روسيا.. عملاق الصناعات النووية فى الشرق الأوسط..وعمر مفاعلاتها 60 عاما

01:33 ص | الأحد 06 سبتمبر 2015

تنافس روسيا من خلال عرض فنى، وصفه البعض بـ«الأنسب» للحصول على عقد إنشاء محطات الضبعة النووية خلال الأيام المقبلة، وذلك بتقديم عرض ضمن أربع دول أخرى لوزارة الكهرباء لحقته بعددٍ من الزيارات لموقع الضبعة بمحافظة مرسى مطروح للمعاينة على أرض الواقع.

{long_qoute_1}

وتمتلك روسيا سجلاً حافلاً من التعاون مع مصر فى مجال الطاقة النووية، أحدثها توقيع بروتوكول تعاون نووى مشترك مع روسيا لتحديث وتطوير المفاعل النووى البحثى المصرى الأول، الذى أنشأته روسيا فى الستينات، وتوريد الوقود لتشغيل المفاعل البحثى الثانى، قدرة 20 ميجاوات، وتطوير محطة توليد الكهرباء المائية بالسد العالى، التى أنشأتها روسيا.

وتشارك شركة «روساتوم» الروسية للطاقة النووية فى بناء عدد من المحطات فى منطقة الشرق الأوسط على رأسها إيران بالاتفاق على بناء مفاعلات نووية تزودها روسيا بالوقود النووى وتسترده بعد استنفاده لإعادة معالجته، وتطبق «روساتوم» آلية مشابهة، صممت لمنع استخدام إيران الوقود النووى فى تصنيع قنبلة نووية، بالفعل فى مفاعل بوشهر النووى، والذى تم بناؤه بمساعدة روسية.

وأعلنت «روساتوم» خلال الأشهر الماضية اعتزامها بناء محطة «أكويو» الذرية فى تركيا، كما وقعت حكومتا روسيا والجزائر اتفاقية بشأن التعاون فى مجال استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية.

وفى تقرير أخير لمجلة علماء الذرة الأمريكية أوضح أن روسيا تمتلك أكبر ترسانة نووية فى الوقت الراهن، وتبلغ 8500 رأس نووى. وتستأثر موسكو وواشنطن بنحو 90% من مخزون الأسلحة النووية فى العالم.

وبصفتها الوريث الوحيد تقريباً لمخزونات الأسلحة السوفيتية بعد انهيار الاتحاد فى 1991، تمتلك روسيا 4500 رأس نووى استراتيجى واحتياطى ما زالت فى المخازن.

وقال مراقبون إن روسيا أول دولة على مستوى العالم تنشئ محطات روسية بتشغيل مفاعل BR-1، وهو نموذج أولى prototype لأول مفاعل فى العالم نيوترونى سريع (مفاعل مولد سريع) عام 1955، ما جعل الدب الروسى الأبرز فى التنافس العالمى فى إنشاء المحطات النووية لسابقة خبرته.

يتميز العرض الروسى لمصر، بحسب المراقبين لملف الصناعات النووية، بأنه يقلل التوتر الحاصل بشأن التكلفة المالية لإنشاء المحطات النووية، خاصة أن تكنولوجيا الماء المضغوط، التى تأمل مصر فى تنفيذها بمحطاتها النووية تصل تكلفتها إلى 5 مليارات دولار، إلا أن العرض الروسى يؤمن تمويل إنشاء المحطات بنسبة تصل إلى 85%، على أن تسترد هذه القيمة من عائد بيع الطاقة المنتجة من المفاعلات النووية المصرية.

تتميز المفاعلات النووية الروسية بأن الوعاء الحيوى لمفاعل الضبعة المزمع سيقام بطبقتين من الخرسانة، إلى حد أنه لا يتضرر حتى فى حال سقوط طائرة بوينج فوقه. كما يتميز بإمكانية تغيير ثلث الوقود النووى كل عامين بدلاً من عام واحد، ويصل عمره الافتراضى إلى ٦٠ سنة، بدلاً من ٤٠ عاماً.