القوانين الرادعة لا تثني الشباب عن الهجرة.. "موتة عن موتة مش فارقة"

08:15 م | الأحد 06 سبتمبر 2015

مركب لا يحتوى على أدنى إجراءات الأمان لمن يقلهم، يجتهد قائد المركب في "شحن" أكبر عدد من المهاجرين دون النظر لإجراءات السلامة، وفي وقت لا يتوقعه الركاب، تغرق المركب بالبحر ليلقى كل من فيه مصرعهم، وسط صراع شباب في مقتبل العمر بين التمسك بقطعة خشب تنجيهم من هول ما يحدث وبين الموت الذي أصبح مصيرهم الحتمي، تُمحى آثار المركب وآثارهم أيضًا.

ورغم تشديد القوانين التي يعاقب بها المهاجرون غير الشرعيين ممن يتم القبض عليهم، إلا أن القوانين لم تستطع أن تقف حائلا أمام شباب المهاجرين، فتقول هاجر"20" عامًا، إنه حتى إذا شُددت القوانين التي تفرض على المهاجرين غير الشرعيين، فهي تريد الهجرة إلى خارج مصر لتحسين أوضاعها ماليا ووضعها الاجتماعي.

وعن أسباب نيتها الهجرة للخارج، تذكر هاجر لـ"الوطن" أنها تريد أن تعيش بحريتها دون تقليل من شانها لأنها امرأة، كما أنها تريد أن تعمل براتب مجز تستطيع أن تعيش حياة كريمة به، كما أنها تريد وسائل مواصلات أفضل قائلة "موتة عن موتة مش هتفرق".

أما الدكتور سعيد اللاوندي يرى أن القوانين المشددة التي يمكن أن تفرض لتضييق الخناق على المهاجرين غير الشرعيين يمكن أن تعالج الأمر بشكل جزئي، لكن تبقى المشكلة قائمة، وهي رغبة العديد من الشباب في ترك بلدهم والذهاب إلى أوروبا، حتى لو واجهوا الموت غرقًا.

وينبه اللاوندي إلى أن البحث عن جذور المشكلة عادة ما يكون أفضل من علاج الظاهر منها، فينبغي أن تأخذ الدول موقفا جادا وتتكاتف لمواجهة هذا الخطر، كما من المفترض أن تقوم الدول المستقبلة للاجئين بفرض إجراءات كثيرة على المهاجرين، وتقوم الدول المصدرة للاجئين بعمل مشروعات صغيرة ومتوسطة الصغر للشبابن للعدول عن رغبتهم في الخارج.