أستاذ علوم سياسية: مصر تسعى لتوحيد الصف الفلسطيني.. والوحدة مهمة لمصلحة القضية

أستاذ علوم سياسية: مصر تسعى لتوحيد الصف الفلسطيني.. والوحدة مهمة لمصلحة القضية
قال د. إكرام بدرالدين، أستاذ العلوم السياسية، إن إسرائيل استغلت الانقسام بين الحركات والفصائل الفلسطينية واتخذت تلك المنازعات حجة لرفض التفاوض، ولفت إلى ضرورة فتح النقاش مع الحركات الفلسطينية لبحث ملف المصالحة، وتقديم المصلحة الوطنية على مصلحة أى فصيل، فالمصلحة الشاملة للجميع والمرتبطة بوجود الشعب الفلسطينى على أرضه يجب أن تكون شعار المرحلة، إلى جانب تحقيق وحدة الصف ووحدة الأرض وألا يكون هناك تمييز لفصيل عن الآخر. وأضاف «بدرالدين»، فى حوار لـ«الوطن»، أن الجهود المصرية مستمرة حتى اليوم، والقاهرة تستقبل قادة وزعماء الفصائل لمناقشة ملف توحيد الصف، فلا يمكن إنكار دور مصر الكبير فى دعم الأشقاء الفلسطينيين.. وإلى نص الحوار:
كيف استغل الاحتلال الإسرائيلى الانشقاق بين الفلسطينيين؟
- إسرائيل استغلت الانقسام بين الحركات والفصائل الفلسطينية كحجة لرفض التفاوض، وكل هذه العوامل تؤثر سلباً على الموقف الفلسطينى وتستغلها أسوأ استغلال بما يحقق أهداف الاحتلال، وما نحتاجه حالياً هو موقف فلسطينى موحد فى التعامل مع هذا الملف الذى من شأنه تسهيل عملية التفاوض، وبجانب ذلك هناك حاجة لموقف عربى موحد، فالانشقاق الفلسطينى والعربى يصب فى مصلحة الاحتلال ويهدد القضية الفلسطينية، فالوحدة اليوم لمصلحة القضية والشعب بأكمله.
ما أهم الملفات التى تحتاج الفصائل لمناقشتها خلال الفترة المقبلة؟
- هناك ملفات متعددة يتوجب مناقشتها خلال الفترة المقبلة مع الحركات الفلسطينية أبرزها تقديم المصلحة الفلسطينية على مصلحة الفصيل أياً كان هذا الفصيل، فالمصلحة الشاملة المرتبطة بقضية الشعب الفلسطينى ورفض التهجير يجب أن تكون شعار المرحلة، كذلك تحقيق وحدة الصف ويجب ألا يكون هناك تمييز لفصيل على آخر، أو تمييز بين غزة والضفة الغربية، لأن الهدف هو إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتصلة من حيث الأرض، فضلاً عن وجود نوع من التوافق بين الجميع لتحقيق هذه الأهداف.
إلى أى مدى يحتاج الفلسطينيون لوحدة الصف بينهم هذه الفترة؟
- بالتأكيد فلسطين بحاجة إلى وحدة الصف فى الفترة الراهنة ومستقبلاً، خاصة بعد طرح مخطط التهجير والوطن البديل، فيجب أن تكون وحدة الصف هى أول ما يطرح على طاولة الحوار، حتى لا تتخذ إسرائيل ذريعة من أجل تعطيل وتجميد وإيقاف ما يمكن أن يحقق مصلحة للشعب الفلسطينى، لأن الاحتلال دأب دائماً خلال المفاوضات على حجة عدم وجود طرف بعينه، فمع من يتحدثون؛ السلطة أم حماس أم فصائل أخرى؟، زاعمين أنه لا يوجد توافق فلسطينى، مما يشير إلى أهمية توحيد الصف.
ماذا عن دور مصر فى تقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية؟
- مصر بذلت جهوداً كبيرة خلال الفترة الماضية للتقريب بين الفصائل الفلسطينية حتى يكون لها موقف موحد من شأنه التخلص من الانقسامات، كما أن الجهود المصرية مستمرة حتى اليوم، و«القاهرة» تستقبل قادة وزعماء الفصائل لمناقشة ملف توحيد الصف، فلا يمكن إنكار دور مصر الكبير فى دعم الأشقاء الفلسطينيين والدفاع عن حقوقهم المشروعة منذ عام 1948، ومن وقتها ظلت الجهود المصرية مستمرة لدعم الشعب الفلسطينى والدفاع عن حقوقه المشروعة، حيث تتبنى فكرة حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية، وإضافة إلى تلك الجهود المبذولة، فإن القرب الجغرافى لمصر جعلها أكثر دراية بالملف وبالتأكيد أسهمت فى وجود نتائج قوية من حيث ارتباط مصر بالداخل بالملف الفلسطينى.
لماذا تثق الحركات والسلطة الفلسطينية فى مصر؟
- مصر ليست لديها مصلحة خاصة فى هذا الأمر، بل تقوم بدورها من منطلق الواجب القومى والوطنى التام، حيث تحاول التوافق بين الأطراف الفلسطينية كحق أصيل من أجل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى حيث حقه فى إقامة دولته المستقلة، ولا تنسى الحركات الفلسطينية أن مصر دعمت الفلسطينيين فى مختلف المواقف سواء فى السلم أو الحرب على الصعيد الداخلى والدولى، وفيما يتعلق بالحركات الفلسطينية فهى دائماً ما تثق فى مصر التى تسعى إلى تحقيق التوافق بين الجميع والدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى أيضاً، وبرز دور مصر فى الأزمة الأخيرة سواء على المستوى الإنسانى أو إنفاذ المساعدات، حيث ظل معبر رفح مفتوحاً طوال مدة الحرب من أجل تقديم المساعدات فضلاً عن موقفها الدبلوماسى النشط للدفاع عن حق كل فلسطينى، وكان ذلك على كافة المستويات سواء الدبلوماسية والقمم العربية والدولية، أو مساندة قضائية ودولية وإعلامية.