مصر وإندونيسيا تتفقان على مكافحة الإرهاب

09:19 م | الجمعة 04 سبتمبر 2015

وصل الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، إلى إندونيسيا فى آخر محطات جولته الآسيوية التى بدأها بسنغافورة ثم الصين، وتُعد زيارة الرئيس إلى العاصمة جاكرتا، التى تُختتم اليوم، أول زيارة لرئيس مصرى إلى إندونيسيا منذ عام 1983، وعقد لقاء قمة مع نظيره الإندونيسى جوكو ويدودو، بمقر قصر «ميرديكا» الرئاسى بجاكرتا، تم خلاله بحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين، ومناقشة العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ووجّه السيسى، خلال اللقاء، الدعوة إلى الرئيس الإندونيسى لزيارة مصر، التى رحب بها الرئيس ويدودو، وثمّن السيسى مواقف إندونيسيا الداعمة والمتوازنة لمصر خلال ثورة 30 يونيو، موجهاً الشكر لإندونيسيا لمشاركتها فى حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، واتفق الرئيسان على دعم التنسيق والتعاون لمكافحة الإرهاب والتطرف ونشر فكر الدين الإسلامى السمح، وأكد السيسى أن «مصر آمنة ومستقرة ونحن حريصون على حماية الإندونيسيين وكافة الرعايا الأجانب المقيمين على الأراضى المصرية».

ووجّه السيسى فى كلمته خلال المؤتمر الصحفى المشترك، باسمه وباسم الشعب المصرى، التحية للشعب الإندونيسى، الذى وصفه بالشعب العظيم، وأعرب عن تقديره البالغ للرئيس والحكومة الإندونيسية لحفاوة استقباله فى الزيارة التى وصفها بالمهمة، وتعبّر عن عمق العلاقات التاريخية التى تعتز بها مصر كثيراً.

{long_qoute_1}

وقال الرئيس: ناقشنا تعزيز التعاون فى المجالات السياسية والاقتصادية، وعكست المباحثات استمرار تطابق مواقف البلدين تجاه مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما فى الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، وقال إنه تم تبادل أفكار التعاون البنّاء، وكيفية التنسيق بين الدولتين فى المحافل الدولية لمواجهة القضايا المختلفة، وعلى رأسها مكافحة خطر الإرهاب والتطرف، فضلاً عن التعامل مع التحديات التى تواجهها شعوبنا.

وأضاف «السيسى» أنه تم الاتفاق على تعزيز فرص التبادل التجارى والاستثمارى والثقافى، والاستفادة من تاريخ العلاقات التاريخية التى تجمع بين الشعبين. وطمأن الرئيس نظيره الإندونيسى على سلامة الطلبة والعاملين الإندونيسيين فى مصر، وأكد له وللشعب الإندونيسى أن مصر آمنة ومستقرة وأنها تحترم كل من هو على أراضيها، ودعا إلى فتح آفاق جديدة من التعاون فى مختلف المجالات، خاصة السياسية والاقتصادية والتجارية، مؤكداً تطلعه لزيارة الرئيس الإندونيسى القاهرة قريباً.

وكان الرئيس الإندونيسى جوكو ويدودو قد حيا فى بداية كلمته الرئيس السيسى والوفد المرافق له، وقال: «إنه لشرف عظيم أن نستضيف زيارة الرئيس المصرى»، مؤكداً أن مصر وإندونيسيا لديهما علاقات وثيقة منذ فترة، وأن مصر تُعد واحدة من أوائل الدول التى اعترفت باستقلال إندونيسيا.

وأشار إلى أنه اتفق مع الرئيس السيسى على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتبادل التجارى والاستثمارات بين البلدين، لا سيما بعد التطور الكبير فى الاستثمارات الإندونيسية بالخارج، وقال إنه طلب من الحكومة المصرية توفير الحماية والتسهيلات للمستثمرين الإندونيسيين.

وأضاف أنه تبادل الأفكار مع الرئيس السيسى للترويج للديمقراطية والإسلام السلمى الذى وصفه بأنه جاء رحمة للعالمين، وقال إن المناقشات تطرقت للحديث عن الراديكالية والتطرف والإرهاب.

وأشار إلى أن الحكومة الإندونيسية طالبت بحماية الطلبة الإندونيسيين بمصر البالغ عددهم نحو 3 آلاف طالب، وكذلك حماية العاملين الإندونيسيين البالغ عددهم 1200 عامل، وقال إن الرئيس السيسى وافق على ذلك.

وشهد الرئيسان مراسم التوقيع على مذكرتى تفاهم بين مصر وإندونيسيا بشأن إعفاء حاملى الجوازات الدبلوماسية والمهمة والخاصة من تأشيرة الدخول بالنسبة للبلدين، وحول التعاون فى مجال تدريب الدبلوماسيين، من خلال معهدى الدراسات الدبلوماسية بالبلدين، وقّع عليهما وزير الخارجية المصرى سامح شكرى، ووزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنول مارسودى.

وقالت وزيرة خارجية إندونيسيا: «إننا مستعدون لتوريد الفحم إلى مصر»، وأضافت أن قضية حماية الإندونيسيين فى الخارج أمر طبيعى لأن هناك عدداً كبيراً من الطلبة فى الخارج لذلك يحرص الرئيس خلال لقاءاته على الاطمئنان على رعايانا.

ومن المنتظر أن يزور الرئيس مقر الأمانة العامة للتجمع الاقتصادى لدول جنوب شرق آسيا «الآسيان»، حيث سيلتقى بسكرتير عام التجمع لبحث سبل تعزيز التعاون والتنسيق بين مصر ودول الآسيان.

وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى إندونيسيا تُعد الأولى لرئيس مصرى منذ فترة طويلة جداً تصل لأكثر من 3 عقود.

وأضاف «يوسف»، فى تصريحات للوفد الإعلامى فى بكين، قبيل مغادرة الرئيس إلى إندونيسيا، أن «القاهرة وجاكرتا تربطهما علاقات تاريخية، وكانت مصر من أوائل الدول التى اعترفت باستقلال إندونيسيا، وشهدت العلاقات بين البلدين مواقف متميزة وعلاقات قوية على مدى سنوات طويلة، وهناك اتفاق فى الرؤى بين الجانبين فى العديد من القضايا».

وأوضح أن الجولة الآسيوية للرئيس السيسى تعكس توجه مصر نحو الانفتاح على كل المناطق الجغرافية وتأكيد سياسة مصر نحو مد يديها للجميع والعمل على التعاون مع كل الدول وعدم التركيز على مجموعات بعينها.

وقالت وزارة الصناعة والتجارة إن الرئيس عبدالفتاح السيسى سيوقع نحو 15 اتفاقية اقتصادية ومذكرة تفاهم مع الجانب الإندونيسى خلال الزيارة. وأكد على الليثى، رئيس جهاز التمثيل التجارى فى بيان أمس، أن هناك العديد من مجالات التعاون المقترحة بين البلدين سيتم مناقشتها وطرحها على هامش زيارة الرئيس وتشمل مجالات الصناعة والتجارة والنسيج والبتروكيماويات ومكونات السيارات والقطارات والشاحنات، مشيراً إلى أنه سيتم مناقشة مقترح بعقد اجتماع اللجنة التجارية المشتركة بين البلدين خلال الربع الأخير من هذا العام والنظر فى كافة الموضوعات التجارية والاقتصادية والاستثمارية وتوقيع مذكرة تفاهم بين وزارتى البيئة فى البلدين والاستفادة من الخبرة الإندونيسية فى هذا المجال وتوقيع مذكرة تفاهم بين الغرفة الإندونيسية للتجارة والصناعة واتحاد الصناعات المصرية وبحث سبل تنمية العلاقات بين تجمعات الأعمال فى البلدين وإمكانية تفعيل دور مجلس الأعمال المصرى الإندونيسى كأداة لتنمية العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين من خلال عقد اجتماعات دورية وطرح فرص للاستثمار المشترك.