خبير عسكري: أمريكا تربحت من «أحداث سبتمبر» بتدمير المنطقة العربية

12:22 م | الجمعة 11 سبتمبر 2015

قال عضو مجلس الدفاع الوطنى الأسبق وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية عبدالحليم المحجوب، إن «الولايات المتحدة ربحت الكثير من أحداث 11 سبتمبر بعد مرور 14 عاماً على الذكرى الخاصة بها، واستغلت الحدث ووظفته حسب مصلحتها، مؤكداً أن «غزو العراق أسفر عن ظهور داعش الذى يريد تدمير المحيط العربى والعالم أجمع»، حيث اعتبر فى حوار لـ«الوطن»، أن غزو العراق كان خطأ تاريخياً لم ينكره أحد وأسفر عن خراب المنطقة العربية فى الوقت الحالى.

■ بعد 14 عاماً من هجمات 11 سبتمبر، التى خاضت بسببها «واشنطن» حروباً ضد الإرهاب فى عدة بلدان.. كيف ترى الوضع الأمريكى فى المنطقة والعالم؟

- الولايات المتحدة تعتمد على عملية توظيف الحدث حسب مصالحها ورؤيتها، وذلك من أجل الهيمنة على العالم، حيث ظنت الولايات المتحدة أنها الإمبراطورية الوحيدة فى العالم فى أعقاب أحداث 11 سبتمبر، وكل ما جرى من حروب وتدخلات بعد حادث برجى التجارة فى عام 2001، كان بغرض توظيف الحدث لمزيد من السيطرة على العالم وغزو العراق وغيره من الدولة لمواجهة أى قوة عظمى أخرى، ولكن فى الوقت الحالى لم تصبح الولايات المتحدة الإمبراطورية الوحيدة فى العالم والمنطقة، وأصبح هناك أطراف فاعلون آخرون ينافسون الولايات المتحدة، ولم تحقق ما تمنته، خاصة بعد أحداث الربيع العربى التى جرت فى المنطقة.

■ بعد محاربة الولايات المتحدة للإرهاب وغزو العراق.. هل تعيد الولايات المتحدة هذا السيناريو مع محاربة إرهاب «داعش» مجدداً؟

- الولايات المتحدة لم تتغير، وكل حدث يوظفونه لصالحهم والأمور خرجت عن نطاق السيطرة مثلما حدث فى سوريا وليبيا، ولم نر أى تدهور أو تغيير، والتغيير الحقيقى ما يحدثه العرب هو فى أيادٍ عربية، من خلال محاولة تشكيل تحالفات لمواجهة ما تريده الولايات المتحدة بالعمل على محاربة الإرهاب، ولكنها فى الوقت نفسه توظف الأمر لمصلحتها الشخصية، والولايات المتحدة هى المتسبب فى ظهور ما يسمى بـ«داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية من خلال تفتيت العراق، والسيناريو المتوقع أن الولايات المتحدة تريد المنطقة مليئة بالخراب والدمار دون أن تحقق أى تقدم، وفى الوقت نفسه تظل الولايات المتحدة المسيطرة والمهيمنة على العالم أجمع.

{long_qoute_1}

■ فى رأيك هل الولايات المتحدة ربحت أم خسرت بعد 14 عاماً من ذكرى 11 سبتمبر؟

- الولايات المتحدة الأمريكية ربحت الكثير منذ هذه الأحداث، وبناء على وقائع 11 سبتمبر توغلت فى المنطقة بهدف محاربة الإرهاب، وبعد نشر الدمار والخراب ظهرت بفكرة نشر الديمقراطية فى العالم وفى كل قارة بشكلها المختلف، وفى نفس الوقت وسعت التحالفات الخاصة بها وكل ذلك فى إطار غطاء شكلى، والمنهج الخاص الذى يعتمد عليه الرئيس الأمريكى باراك أوباما الآن هو أن «أترك الحرب لغيرى، وإذا كان وسائط دبلوماسية أنفذها دون أن أخوض الحرب بنفسى وأؤثر على مسار الدولة الخاصة بى».

■ ما تقييمك للغزو الأمريكى للعراق وأفغانستان بعد مرور 14 عاماً على الصعيد السياسى والاقتصادى وما نتج عنه؟

- لا ينكر أحد أن التعامل مع أحداث 11 سبتمبر، وخصوصاً غزو العراق، كان خطأ تاريخياً هائلاً، وهذا الغزو عمل على تفتيت العراق والمصدر الأساسى لانتشار الإرهاب فى المحيط العربى والعالم أيضاً، ورد الفعل الخاص بالرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش كان خاطئاً جداً، وكنا نتفهم حالة الغضب التى كانت موجودة وقتها، ولكن على الصعيد السياسى هناك دول سقطت ودول قامت وتدمر اقتصاد دول كثيرة، خاصة العراق التى كانت من أغنياء العرب لما تحتوى عليه من النفط، ولكن الحرب فى العراق أدت أيضاً إلى سيطرة الإرهابيين على منافذ النفط المتبقية من التى استحوذت عليه الولايات المتحدة الأمريكية خلال غزوها للعراق فى 8 سنوات قبل بدء الانسحاب.