خطف وقتل وجزية وعقد ذمة.. المسيحيون في قبضة "داعش"

خطف وقتل وجزية وعقد ذمة.. المسيحيون في قبضة "داعش"
- داعش
- عقد ذمة
- تنظيم الدولة الإسلامية
- داعش
- عقد ذمة
- تنظيم الدولة الإسلامية
- داعش
- عقد ذمة
- تنظيم الدولة الإسلامية
- داعش
- عقد ذمة
- تنظيم الدولة الإسلامية
لم يتوقعوا يوما أن يكون إيمانهم وعباداتهم الذي طالما افتخروا به علانية هو سبب هلاكهم، ولم يتخيلوا ذلك الوقت الذي يحتم عليهم إخفاء هويتهم الدينية أو الاضطرار لإنكاره، خوفا من عذابات لم يسمعوا عنها سوى في عصور قديمة ولت ومضت، لتكون الحياة مقابل الدين وإلا كان الموت هو الخيار المجبر لمسيحيي سوريا والعراق وغيرها من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" الإرهابي.
منذ سطوة "داعش" على الكثير من مدن سوريا والعراق، وكان المسيحيون جزءا لا يتجزأ من أهداف هذا التنظيم، الذي يجد في ذلك نصرة لدينهم وفقا لمعتقداتهم، فكانت الخيارات محدودة أمامهم، إما إشهار إسلامهم والنجاة بحياتهم، أو ينال حد السيف من رؤوسهم وهم فخورون بقتلهم فداء دينهم، أو الخيار الأمثل لكثير من المسيحيين وهو الهرب، والبحث عن موطن جديد يحتضنهم بعيدا عن الإرهاب.
بين الخطف والذبح والقتل والتفجير، يعيش المسيحيون حياتهم في مهب ريح تنظيم يستحل دمائهم بدماء باردة، إذ اختطف التنظيم عشرات المسيحيين دون كلل أو ملل، 90 مسيحيا بقرية آشوريتين في الحسكة بسوريا، و60 مسيحيا بمدينة القريتين بحمص، فضلا عن خطف المسيحيين في ليبيا دون المسلمين، وذبحهم كما حدث مع الـ21 قبطيا المصريين الذين اختطفهم التنظيم في فبراير الماضي، والذي دفع مصر إلى ضرب معاقل التنظيم بضربات جوية ردا على ذبحهم.
لم يكتف التنظيم بخطف المسيحيين فقط، بل كانت المرحلة التالية هو قتلهم أو ذبحهم، دون مراعاة لكونهم كبار سن أو أطفال أو نساء، ففي ديسمبر الماضي قطع التنظيم رؤوس 4 أطفال مسيحيين عراقيين رفضوا الدخول في الإسلام، كما ذبح التنظيم 28 إثيوبيا رفضوا اعتناق الدين الإسلامي أيضا، لتسيل دمائهم بشاطئ البرح الذي ذبح فيه الـ21 مصريا من قبلهم.
وإلى جانب قتل وخطف المسيحيين في أماكن سيطرة التنظيم، تعرضت الكنائس والأديرة إلى هجمات متكررة من قبل قوات التنظيم، وكان أشهرها تفجير الكنيسة القبطية في مصراتة ديسمبر 2012، كما فجر التنظيم كنيسة آشورية خلال عيد الفصح أبريل الماضي، ومن قبله كنيسة "مار كوركيس" في الموصل، ثم كنيسة أم المعونة في الموصل، ولم يسلم دير "الشهيدين" الأثري بالموصل من إرهاب التنظيم، إذ فجر التنظيم بناية في باحة الدير، كما هدموا دير مار إليان الأثري في حمص.
وبعدما راح عشرات المئات من المسيحيين ضحية إرهاب تنظيم "داعش"، أصدر التنظيم، أمس، عقد ذمة للمسيحيين في مدينة القريتين بريف حمص، والذي سيطر عليها التنظيم أغسطس الماضي، وفرض عليهم العديد من الشروط منها ألا يحدثوا ديرا أو كنيسة، وألا يظهروا صليبا أو شيئا من كتبهم، ولا يظهروا عباداتهم أو أصوات نواقيسهم، وتوقير الإسلام والمسلمين، والالتزام بدفع الجزية، وعدم امتلاك السلاح وغيرها من الشروط التي أوردها التنظيم في عهد وقع عليه أبو بكر البغدادي، زعيم التنظيم.