مصر تقود خطة إعمار غزة.. و«القمة الطارئة» تحشد الدعم ضد التهجير

مصر تقود خطة إعمار غزة.. و«القمة الطارئة» تحشد الدعم ضد التهجير

مصر تقود خطة إعمار غزة.. و«القمة الطارئة» تحشد الدعم ضد التهجير

اعتمدت القمة العربية غير العادية «قمة فلسطين»، الخطة المقدمة من مصر، بالتنسيق الكامل مع دولة فلسطين والدول العربية، واستناداً إلى الدراسات التى أجريت من قبل البنك الدولى والصندوق الإنمائى للأمم المتحدة، بشأن التعافى المبكر وإعادة إعمار غزة، باعتبارها خطة عربية جامعة، يلزم حشد الدعم المالى والمادى والسياسى لتنفيذها.

وأكد الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية والهجرة، أن القمة العربية غير العادية التى استضافتها القاهرة، أمس، كانت شديدة الأهمية والنجاح فى هذا التوقيت الدقيق، إذ جرى الاتفاق على مجموعة من الثوابت أهمها الرفض الكامل لتهجير الفلسطينيين، وكشف عن تقديم رؤية للتعامل مع الأوضاع الكارثية الراهنة فى قطاع غزة من خلال تدشين صندوق دولى لحشد التمويل للإنفاق على إعمار غزة.

وشدد على أن هناك توافقاً عربياً على اعتماد الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة وتنميته، فضلاً عن الاتفاق على تجسيد الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطنى الفلسطينى، موضحاً أن القمة العربية طرحت رؤية تتعلق بتشكيل لجنة تتولى إدارة شئون القطاع لفترة زمنية محددة وبشخصيات من القطاع، وأشار وزير الخارجية إلى أن 100 دولة ستشارك فى مؤتمر إعادة إعمار غزة، لافتاً إلى أن المرحلة الأولى لإعادة الإعمار تتضمن تحويل الوحدات السكنية المؤقتة إلى دائمة، وتابع «عبدالعاطى»: «ستكون هناك زيارات للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى لحشد الدعم السياسى والمادى لتنفيذ خطة الإعمار»، وذكر أن خطة الإعمار تتعامل مع كل التحديات القائمة مثل الركام والمتفجرات والصواريخ، مبيناً أن مؤتمر إعادة الإعمار سيكون وزارياً وسيعقد بالتعاون مع الأمم المتحدة.

وقال السفير بركات الفرا، سفير دولة فلسطين السابق بالقاهرة، إن اعتماد الدول العربية، الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، يمثل الأمل الوحيد لشعب القطاع، فى ضوء خطة زمنية على مرحلتين تقدر بـ5 سنوات، لافتاً إلى أهمية التضامن العربى والدولى لدعم تلك الخطة المصرية، وأشار إلى أهمية المؤتمر الذى ستستضيفه مصر الشهر المقبل لإعادة إعمار غزة، مؤكداً أن الدبلوماسية المصرية لا تدخر جهداً لشرح أبعاد الخطة المصرية لإعادة الإعمار للمجتمع الدولى، علاوة على حشد التأييد الدولى لتوفير التمويل اللازم لإنجاح الجهود المصرية من أجل إعادة بناء قطاع غزة.

من جانبه، قال أحمد العنانى، الباحث فى العلاقات الدولية، إن القمة العربية بعثت برسالة واضحة للعالم بأسره مفادها بأن تهجير شعب فلسطين من أرضه «خط أحمر» للعرب، وبأن خطة مصر لإعادة إعمار غزة دون إخراج السكان من وطنهم هى خطة عربية تحظى بدعم وإجماع الدول العربية، وأضاف لـ«الوطن»: «نتائج القمة العربية غير العادية، خرجت بإجماع عربى غير مسبوق على رفض التهجير، سواء كان قسرياً أو طوعياً أو تحت أى مسمى، بجانب التأكيد على ضرورة استمرار وقف إطلاق النار فى إطار تسوية سياسية لحل الدولتين وفقاً للمقررات الدولية ذات الصلة، والانسحاب الإسرائيلى لحدود الرابع من يونيو 1967، ورفض محاولات تهويد القدس باعتبار أن القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية»، مسلطاً الضوء فى هذا السياق على تأكيد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام القمة أن القدس «ليست مجرد مدينة بل هى رمز لهويتنا وقضيتنا».

كما أشاد محمد اليماحى، رئيس البرلمان العربى، بمخرجات القمة العربية الطارئة، مؤكداً دعم البرلمان العربى الكامل لها، إذ أكدت ثوابت الموقف العربى الرافض لتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه التاريخية تحت أى مسمى وأى مبرر، واعتبار ذلك جريمة تطهير عرقى وجريمة ضد الإنسانية، وقال «اليماحى» إن القمة أكدت مجدداً أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية هو الخيار الاستراتيجى الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام بالمنطقة.

وشدد على دعم البرلمان العربى للخطة المصرية، التى تم اعتمادها بالإجماع بشأن إعادة إعمار قطاع غزة، بما يضمن بقاء الشعب الفلسطينى على أرضه التاريخية دون تهجير، مُطالباً المجتمع الدولى، خاصة مجلس الأمن الدولى والدول الفاعلة ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية إلى سرعة تقديم كل أوجه الدعم اللازمة لهذه الخطة، والإسهام الإيجابى والفاعل فى تنفيذها على أرض الواقع.

من جهتها سلّطت صحيفة «واشنطن بوست»، الضوء على قرار القادة العرب بشأن خطة إعادة إعمار غزة ما بعد الحرب، والتى تسمح لنحو مليونى فلسطينى بالبقاء فى أراضيهم، وذلك كبديل لمقترح تهجير الفلسطينيين من القطاع، وذكرت الصحيفة الأمريكية، فى سياق تقرير نشرته، أمس، أن خطة مصر، التى تبلغ قيمتها 53 مليار دولار، حظيت بموافقة القادة العرب فى قمة القاهرة، ما شكل رفضاً لمقترح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، إذ لاقت نتائج القمة ترحيباً من جانب حركة حماس، فيما رفضتها إسرائيل، فى حين جاء رد فعل إدارة ترامب فاتراً.

وأفادت «واشنطن بوست» بأن حماس رحبت بنتائج القمة، معتبرة إياها «بداية لمرحلة جديدة من التوافق العربى والإسلامى مع القضية الفلسطينية»، وأكدت رفضها لأى محاولات لنقل الفلسطينيين من أراضيهم فى غزة والضفة الغربية المحتلة، فيما أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، أن البيان الختامى للقمة يدعو مجلس الأمن الدولى إلى نشر قوة حفظ سلام دولية فى غزة والضفة الغربية المحتلة، وقال: «السلام هو الخيار الاستراتيجى للعرب»، مشيراً إلى أن البيان رفض تهجير الفلسطينيين وأيّد خطة إعادة الإعمار المصرية.

كما سلّط موقع «يورو نيوز» الضوء على خطة مصر، بينما أبرزت صحيفة «نيويورك تايمز» رد الدول العربية على اقتراح الرئيس الأمريكى بطرد الفلسطينيين من غزة وتحويلها إلى وجهة سياحية بحرية، من خلال تقديم رؤيتهم الخاصة، التى تدعو إلى الإبقاء على السكان فى القطاع، وإعادة إعماره ودمجه فى دولة فلسطينية مستقبلية ولكن دون مشاركة «حماس» فى الحكومة.


مواضيع متعلقة