الاتحاد الأوروبي: جزر اليونان امتلأت باللاجئين..والأزمة قد تستمر سنوات

كتب: أ.ف.ب

الاتحاد الأوروبي: جزر اليونان امتلأت باللاجئين..والأزمة قد تستمر سنوات

الاتحاد الأوروبي: جزر اليونان امتلأت باللاجئين..والأزمة قد تستمر سنوات

اكتظت الجزر اليونانية، اليوم، بعشرات آلاف اللاجئين، فيما حذر رئيس الاتحاد الأوروبي من استمرار أزمة الهجرة سنوات، وناشدت الأمم المتحدة العالم العثور على حل شامل.

وأعلنت ألمانيا، التي تحمل العبء الأكبر من الدفق البشري إلى أوروبا، أنها قادرة على استقبال نصف مليون لاجئ سنويا على عدة سنوات، مشددة على ضرورة قبول سائر الدول الأوروبية بحصة منصفة.

كما أعلن وزير الهجرة اليوناني يانيس موزالاس، أن جزيرة ليسبوس "على وشك الانفجار"، وفتحت السلطات مركزا جديدا لتسجيل 30 ألف مهاجرا غير شرعي، أعلنت الأمم المتحدة أنهم عالقون فيها ومواقع أخرى في بحر إيجة، وأعلنت أثينا تقديم مساعدات إضافية لمناطق متأزمة أخرى.

من جانبها، أعلنت وكالة استقبال المهاجرين اليونانية، أنها طلبت من الاتحاد الأوروبي مساعدات طبية طارئة ومعدات أسرة، ومبلغ يفوق 9.5 ملايين يورو (10.6 ملايين دولار)، لدعم أجهزة الاستقبال في ليسبوس وساموس وكوس، وإرسال وحدة عمل إلى كيوس.

وأفاد رئيس بلدية ليسبوس سبيروس جالينوس، أن الضغوط خفت بعد وصول 140 موظفا إضافيا من أثينا للتعامل مع تسجيل المهاجرين واللاجئين، وصرح لـ"فرانس برس": "تم تسجيل نحو 7 آلاف أمس، ونتوقع عددا موازيا على الأقل اليوم".

وحاول عشرات من حرس السواحل وشرطة مكافحة الشغب، الذين يحملون الهراوات، ضبط نحو 2500 لاجئ في الجزيرة مساء أول أمس، أثناء محاولتهم التقدم نحو سفينة استأجرتها الحكومة ومتجهة إلى أثينا.

وصرح حسام حمزات المهندس البالغ 27 عاما من دمشق: "الأيام الثلاثة الأخيرة كانت مريعة، لا غرف ولا فنادق ولا دور مياه ولا أسرة ولا شيء إطلاقا"، علما أنه حصل على أوراق مغادرته الثلاثاء بعد انتظار.

وفي ليسبوس قال علاء الدين، طالب الهندسة التي يأمل في الالتحاق بشقيقه في ألمانيا: "وصلت إلى هنا قبل 8 أو 9 أيام لا أذكر، وبعض الناس هنا منذ 14 أو 15 يوما، والحكومة لا تبالي".

وتؤكد مشاهد الفوضى الصعوبات التي تواجهها السلطات في أنحاء أوروبا في التعامل مع تدفق اللاجئين الذين يفرون من الحروب والبؤس في بلادهم، والكثير منهم من سوريا.

وحذر رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك، من أن "تدفق" اللاجئين إلى أوروبا سيكون طويل الأمد.

وصرح في كلمة في معهد بروجل للأبحاث في بروكسل: "موجة النزوح ليست حادثا منفردا، بل بداية حركة هجرة حقيقية، ما يعني أننا ملزمون بالتعامل مع هذه المشكلة طوال سنوات في المستقبل".

وأكد ممثل الأمم المتحدة الخاص للهجرة والتنمية بيتر ساذرلاند، من جنيف، أنه ينبغي الطلب من دول العالم أن تفعل ما عليها، مضيفا "ينبغي حصول رد أوروبي في إطار رد عالمي"، وحض على عقد مؤتمر دولي "يشهد تسليط الضوء على كل دولة".

وصرح نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، سيجمار غبريال، بأن بلاده "قادرة طبعا على التعامل مع نحو نصف مليون لاجئ على عدة أعوام"، وسبق وأعلنت ألمانيا أنها تتوقع استقبال 800 ألف طالب لجوء هذا العام.

وأضاف غبريال، أن برلين ستواصل قبول "حصة غير متناسقة" بين الدول الأعضاء في الاتحاد، لأننا بلد اقتصاده قوي، بلا شك، مضيفا، "غير مقبول للاتحاد الأوروبي مواصلة الاعتماد على عدد قليل من الدول، مثل النمسا والسويد وألمانيا، لذلك أنا واثق أن السياسات الأوروبية بحاجة إلى تغيير".

وكرر مستشار النمسا فيرنر فايمان، اليوم، الدعوة إلى قمة أوروبية، داعيا إلى استعادة روحية التعاون الطارئ التي برزت في أثناء أزمة 2008 المالية.

وصرح في فيينا: "في أزمة 2008، بذلنا كل ما يسعنا لتجنب انهيار المصارف والنظام المالي، علينا بذل الجهود نفسها اليوم من أجل الحفاظ على الحق في اللجوء"، وعكست هذه التصريحات انقساما كبيرا بين شرق الاتحاد وغربه حول طريقة التعامل مع الأزمة، مع تشدد الدول الشيوعية السابقة كالمجر، ومن المنتظر أن تقترح المفوضية الأوروبية ورئيسها جان كلود يونكر، الأربعاء الماضي، توزيع 120 ألف لاجئ على دول الاتحاد خلال العامين المقبلين لاستيعاب تدفق المهاجرين، وهذا الاقتراح سيضاف إلى عملية إعادة توزيع 40 ألف مهاجر، أعلن عنها في مايو.

وحصص التوزيع المقترحة تضع ألمانيا في المرتبة الأولى (26.2%) تليها فرنسا (20%) وإسبانيا (12.4%)، حسبما صرح مصدر لـ"فرانس برس".

وحذر الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند، من أنه في غياب سياسة معممة "سنقضي على فضاء شنجن" معربا عن الأمل في تنظيم مؤتمر دولي حول أزمة الهجرة.

وقالت فنزويلا، إنها ستقبل نحو 20 ألف شخص، وهو نفس العدد الذي وعدت بريطانيا بقبوله خلال السنوات الخمس المقبلة، فيما أعلنت رئيسة البرازيل ديلما روسيف، أن بلادها ترحب باللاجئين بـ"أذرع مفتوحة"، فيما قالت رئيسة تشيلي ميشيل باشليه، إنها "تعمل على استقبال عدد كبير من اللاجئين".

وأعلنت مقاطعة كيبيك الكندية، استعدادها لقبول 3650 لاجئا هذا العام، وأكدت شرطة النمسا، اليوم، أن 7 آلاف مهاجر عبروا فيينا في 24 ساعة متجهين إلى شمال أوروبا.

وعلى حدود أوروبية أخرى تواصل تدفق الفقراء واليائسين سواء عند الحدود البرية عبر البلقان أو على متن قوارب مكتظة تعبر المتوسط.

وقال خفر السواحل الليبي، إنه أنقذ أكثر من 120 مهاجرا كانوا على متن قارب مطاطي، ليضافوا إلى 366 ألف شخص، قالت الأمم المتحدة إنهم عبروا المتوسط هذا العام، نحو نصفهم من السوريين.

وفي تركيا اعتقلت السلطات شخصا خامسا يشتبه بتورطه بغرق قاربين الأسبوع الماضي، بينهما القارب الذي قضى فيه الطفل ألان الكردي، الذي أثارت صورته التعاطف في أنحاء العالم.


مواضيع متعلقة