«المدرعات»: الشهيد محمد عبده بطل إحباط مخطط رفع علم التنظيمات الإرهابية على سيناء

«المدرعات»: الشهيد محمد عبده بطل إحباط مخطط رفع علم التنظيمات الإرهابية على سيناء

«المدرعات»: الشهيد محمد عبده بطل إحباط مخطط رفع علم التنظيمات الإرهابية على سيناء

فى يوم 1 يوليو من عام 2015، بينما كانت عائلة النقيب محمد أحمد عبده تنتظر عودته بفارغ الصبر فى شهر رمضان الكريم، كانت يد الغدر تمتد إليه فى أرض سيناء الحبيبة، ليستشهد وهو فى عمر الخامسة والعشرين ربيعاً وهو يدافع عن أرض الوطن أمام الجماعات الإرهابية، ليكتب بدمائه الطاهرة فصلاً جديداً من فصول التضحية التى يقدمها أبناء مصر من أجل الحفاظ على أرضها المقدسة وسلامة أبنائها.

«محمد»، الابن الأكبر لأسرة بسيطة، كان يحلم منذ صغره بأن يصبح ضابطاً فى القوات المسلحة.. التحق بالكلية الحربية وتخرج عام 2010، ليباشر خدمته العسكرية فى سن مبكرة، وخلال خمس سنوات فقط من الخدمة، ترك محمد أثراً كبيراً فى قلوب من عرفوه، سواء زملاؤه أو أسرته التى كانت تنتظر إجازاته بفارغ الصبر.

تقول أمل محمد المغربى، والدته، إن «محمد» كان ابناً وأخاً وأباً أحياناً، وكان دائماً «عقله سابق سنه، وكان ضحكة العائلة وفرحتها. كنا دائماً ننتظر إجازته بفارغ الصبر، لأنه كان يجلب معه الفرح والبهجة».

بدأ «محمد» خدمته العسكرية فى قوات حفظ السلام، ثم انتقل إلى كتيبة فى الإسماعيلية، ومع تصاعد التهديدات الإرهابية فى سيناء، قدم «محمد» طلباً للانضمام إلى رفاقه فى أرض الفيروز، رغم معرفته بخطورة المهمة.

تضيف والدته لـ«الوطن»، أن ذلك النقل لم يكن يعلم به أحد من أسرته، ويوم استشهاده كان من المفترض أن يأتى فى إجازة، لكن هاتفه كان مغلقاً: «حاولنا نطمئن أنفسنا بأنه فى الإسماعيلية وبعيد عن الخطورة فى سيناء».

الخبر جاء مع زملائه الذين أتوا إلى منزل الأسرة فى الإسكندرية، يقولون: «مبروك الجنة على ابنكم، مبروك يا أبوالبطل، مبروك يا أم البطل»، وحينها، علم والده بالخبر، فانهار ولم يتمالك نفسه.

بعد استشهاده، علمت الأسرة أن «محمد» كان قد انتقل إلى سيناء منذ فترة قبل استشهاده، ولم يكن يُعلمهم بذلك، كما اكتشفت والدته أنه شارك فى عدد كبير من المواجهات الكبرى أمام الجماعات الإرهابية، منها معركة شهيرة مع الشهيد المقدم محمد هارون، حين أحبط رجال القوات المسلحة، رفع علم التنظيمات الإرهابية على سيناء.

والدته: ابنى استشهد للحفاظ على مصر من الإرهابيين.. وكلنا وراء الرئيس السيسى

وتقول الوالدة: «كانوا بيجيبوا العناصر الإرهابية ليلاً بخطط محكمة، رغم كم المخاطر التى كانوا بيتعرضوا لها؛ محمد كان دائماً فى الصفوف الأمامية، يدافع عن أرضه بكل ما يملك».

رحل «محمد» عن دنيانا وهو فى ريعان الشباب، تاركاً خلفه أسرة حزينة، وخطيبة كان يحلم بتكوين أسرة معها، لكن رحيله ترك أيضاً فخراً وعزة فى قلوب أهله، رغم الألم الذى خلفه بين ضلوع والدته، التى تأثرت بفراقه بشكل كبير.

لم تكن الأم هى الوحيدة التى تأثرت بفراق «محمد»، فبعد ثلاث سنوات من استشهاده، توفيت شقيقته الصغرى، ثم تبعها والده بعد خمس سنوات من استشهاده، فى حالة من الحزن الشديد.

وتابعت الأم بدموع غزيرة: «فى خلال خمس سنوات فقط، فقدت ثلاثة أعمدة من بيتى: محمد، ثم ابنتى، ثم زوجى، لكنى أحاول أن أتحلى بالصبر، رغم الألم، لأنى أعلم أن محمد فى جنات الخلد».

رغم الألم، تسعد الوالدة حين يذكر الجميع ابنها الشهيد بكلمات الخير والعرفان فى كافة المحافل، وقد كرّمتها الدولة كـ«أم مثالية» فى عام 2022، كما حضرت لقاءً مع السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى عبرت عن محبتها الكبيرة له، ودعائها الدائم بأن ينصره الله فى كافة الحروب التى تحاك ضد مصر.

اختتمت والدته كلماتها: «ابنى وإخواته فى القوات المسلحة دفعوا حياتهم عشان نعيش كلنا فى أمان. مصر هتفضل قوية بينا إحنا شعبها المخلص وجيشها القوى».


مواضيع متعلقة