ناقد فني: قلبي ومفتاحه أفضل عمل درامي في رمضان حتى الآن
ناقد فني: قلبي ومفتاحه أفضل عمل درامي في رمضان حتى الآن
مع عرض 7 حلقات من مسلسل قلبي ومفتاحه بطولة آسر ياسين ومي عز الدين ضمن السباق الرمضاني 2025، جذب العمل الجمهور ونال إشادات النقاد أيضا، فالناقد الفني محمود عبد الشكور كتب عبر صفحته على فيسبوك تحليلاً نقديا يفيد بأن المسلسل حتى الآن هو أفضل عمل درامي، بفضل مجهود فريق كبير على رأسهم المؤلف تامر محسن ومها الوزير وإخراج تامر محسن وكرو العمل بالقصص المختلفة الموجودة فيه.
ناقد فني: قلبي ومفتاحه أفضل عمل درامي حتى الآن
وكتب الناقد الفني محمود عبد الشكور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، إن ما شاهده من حلقات مسلسل قلبي ومفتاحه من ألعاب السرد بين عدد محدود من الشخصيات، والبدء من قصة البحث عن محلل، التي عُرضت من قبل في أفلام وأعمال درامية كثيرة، والانتقال بسلاسة ونعومة إلى ما هو أعمق، بإعادة تأمل وتفكيك علاقات الحب في مجتمع ذكوري وغيرها من الأسباب جعلت من قلبي ومفتاحه عملا دراميا قويا كشف أن حكايات الشخصيات، لم تخرج عن عالم السفيرة عزيزة القديم، ولكن بتنويعات مختلفة، فضلاً عن كونه أفضل عمل درامي حتى الآن.
وأضاف عبد الشكور أن حكاية المحلل ليست هي المدخل فحسب، لكنها أيضا ذروة الخلل في علاقات الحب، التشوه في صورته القصوى، فرغم أن الزوج أسعد «دياب» يحب زوجته ميار «مي عز الدين»، إلا أنه يتعامل معها مثل ملكية خاصة، ورغم أنه يبحث عن طريقة لا تخالف الشرع، ويسأل عن حدود الله، حتى لا يغضبه، إلا أن ما يفعله أقرب الى العبودية الحديثة، والتهديد الصريح، وحالة الفزع والرهاب التي تعيشها الزوجة، يجعلنا أمام مأساة حقيقية.
وأشار إلى أن الحلقة الأولى صراحة تحمل عنوان السفيرة عزيزة، حتى تذكرنا بفيلم سعاد حسني الشهير، وتجعل المشاهد يرى في أسعد تنويعة في سياق آخر، وعبر تفاصيل أخرى، لشخصية المعلم التي لعبها بعبقرية عدلي كاسب، ولا مفر بالتالي أن تكون ميار السفيرة عزيزة الجديدة، مسلوبة الإرادة والحركة، ثم تأخذ الحلقات التالية عناوين أفلام تذكرنا بشخصيات نسائية، فكأن المقارنة حاضرة دوما بالماضي، الذي يعيش راسخا في الحاضر، ولكن حكاية الزوج، والزوجة، والمحلل عزت (آسر ياسين)، ستفتح على قصتين مهمتين:
شقيقة الزوج، وحكايتها مع رجل يعمل عند أخيها، بل هو ذراعه اليمنى، وهو أيضا ديكتاتور صغير، يحب الفتاة، ولكن يريد أن تفعل ما يريد، بينما يبدو خائفا من شقيقها، والحكاية الثانية عن والدة الزوج، التي يحبها نصر الطعمجي، ولكنها تتزوج من شخص آخر، بمهزلة عبثية.
القصص الثلاث عامودها الأساسي هو الزوج الذي يخافه الجميع: زوجته التي تبحث عن محلل، وأخته التي تخفي عنه علاقتها العاطفية، وحبها للرقص، ويخافه أيضا نصر الطعمجي وشناوي الذي تورط في الزواج من الأم، وبسبب أسعد يتحول الحب وهو موجود في القصص الثلاث، إلى خوف، مما يؤدي الى تشوه كامل في العلاقات المبتورة أصلا، وتصل ذروتها الكاريكاتورية بزواج الأم من شخص خطأ، بسبب ورقة في قرص طعمية.
دياب أهم شخصية في قلبي ومفتاحه
ويري الناقد الفني أن أسعد هو أهم شخصية درامية في مسلسل قلبي ومفتاحه، بأداء دياب الرائع كما وصف، هو الذي يصنع الأحداث، ويدفعها الى الأمام، وهو أيضا البطل الضد النموذجي، كل الشخصيات تلتقي بعيدا عنه، ثم يعيدها السيناريو الى أسعد من جديد، وإذا كان عدلي كاسب في الفيلم القديم شخصية شريرة على طول الخط، وشرسة طوال الوقت، فإن أسعد شخصية رمادية، أكثر ذكاء ومكرا، محب لأمه، ولزوجته، ولابنه، ولكنه سبب فوضى العلاقات الثلاث، وعنوان الحكاية كلها، ونموذج الذكر وديك البرابر.
لم ينته هذا النموذج بضرب المعلم في نهاية فيلم السفيرة عزيزة، وإنما تكاثرت الشخصية، وظلت موجودة بموديل 2025، ومسلحة بسلطة وقوة المال، أما السفيرة عزيزة فقد فككتها المعالجة المعاصرة الى ثلاث شخصيات تحت مظلة الذكر (الزوجة والأخت والأم)، وبعد شرح تفاصيل في السرد والشخصيات قال عبد الشكور إن المسلسل إعادة قراءة معاصرة، ذكية ومدهشة وعميقة، ل ثنائية الرجل الشرس صاحب القطيع والسفيرة عزيزة، والتي ما زالت تحكم مجتمعاتنا العربية والشرقية عموما حتى اليوم.