، هو نفس الجزء المسؤول عن الإحساس بالاتجاه والملاحة.

قال الدكتور أنوبام جينا، مؤلف الدراسة، الطبيب في  مستشفى ماساتشوستس العام في أمريكا، إن نتائجهم تشير إلى أهمية الأخذ في الاعتبار الكيفية التي قد تؤثر بها المهن على خطر الوفاة، بسبب مرض الزهايمر، وما إذا كانت أي أنشطة معرفية يمكن أن تكون وقائية محتملة.

ونشرت النتائج الجديدة في المجلة الطبية البريطانية، إذ جمع الفريق البيانات من نظام الإحصاءات الحيوية الوطنية لأكثر من 8.9 مليون شخص ماتوا خلال الفترة 2020-2022، من بينهم حوالي 348,328 حالة إلى مرض الزهايمر. 

وظائف معرضة للإصابة بالزهايمر

نظر الباحثون إلى معدلات الإصابة بالمرض بين 443 مهنة، بما في ذلك سائقي الحافلات، وقائدي الطائرات، وقباطنة السفن، والمعلمين.

وأخذوا في الاعتبار عوامل مثل العمر والجنس والعرق والانتماء العرقي ومستوى التعليم، وتحكموا في هذه التركيبة السكانية عند تحليل البيانات. 

ووجد الباحثون أنه في المتوسط، توفي 3.88% من الأشخاص المشمولين في الدراسة، بسبب مرض الزهايمر، إذ قتل نحو 2.7% من قادة السفن، و4.5% من الطيارين، و1% من سائقي سيارات الأجرة، و0.7% من سائقي سيارات الإسعاف. 

ولم يتضمن التقرير معلومات عن الوظائف التي تشهد أعلى معدلات تشخيص الخرف، كما لم يقدم أرقاما محددة لكل وظيفة، لكن وفقاً لرسومهم البيانية، فإن ما يقرب من 8% من الوفيات في بعض الوظائف كانت بسبب مرض الزهايمر.

وقد احتل منصب الرؤساء التنفيذيين، وهو أحد الأدوار القليلة التي شملت البيانات الخاصة بها، مرتبة متوسطة، حيث توفي حوالي 4% من هؤلاء الأفراد، بسبب مرض الزهايمر.  

وقد أدى الاختلاف بين النتائج التي حصل عليها العاملون في الملاحة على الطرق، مقارنة بغيرهم من المتخصصين في صناعة النقل إلى دفع الباحثين إلى النظر نحو منطقة واحدة من الدماغ: الحُصين.  

ومع تقدم الناس في السن، يفقدون بشكل طبيعي بعضًا من حجم أنسجة المخ، وقد يرتبط ذلك ببعض التغيرات المرتبطة بالعمر، والتي يبدأ بعض كبار السن في رؤيتها، لكن في مرض الزهايمر، تختفي الأنسجة بشكل جماعي، بدلاً من أن تختفي بزيادات صغيرة بالكاد يمكن ملاحظتها، كما هو الحال في العمر الطبيعي. 

وقد يكون السبب هو أن سائقي سيارات الأجرة والإسعاف يجعلون أدمغتهم أكثر مرونة في مواجهة عملية مرض الزهايمر، من خلال تعزيز الاتصالات في هذا الجزء من الدماغ بشكل مستمر. 

وأشار الدكتور جينا، إلى أنه من الصعب القول ما إذا كانت النتائج التي رأوها في الدراسة هي نتيجة العمل نفسه، وقال إن ورقتهم البحثية يجب أن تكون بمثابة نقطة انطلاق لمزيد من البحث، وليس نهائية.