سفير فلسطين الأسبق: «الوحدة» لن تحدث إلا بتغليب «الفصائل» للوطن على التنظيم

سفير فلسطين الأسبق: «الوحدة» لن تحدث إلا بتغليب «الفصائل» للوطن على التنظيم
أكد بركات الفرا، سفير فلسطين السابق لدى القاهرة، أن الوحدة الفلسطينية تتم فقط عندما تقتنع الفصائل بأن الوطن أهم من التنظيم، وأن الخطر الصهيونى يهدد الجميع، مشيراً إلى أن القضية مهددة بالتصفية، خاصة أن ضم الضفة الغربية على الأبواب، كما أن التدخل الخارجى يجب أن يتوقف حرصاً على القضية.
وقال سفير فلسطين السابق لدى القاهرة خلال حواره مع «الوطن»، إن مصر بقيادة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ اللحظة الأولى للانقسام، وهى تعمل على رأب الصدع وإنهائه، واستضافت من أجل ذلك عشرات اللقاءات، فضلاً عن رؤيتها المعلنة بشأن إعمار غزة، ورفضها بشكل واضح وصريح لكافة مخططات التهجير من جانب الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية.. وإلى نص الحوار:
لماذا لا تتوحد الفصائل فى ظل الوضع الراهن؟
- هناك 3 أسباب لاستمرار الانقسام الفلسطينى وعدم توحيد الصف، أولها: سبب داخلى يتمثل فى عدم صدق النوايا، وتغليب مصلحة التنظيم على القضية، فهناك من استولى على السلطة فى قطاع غزة بالقوة منذ عام 2007، أما عن السبب الخارجى فيتمثل فى دعم عدد من الدول لحركات بعينها وإملاء قرارهم عليها، أما السبب الثالث فهو متعلق بإسرائيل وعملها بكل الوسائل لاستمرار الانقسام حتى تستخدمه كذريعة فى ارتكاب جرائمها وتصفية القضية الفلسطينية.
ماذا تحتاج الفصائل من أجل الوحدة؟
- الوحدة بين جميع الحركات الفلسطينية تتم فقط عندما تقتنع الفصائل بأن الوطن أهم من التنظيم، وأن الخطر الصهيونى يهدد الجميع، فالقضية مهددة بإنهائها وضم الضفة الغربية على الأبواب، كما أن التدخل الخارجى يجب أن يتوقف حرصاً على القضية، وإذا انضمت جميع الفصائل وانضوت تحت مظلة منظمة التحرير وعلى البرنامج السياسى للمنظمة، سيشكل ذلك رافعة قوية للنضال الفلسطينى والقضية ونظرة الأمة العربية بل والعالم كله، وستصبح أكثر احتراماً ودعماً للمشروع الوطنى وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على خط الرابع من يونيو 1967.
مصر تسعى لوحدة الصف الفلسطينى.. كيف تقرأ ذلك؟
- دور مصر أكبر من أن نتحدث عنه بكلمات، فمصر منذ اللحظة الأولى للانقسام وهى تعمل على رأب الصدع وإنهاء الانقسام واستضافت من أجل ذلك عشرات اللقاءات الفلسطينية، بل فى مايو 2011 تم التوصل إلى اتفاق وقّعت عليه جميع الفصائل ولكن لم ينفذ، فمصر مستمرة فى بذل الجهود حتى يومنا هذا لتحقيق الوحدة الفلسطينية، ويجب التأكيد دوماً أن مصر لم تدخر جهداً منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلى على غزة، من أجل إيقاف نزيف الدم الفلسطينى، وإجهاض كافة المحاولات والخطط الإسرائيلية الرامية لتنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
ماذا عن جهود وقف الحرب ضد غزة؟
- الدولة المصرية عملت بالتعاون مع الوسطاء على مدار أكثر من عام لوقف الحرب الإسرائيلية الشعواء على الفلسطينيين حتى تكللت تلك الجهود بالإعلان عن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، وما يجب أن نفكر به الآن هو العمل على تنفيذ كافة بنود الاتفاق بكافة مراحله، وتكثيف العمل لإدخال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء القطاع، وإعادة تأهيل البنية التحتية فى القطاع، والجهود المصرية بشكل عام تعكس التزاماً واضحاً تجاه القضية الفلسطينية، وحرصاً على تحقيق الأمن والسلام فى الشرق الأوسط، بإطلاق عملية سلام شاملة تُفضى إلى تسوية القضية الفلسطينية على أساس «حل الدولتين» وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمبادرة السلام العربية، وقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية ذات الصلة.
ماذا عن مبادرة إعادة إعمار القطاع؟
- لا يمكن إغفال أن المبادرة المصرية لإعمار غزة تفتح المجال أمام ضمانات دولية وتفهم عالمى لأى حل سياسى مستقبلى، وفى حال رفض إسرائيل لهذه المبادرة، سيكون اللجوء إلى مجلس الأمن خياراً لا بديل عنه، خاصة أن إسرائيل تسعى لإطالة أمد الحرب بهدف إضعاف النظام السياسى الفلسطينى، لكن الوحدة الوطنية الفلسطينية تشكل عائقاً أمام المخططات الإسرائيلية التى تعتمد على القوة العسكرية لفرض رؤيتها السياسية.
هل هناك تخوفات من تصفية القضية خلال الفترة المقبلة فى ظل الانقسامات الداخلية؟
- الشعب الفلسطينى متمسك بوحدته الوطنية، وسيبذل كل الجهود للحفاظ على الموقف الفلسطينى الموحد، وسيواجه بقوة تهديد الاحتلال بضرب غزة من جديد رغم تفعيل الهدنة، وأؤكد أن إسرائيل لم تُظهر أى استعداد لحل سياسى خلال المفاوضات غير المباشرة، مما يزيد من تعقيد الوضع، ويجعل إصدار قرار دولى يفرض وقف محاولات تهجير الفلسطينيين من غزة ضرورة ملحة.