بروفايل: الفخرانى.. مكافح الفساد متهماً

11:53 م | الاثنين 07 سبتمبر 2015

كان دائماً ما يتأبط حقيبته، المملوءة بمستندات طالما أشهرها فى وجه خصومه، ملوحاً بفسادهم، صار اليوم متهماً فى قضية رشوة، رغم تاريخه الطويل فى تقديم بلاغات ضد المفسدين، لكنه يقف اليوم فى موضعهم بين يدَى العدالة متهماً فى قضايا طالما أعلن تصديه لها.

حمدى الفخرانى، البرلمانى السابق رئيس جمعية مكافحة الفساد، اشتهر بتصديه لقضايا الخصخصة، ورفع قضايا ضد المسئولين عنها، وفى مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير، ترأس جمعية مكافحة الفساد، لاستعادة أراضى الدولة من الفاسدين، حسب وصفه الذى كان لا يفارق لسانه.

وبدأت قضية «الفخرانى» حينما تقدم كل من صموئيل ثابت «44 سنة»، رجل أعمال، وعلاء محمد حسنين «47 سنة»، رئيس مجلس إدارة شركة «أبر إيجيبت للرخام» عضو مجلس الشعب السابق، ببلاغ يتهمان فيه «الفخرانى» بطلب وساطة الشاكى وطلب مبلغ 5 ملايين جنيه، على سبيل الرشوة مقابل التنازل عن دعوى قضائية كان قد سبق أن قام بتحريكها ضد «صموئيل» لإعادة قطعة أرض مملوكة له قام بشرائها من شركة «النيل لحليج الأقطان» بمساحة 19285 متراً بالمنيا، وعدم ردها للدولة وعدم إثارة الرأى العام فى وسائل الإعلام.

وبعدها جرى التسجيل لـ«الفخرانى»، والقبض عليه متلبساً أثناء تسلمه مبلغ مليون جنيه كعربون من قيمة المبلغ المتفق عليه، وعقب ذلك تم اقتياده إلى مجمع التحرير، حيث مقر مباحث الأموال العامة وهو فى حالة انهيار عصبى، على حد وصف شهود العيان.

وخاض البرلمانى السابق معارك عديدة، كان على رأسها معركة أرض «مدينتى»، حيث كان صاحب الدعوى التى حكم فيها القضاء الإدارى ببطلان عقد تخصيص أرض المشروع لهشام طلعت مصطفى، بجانب إهدار أكثر من 300 مليار، بخلاف المعارك التى خاضها ضد «بالم هيلز» التى يمتلكها وزير إسكان «مبارك» أحد المغربى، لاسترداد شركة «طنطا للكتان».

كما شارك فى دعوى ضد بطلان عقد منجم السكرى، بخلاف دعوى بطلان عقد بيع محال «عمر أفندى»، لأحد المستثمرين السعوديين، كما هاجم عدداً من شباب الثورة عقب «25 يناير»، على رأسهم أحمد ماهر مؤسس حركة «6 أبريل»، الذى اتهمه بتلقى تمويلات أجنبية.

«الفخرانى» الذى كان ينوى الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة، ليستمر فى محاولة أداء دوره فى محاربة الفساد، اشتهر بظهوره الدائم فى البرامج التليفزيونية، وفى واحدة من الحلقات تحدث بصوته الجهورى، الذى يميزه: «إحنا بنواجه الفساد، ومش هنسيب الدولة للفاسدين والمفسدين».

وقضية «الفخرانى» واحدة من ضمن سلسلة القضايا، التى تكشف عنها الأجهزة الأمنية، كل فترة، ضمن مسلسل نهب الدولة باسم الدفاع عنها من «اللصوص»، الذى يتخذه المفسدون ستاراً لتنفيذ جرائمهم، وتحقيق ثروات طائلة على حساب بلد مكلوم، ما زال يعانى أبناؤه الفقر، ومع استمرار التحقيقات معه ينطبق على «الفخرانى» مقولة «المتهم برىء حتى تثبت إدانته».