«السيسى» لـ«بينج»: مصر حريصة على تنمية «الشراكة» مع الصين

كتب: رسالة بكين: هانى الوزيرى

«السيسى» لـ«بينج»: مصر حريصة على تنمية «الشراكة» مع الصين

«السيسى» لـ«بينج»: مصر حريصة على تنمية «الشراكة» مع الصين

شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، فى احتفالية الصين بالذكرى السبعين لعيد النصر الصينى فى الحرب العالمية الثانية، وهنّأ الرئيس نظيره الصينى بهذه المناسبة، متمنياً للصين وشعبها مزيداً من التقدم والازدهار، مؤكداً اهتمام مصر بتنمية علاقات الشراكة الاستراتيجية مع الصين. واستقبل «السيسى»، لدى وصوله إلى مقر الحفل، الرئيس الصينى شى جين بينج وحرمه، والتقى أثناء الاحتفالات بعدد من رؤساء الدول والحكومات الذين حضروا الاحتفال، حيث تم استعراض أهم جوانب العلاقات الثنائية مع دولهم.وألقى الرئيس الصينى كلمته فى الاحتفال، وقال إن الصين ستقلص من قواتها العسكرية 300 ألف جندى، مقدماً التحية والاحترام والتقدير للمحاربين والرفاق القدامى والشخصيات الوطنية والضباط العسكريين الذين شاركوا فى الحرب، ولجميع المواطنين الصينيين فى البلاد وخارجها الذين قدموا مساهمات بارزة فى انتصار الحرب العالمية الثانية.وأضاف «بينج» أن جيش التحرير الشعبى الصينى ملك لأبناء الشعب، ما يوجب على جميع الضباط والجنود ترسيخ المقصد الأساسى المتمثل فى خدمة الشعب بتفان، وإنجاز المهمة السامية المتمثلة فى الدفاع عن الأمن والوطن وسلامة الشعب وحياته بكل إخلاص، وإنجاز الرسالة السامية المتمثلة فى حفظ السلام العالمى بكل وفاء. وأقلّت سيارة سوداء مزودة بفتحة سقف الرئيس الصينى شى جين بينج على طول شارع تشانغان بقلب بكين خلال عزف نشيد جيش التحرير الشعبى.وقبل العرض التقط رؤساء وزعماء دول العالم صوراً تذكارية قبل انطلاق احتفالات الصين بالذكرى الـ70 على انتصارها فى الحرب العالمية الثانية بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى.وشكلت القوات المصرية مربعاً كاملاً خلال الاستعراض العسكرى، قوامه نحو 80 عسكرياً، وذلك مع 10 دول أخرى هى: «روسيا وروسيا البيضاء وكوبا وقازاقستان وقيرغيزستان وطاجيكستان والمكسيك ومنغوليا وباكستان وصربيا»، بينما كانت مشاركة الدول الـ6 الأخرى بقوات رمزية وأعداد أقل، وهذه الدول هى أفغانستان وكمبوديا وفيجى ولاوس وفانواتو وفنزويلا، وسيبلغ إجمالى عدد القوات الأجنبية المشاركة فى العرض ألف جندى.ورفعت القوات المصرية، خلال العرض، علم مصر فى المقدمة، وتلته الأعلام الأربعة للأسلحة الرئيسية للقوات المسلحة «القوات البرية- القوات البحرية- القوات الجوية- قوات الدفاع الجوى». وشاركت القوات المصرية برفقة قوات من 17 دولة تمثل قارات العالم.وعرض الجيش الصينى صواريخ استراتيجية عابرة للقارات من طراز «دونجفنج-5 بى» بين الأسلحة التى شاركت فى العرض العسكرى.واختُتم العرض العسكرى الصينى بإطلاق 70 ألف حمامة بيضاء و70 ألف بالون إلى سماء ميدان «تيان آن من» بوسط بكين. ولوّح الرئيس الصينى وغيره من القادة الصينيين وزعماء العالم لحوالى 40 ألف متفرج من منصة تيان آن من، عندما صدحت الأغنية الوطنية الصينية «قصيدة للوطن الأم». وسار حوالى 12 ألف جندى وقدامى المحاربين فى الحرب العالمية الثانية وما يقرب من ألف جندى أجنبى من 17 دولة أخرى فى موكب متسلسل.فى سياق متصل، التقى الرئيس السيسى بالرئيس السودانى «عمر البشير» فى اجتماع ثنائى تم خلاله تناول سبل دفع وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بما يحقق مصلحة الشعبين الشقيقين، فضلاً عن التأكيد على أهمية عقد اللجنة المشتركة بين البلدين ومتابعة كافة جوانب العلاقات الثنائية والوقوف على ما تم إحرازه من تقدم فى مختلف الملفات ذات الاهتمام المشترك.وقال السفير علاء يوسف، المتحدث باسم الرئاسة، إن اللقاء جاء فى إطار حرص الرئيس على التنسيق والتشاور المتبادل مع الرئيس السودانى. وأضاف، فى تصريحات للوفد الإعلامى فى بكين، أن الرئيسين استعرضا التطورات على الساحة الإقليمية فى الشرق الأوسط وأفريقيا، وبحثا سبل تعزيز العمل المشترك، والتحضير لعمل اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، وكذلك العمل على دفع العلاقات والارتقاء بها إلى آفاق أرحب. ويتوجه الرئيس اليوم إلى إندونيسيا فى ختام جولته الآسيوية التى تنتهى غداً، وتُعد زيارة السيسى إلى إندونسيا هى الأولى لرئيس مصرى منذ عام 1983، حيث سيعقد لقاء ثنائياً مع الرئيس الإندونيسى «جوكو ويدودو» فى لقاء ثنائى يليه اجتماع موسع بحضور وفدى البلدين، ومن المقرر أن تشهد الزيارة التوقيع على مذكرات تفاهم بين البلدين فى عدد من مجالات التعاون الثنائى، وسيقوم الرئيس بزيارة إلى مقر الأمانة العامة للتجمع الاقتصادى لدول جنوب شرق آسيا «الآسيان»، حيث سيلتقى بسكرتير عام التجمع لبحث سبل تعزيز التعاون والتنسيق بين مصر ودول الآسيان على الصعيد الاقتصادى، لا سيما فى ضوء الفرص الواعدة التى توفرها مصر فى إطار العديد من المشروعات التنموية والاستثمارية التى تدشنها فى المرحلتين الراهنة والمستقبلية.يُذكر أن مصر تُعد أول دولة تعترف باستقلال إندونيسيا، وكذلك أول دولة تبرم اتفاقية صداقة معها عام 1947، كما أن البلدين يُعدان من الدول المؤسسة لمنظمة عدم الانحياز، ويجمعهما تاريخ حافل من التنسيق فى المحافل الدولية.وتكتسب الزيارة أهمية خاصة، حيث تعكس رؤية الرئيس السيسى للانفتاح على العالم، والاستفادة من التجارب الناجحة لدول النمور الآسيوية بجنوب شرق آسيا، لا سيما فى مجال الصناعات الصغيرة والمتوسطة التى تشتهر بها إندونيسيا.وستكون الزيارة فرصة للترويج للاستثمارات الأجنبية بمشروع تنمية منطقة قناة السويس، حيث يتطلع الجانب الإندونيسى للعمل والاستثمار فى هذه المنطقة الاستراتيجية.وتتميز العلاقات الثنائية بين مصر وإندونيسيا بنوع من الاستقرار، يعكسه عمقها التاريخى والتعاون فى العديد من المجالات. وتتطابق وجهات نظر البلدين تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وتجمعهما عدة تجمعات دولية بجانب حركة عدم الانحياز، ومنها منظمة المؤتمر الإسلامى، ومجموعة الـ15، ومجموعة الدول النامية الثمانى. وزاد حجم التبادل التجارى بين مصر وإندونيسيا العام الحالى بمقدار 21%، بما يمثل 258 مليون دولار، وتقوم مصر بتصدير 15 سلعة إلى إندونيسيا، وهناك جهود مكثفة لزيادة حجم التبادل التجارى وتحسين الميزان لصالح مصر خلال الفترة المقبلة.


مواضيع متعلقة