«الوطن» فى قرية وزير الزراعة: حزن وصدمة بين الأهل والجيران

كتب: أحمد العميد

«الوطن» فى قرية وزير الزراعة: حزن وصدمة بين الأهل والجيران

«الوطن» فى قرية وزير الزراعة: حزن وصدمة بين الأهل والجيران

حالة من الحزن والصدمة سيطرت على جيران وزير الزراعة المقال صلاح الدين هلال بقرية العمار التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية، بعد أن ألقى القبض عليه ظهر أمس الأول بميدان التحرير، للتحقيق معه فى الرقابة الإدارية بتهمة تلقى رشاوى وعمولات فى القضية التى عُرفت بـ«فساد وزارة الزراعة».

{long_qoute_1}

القرية التى تشتهر بزراعة المشمش تصل مساحتها إلى 350 فداناً، ويعيش فيها ما يقرب من 12 ألف نسمة، يقع منزل الوزير المقال وسط فدانين من الأراضى الزراعية، فيما تستقر مزرعة الدواجن التى يمتلكها على مقربة من المنزل. أغلق المنزل أبوابه فيما رابط عنده خفيران نظاميان وأمين شرطة من مركز طوخ، كُلفوا جميعهم بحماية المنزل ومنع دخول أى شخص فيه، وعلى بُعد أمتار قليلة من المنزل وقف رأفت محمد هلال، 46 عاماً، ابن عم الدكتور صلاح هلال، بعينين حزينتين، يتابع المارة من أمام منزله العريض ذى الطوابق الخمسة، يقول إن رضا محمد هلال، 52 عاماً، شقيق الوزير الأكبر، يجلس داخل المنزل، رافضاً الخروج حتى لا يسأله أحد عن كواليس القبض على الوزير، خاصة أنه لا يعرف شيئاً عن ظروف القبض على الوزير، ولم يتلقَ اتصالاً من أحد أفراد أسرة الوزير، موضحاً أن أولاد الوزير موجودون بالقاهرة عدا زوجته الموظفة بإدارة الكهرباء فى بنها، بينما أبناؤه أكبرهم «محمد» متزوج ويقيم فى القاهرة، و«هلال» الذى يصغره، مهندس فى القوات المسلحة، وبنتان، إحداهما طبيبة صيدلانية، والأخرى فى المرحلة الجامعية ويعيشون فى القاهرة أيضاً.

«لما رحنا له بعد تعيينه وزير طلبنا منه صرف صحى ورصف طرق القرية وخدمات تانية، لكنه رد علينا وقال لنا مش دلوقتى، وخلوها بعدين لحد أما البلد تتحسّن»، يتحدث ناصر داود، 42 عاماً، أحد جيران الوزير، يُبدى الرجل الذى يعمل فى إحدى شركات البترول دهشته من القبض على الوزير، يصدمه الخبر الذى تلقاه وهو فى مقر عمله بمدينة الغردقة، ليعود إلى قريته على الفور، بعد أن تأكد من صحة الخبر.

يقول «داود» إن وزير الزراعة المقال ينتمى إلى أكبر العائلات وأغناها، ولم يسبق له أن تورّط فى أى شىء مشين طوال فترة عمله بوزارة الزراعة، وهو ما جعل رئيس الوزراء يختاره وزيراً للزراعة، لافتاً إلى أن أهالى القرية حينما علموا منذ أربعة أشهر بتوليه وزارة الزراعة امتلأت القرية بالزغاريد وإطلاق النار، ابتهاجاً بالخبر السار، لكونه شخصية محبوبة ويريد الخير للجميع، وهو ما تحول قليلاً بعد توليه المنصب، خاصة عندما رفض طلب بعض الأهالى للارتقاء بقريتهم وتركيب الصرف الصحى ورصف شوارع القرية، معللاً رفضه بميزانية الدولة التى لن تتحمل إرهاقها ببنود إضافية.

«الوزير قال لنا إنه مش هيقدر يقدم خدمات لقريته بس من غير ما يعمل نفس الشىء للقرى التانية، لأن الخدمات لازم تتوزّع بالعدل على باقى القرى، ومش على قريته لوحدها»، يقول «داود»، متخذاً من موقف الوزير دليلاً على نزاهته، يواصل: «مش هو لو كان وحش كان ظبّط قريته، وكله من ميزانية الدولة، إنما ده رفض تقديم خدمات لقريته، وقال إنه منتظر مصر تقوم على رجليها»، متابعاً: «لو كان مظلوم ربنا ينجيه، ولو كان أخطأ فلازم يتحاسب».

ويقول رأفت هلال، ابن عم الوزير، إن «صلاح» تحدّث معه منذ فترة، وروى له حديثاً مشتركاً بينه وبين مجموعة وزراء قال لهم خلاله «كرسى الوزارة يشبه كرسى الحلاق، محدش بيقعد عليه كتير، وكل وزير بياخد دوره ويمشى»، مشيراً إلى أنه كان يعمل طوال يومه، وساعات نومه قليلة، وأنه كان يحضر إلى منزله فى الثانية فجراً، ويخرج فى السادسة صباحاً، وأحياناً كان يضطر إلى المبيت فى القاهرة، كى لا يُجهد حراسه، متابعاً: «الحكومة خسرت صلاح هلال، ولو طلع براءة كلنا هنرفض إنه يرجع وزير لأنهم ما يستاهلوش». ويقول حمدى عبدالغنى، 59 عاماً، سائق، إن لديه 4 أولاد أحدهم يعمل فى وزارة الأوقاف، والآخرون يعملون سائقو أجرة مثله، وبعد تولى «صلاح هلال» منصب وزير الزراعة، ذهب إليه ليطلب منه تعيين نجليه فى الوظائف الحكومية إلا أن الوزير رفض وأخبره أن الوضع لا يسمح الآن، مشيراً إلى أنه لم يغضب من رفض الوزير وتفهّم الأمر.


مواضيع متعلقة