الرئيس السيسي يضع القضية الفلسطينية على رأس اهتماماته.. ويؤكد دائماً مركزيتها وأهميتها

الرئيس السيسي يضع القضية الفلسطينية على رأس اهتماماته.. ويؤكد دائماً مركزيتها وأهميتها
تحتل القضية الفلسطينية ركناً أساسياً فى أجندة الدولة المصرية منذ عام 1948، لذلك تتعامل القيادة السياسية على مدار السنوات الماضية، بحكمة شديدة فى تعاملها مع القضية، التى أصبحت أولوية على الأجندة الخارجية للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، فمنذ اللحظة الأولى لاندلاع العدوان؛ وجّه بتكثيف اتصالات مصر مع جميع الأطراف ذات الصلة، على المستوى الإقليمى والدولى لإنهاء تلك الحرب.
وعملت مصر على تطوير مجموعة من السياسات تجاه القضية الفلسطينية بعد أحداث غزة الأخيرة من أبرزها منع تصفية القضية الفلسطينية، ومنع الوطن البديل، والدعوة لإعادة إعمار قطاع غزة، كذلك توحيد الصف الفلسطينى، فرفضت مصر سياسة العقاب الجماعى، والتهجير القسرى للفلسطينيين، والحيلولة لمنع نكبة ثانية تقوم على تصفية الشعب الفلسطينى باعتباره الذخر الاستراتيجى للقضية، وأيضاً المبادرة بتقديم وساطة عبر القنوات السياسية والأمنية لوقف الحرب فى غزة، واعتبارها جريمة ضد الشعب الفلسطينى فى القطاع، كما دفعت وساطتها إلى إسرائيل والحركات الفلسطينية لعقد صفقة إفراج عن المحتجزين مقابل وقف إطلاق النار، ونجحت بذلك فى عقد هدنة إنسانية.
وفى تقرير للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، بعنوان «سياسة مصر تجاه القضية الفلسطينية بعد حرب غزة»، أكد المركز أن مصر منعت تصفية القضية الفلسطينية، فحرصت على توحيد الموقف العربى، بالإضافة إلى توحيد الفصائل؛ بهدف تفويت الفرصة على دولة الاحتلال بالذهاب فى خطط تقضى بتصفية القضية، مثل وضع قوات دولية أو قوات إسرائيلية فى غزة، أو تحييد دور السلطة الفلسطينية فى القطاع. وتستهدف مصر بتوحيد الموقف العربى الذهاب إلى خلق مناخ سياسى مستقر بهدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة فى إطار مبدأ حل الدولتين، وبجانب ذلك على خلفية محاولات إسرائيل تحييد أى دور للسلطة الفلسطينية فى ترتيبات اليوم التالى فى قطاع غزة، وتسعى جاهدة لخلق مناخ سياسى مستقر للشعب الفلسطينى فى إطار المصالحة بين الفصائل، لتطوير عمل منظمة التحرير والسلطة سواء فى الضفة أو غزة، إضافة إلى ذلك تحاول مصر منع وقوع كارثة إنسانية فى قطاع غزة بسبب احتلال إسرائيل للجزء الفلسطينى من معبر رفح، إضافة إلى اعتبار مطار العريش نقطة استقبال مركزية للمساعدات التى يتم إرسالها إلى مصر من جميع دول العالم تقريباً، كما عملت «القاهرة» على فتح مسار جديد يربط مصر بغزة من خلال معبرى العوجة وكرم أبوسالم لزيادة كميات القوافل النافذة إلى القطاع.
ووفقاً للتقرير، وجّهت مصر جهودها بالتعاون مع الأردن والإمارات والولايات المتحدة، لتنفيذ عمليات إنزال جوى للمساعدات على قطاع غزة، كما عقدت العديد من اللقاءات بين مع القوى الإقليمية والدولية، فضلاً عن استضافة سلسلة من الحوارات الفلسطينية، جرى خلالها التوصل إلى عدة اتفاقات وتفاهمات للمصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام بين الفصائل، ولعل بينها اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية الذى وقع بعد اندلاع أزمة غزة، للوصول إلى ركائز توحد الصف فى قضية الشعب الفلسطينى العادلة، المتعلقة بقيام دولته المستقلة.
وتتبلور الرؤية المصرية فى إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967، مع تقديم أشكال الدعم والمساندة على كل الأصعدة لفلسطين وشعبها، لنيل حقوقه وفق القانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية.
بدوره، أعرب بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية والهجرة، عن سعى مصر لعقد مؤتمر دولى لحشد جهود إعادة إعمار غزة فور تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار؛ إذ جاءت المبادرة المصرية لعقد هذا المؤتمر فى خضم احتياج قطاع غزة إلى تضافُر الجهود الإقليمية والدولية لتسريع عمليات إعادة الإعمار، التى تشير تقديرات إلى أنها قد تستغرق أكثر من 40 عاماً، وقد تتكلف ما يزيد على 40 مليار دولار، وهو ما يجاوز الناتج المحلى الإجمالى الفلسطينى فى الضفة وغزة مجتمعين بأكثر من 229%.
وقال السفير محمد العرابى، رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية، وزير الخارجية الأسبق، لـ«الوطن»: «الموقف العربى والمصرى ثابت طوال الوقت، كما أن العالم الآن بات يتفق مع الاستراتيجية المصرية لوقف دائم لإطلاق النار ومنع نزوح الفلسطينيين من منازلهم أو تهجيرهم خارج وطنهم، وضمان وصول المساعدات وتدفقها إلى قطاع غزة، يأتى بعد ذلك الانخراط فى عملية سياسية جادة ومثمرة، ثم مرحلة إعادة إعمار قطاع غزة الذى تدمر بشكل كبير جراء العدوان الإسرائيلى عليه».
وأضاف: «منذ بداية تولى السيد الرئيس السيسى حكم مصر وهو يضع القضية الفلسطينية على جدول مباحثاته، سواء فى اجتماعاته بالداخل، أو عند إجراء لقاءات ومباحثات خارج البلاد، كان هذا واضحاً فى أكثر من مناسبة، ودائماً ما يؤكد مركزية القضية وأهميتها، وأن حلها سيكون بمثابة مفتاح الاستقرار والسلام فى الإقليم كله، كل تلك الجهود تكون محل تقدير من العالم أجمع، الذى بات يحرص على متابعة الموقف المصرى ومراقبة تحركاته، والجميع يدرك الآن أهمية الدور المصرى فى إنهاء الحرب القائمة فى قطاع غزة».
وتابع: «الدبلوماسية المصرية منذ الهجوم الإسرائيلى على غزة فى 7 أكتوبر عام 2023 تعى محاولات تصفية القضية الفلسطينية؛ لتقف ثابتة أمام هذه المحاولات التى تصاعدت منذ الإعلان عن المخطط الأمريكى الإسرائيلى، كما أتوقع استمرار الدبلوماسية فى القيام بدورها وتتحرك فى إطار مثلث: الضلع الأول هو الحفاظ على القضية الفلسطينية، والثانى الأمن القومى المصرى، أما الثالث فهو محاولة الحفاظ على العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة والعمل معها على الحفاظ على مكتسبات السلام الذى تعد مصر ركيزة أساسية فيه».