بالصور| ضحايا من الأطفال السوريين خطف منهم "إيلان" الأنظار

06:02 م | الجمعة 04 سبتمبر 2015

أصوات الأمواج التي اختلطت بأصوات صرخات تسكتها الماء المالح، نظرات الرعب واليأس التي ارتسمت على وجوههم منذ أن اختلت بهم المركب في وسط البحر، لم يكن يعلم "الأب" الذي وجد أمان أطفاله في قارب ينجو بهم عن جحيم أرض "الوطن"، إلى حياة مستقرة لأبنائه في بلد أوروبي، ليتحول الحلم الصغير البائس إلى كابوس مفجع وهو يشاهد جسد صغيره يتحول للأزرق وأنفاسه تفارقه، عاجزًا عن إنقاذه بينما يصارع الموت هو الآخر.

"إيلان"، ذو الثلاث سنوات، بقميصه الأحمر جرفته مياه المتوسط ليستقر جسده الصغير على رمال شاطئ بودروم في تركيا، ومعه شقيقه "غالب" ووالدتهما، التي هزت صورته العالم، وتمنى والده الذي تبقى وحيدًا من أسرته، أن يكون عبرة لمعاناة السوريين.

لم يكن "إيلان" الأول الذي يغرق في مياه البحر، فقبل يومين، لقى أثنا عشر مهاجرًا سوريًا حتفهم بعد غرق قاربين كانا يقلانهم من منطقة بودروم التركية إلى جزيرة كوس اليونانية، ومن بينهم ثلاثة أطفال وامرأة.

في الـ28 من أغسطس الماضي، غرق أكثر من 200 شخص على أحد سواحل ليبيا أغلبهم من السوريين ومعظمهم من الأطفال، وأثارت صور لثلاث أطفال غرقى غضب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حول ما يتعرض له أطفال لاجئي سوريا، إلا أن هذه الصور لم تلق ما لاقته صورة الطفل إيلان الكردي، رغم بشاعة حال الأطفال الذي تحول جسدهم الضعيف إلى الأزرق.

وكذلك، ابتلع البحر المتوسط جثة طفلة اضطر والداها لإلقاء جثمانها في البحر تحت تهديد قائد المركب بعدما فارقت الحياة في يوليو الماضي، ودخلت في غيبوبة بسبب مرضها بالسكري، حسب ما ذكرته صحف إيطالية.

ورغم كل تلك الحوادث، لكن يظل صراع السوريين من أجل البقاء أمام الحرب وأمواج الموت، فأكثر من 300 ألف مهاجر سوري عبروا البحر المتوسط منذ بداية يناير الماضي، غرق منهم أكثر من 2500 أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا، وفقًا للمفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة.