طبيعة العلاقات المصرية الصينية بعد 25 يناير وموقفها من 30 يونيو

كتب: هاني الوزيري

طبيعة العلاقات المصرية الصينية بعد 25 يناير وموقفها من 30 يونيو

طبيعة العلاقات المصرية الصينية بعد 25 يناير وموقفها من 30 يونيو

انطلاقا من تقدير الصين لمكانة مصر وثقلها ودورها سواء في محيطها الإقليمي بالشرق الأوسط، أو في إطار منظمة التعاون الإسلامي أو في دائرتها الإفريقية أو على مستوى العالم الثالث، حرصت الصين على ترتيب زيارات لعدد من الوفود الرسمية إلى مصر بعد ثورة 25 يناير، تمثلت في زيارة نائب وزير الخارجية الصيني للقاهرة في مارس 2011، حيث التقى نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية.

كما زار وزير خارجية الصين مصر في مايو من العام نفسه، وعلى المستوى الاقتصادي زار نائب وزير التجارة الصيني مصر، على رأس وفد ضم 20 من رؤساء كبريات المؤسسات المالية والاقتصادية والتجارية الصينية، تبعه رفع الصين الحظر على سفر السياح من مواطنيها إلى عدد من المدن المصرية، هي الغردقة وشرم الشيخ والأقصر وأسوان.

وفي 15 نوفمبر 2011، تم افتتاح أول مكتب ثقافي مصري بالصين وهو أول مكتب ثقافي يفتتح بعد الثورة المصرية، وفي مارس 2012 وصل محمد كامل عمرو وزير الخارجية إلى بكين، في زيارة رسمية للصين هي الأولى لمسؤول مصري رفيع المستوى عقب ثورة 25 يناير، تلبية لدعوة من وزير الخارجية الصيني يانج جيه تشي، واجتمع خلالها مع نائب الرئيس الصيني شي جين بينج، الذي أكد على دعم بلاده الكامل لإرادة الشعب المصري في المرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر، والإنجازات التي تحققت عقب ثورة 25 يناير.

وكان الملف الاقتصادي الأبرز في محادثات وزير الخارجية مع الجانب الصيني، حيث أكدت الصين رغبتها الواضحة في زيادة العلاقات الاقتصادية والتجارية، وتم الاتفاق على تشكيل لجان متخصصة من الجانبين للتنسيق وزيادة التعاون بين البلدين بناءً على مقترحات وأفكار ودراسات دقيقة لإمكانات وآفاق التعاون في مجالات عديدة، كإقامة خطوط السكك الحديدية للقطارات فائقة السرعة، كما تطرقت المباحثات إلى مجالات التعاون فى الطاقة المتجددة وتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية ومزارع الرياح، والخبرات الصينية في مجال مكافحة التصحر والتعاون في مجالات التعدين والمناجم والتنقيب عن الغاز، واتخاذ خطوات عملية لإنشاء المرحلة الثانية من المنطقة الاقتصادية الخاصة شمال غرب خليج السويس، وزيادة الواردات الصينية من السوق المصري لدفع عجلة التنمية، من ناحية أخرى اعرب الجانب الصيني عن دعم الحكومة الصينية لعودة تدفق السياح الصينيين إلى مصر.

في 17 يوليو 2012، شارك وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في منتدى التعاون "الصيني - الإفريقي"، وسلم مع نظيره الصيني رئاسة المنتدى إلى دولة جنوب إفريقيا، وكانت مصر تولت رئاسته في العام 2006، كما استضافت الاجتماع الوزاري الرابع في شرم الشيخ نوفمبر 2009، والذي اعتمد "خطة عمل شرم الشيخ 2009 - 2012"؛ لتعزيز التعاون الصيني الإفريقي.

ووقع السفير الصيني لدى مصر سونغ أي قوه، في 12 أبريل 2012 بالنيابة عن الحكومة الصينية، مع الجانب المصري، اتفاق التعاون الاقتصادي والفني، بموجبه تقدم الحكومة الصينية للجانب المصري مساعدة مالية مجانية بقيمة 19.3 مليون دولار أمريكي، وفي 18 ديسمبر 2013، زار نبيل فهمي وزير الخارجية المصري، الصين والتقى بنظيره الصيني وانج يي، حيث أكد وزير خارجية الصين خلال المباحثات اهتمام بلاده بتطوير علاقاتها مع مصر في مختلف المجالات، باعتبارها دولة صديقة تقليديا للصين، فضلا عن دورها ومكانتها الإقليمية.

مصر والصين عقب ثورة 30 يونيو:عبرت الصين أكثر من مرة عن رفضها للعنف والأعمال الإرهابية في مصر، ففي 24 ديسمبر 2013، أدانت الصين التفجير الذي وقع بمقر قيادة الشرطة المحلية في مدينة المنصورة الذي أدى إلى مقتل 14 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 100 آخرين، وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا تشون يينج، خلال مؤتمر صحفي دوري، أن الصين تعارض العنف الإرهابي ضد المدنيين والهيئات الحكومية في مصر.

وفي 22 فبراير 2014، زار وفد من رجال الأعمال الصينيين مصر، في أول زيارة رسمية لوفد من المستثمرين الصينيين لها في أعقاب ثورة 30 يونيو، وأبدى المستثمرون رغبتهم في ضخ استثمارات جديدة بمصر في قطاعات المقاولات والبنية التحتية والاتصالات، وعقد نائب وزير الخارجية الصيني تشانج مينج، مؤتمرا صحفيا 8 يناير 2014 في فندق مينا هاوس، في ذكرى إصدار "إعلان القاهرة" الشهير، الذي أصدرته الصين والولايات المتحدة وبريطانيا في 1 ديسمبر 1943، صرح خلاله أن "إعلان القاهرة" يجسد الإرادة الثابتة للصين حكومة وشعبا، موضحا أن حماية النظام الدولي ما بعد الحرب العالمية الثانية مسؤولية مشتركة على عاتق المجتمع الدولي بما فيها الصين ومصر.

في 20 يناير 2014، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن الصين ترحب بالموافقة السلسة على الدستور الجديد في مصر، معتبرة إياه خطوة مهمة وإيجابية في الانتقال السياسي في مصر، كما عبر عن أمل الصين في مواصلة مصر التقدم في عملية الانتقال السياسي الشامل بطريقة منظمة، وأن تحقق الاستقرار الوطني والتنمية في أقرب وقت ممكن، وفي 5 يونيو 2014، هنأ الرئيس الصيني شي جين بينج، الرئيس عبدالفتاح السيسي بانتخابه رئيسا جديدا لمصر، وقال إن العلاقات "الصينية - المصرية" تطورت باطراد منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 58 عاما، وعبر عن رغبته في توطيد التعاون المربح للجانبين في مختلف المجالات.

6 يونيو 2014، التقى وزير الخارجية الصيني وانج يي، بنظيره المصري نبيل فهمي، الذي زار الصين لحضور الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى التعاون الصيني العربي، وفي 9 يونيو 2014، التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي بالمبعوث الخاص للرئيس شي جين بينج، وزير الصناعة والمعلوماتية الصيني مياو وي، الزائر لحضور مراسم تنصيبه في القاهرة 8 يونيو.

2 أغسطس 2014، زار وزير خارجية الصين وانج يي، مصر والتقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، ووزير الخارجية سامح شكري، حيث عقد أول جولة للحوار الإستراتيجي بين الصين ومصر، وفي 26 أغسطس 2014، اجتمع وزير الدفاع الصيني تشانج وان تشيوان، مع نائب وزير الدفاع المصرى فؤاد عبدالحليم السيد سعد في بكين، وركز الاجتماع على تعزيز التعاون الدفاعي بين الدولتين.

في 9 سبتمبر 2014، أقام وزير الاستثمار المصري أشرف سلمان مؤتمرا حضرته العديد من الشركات الصينية لاستكشاف فرص ومجالات الاستثمار في مصر، و في 17 سبتمبر 2014، قرر رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب، تشكيل لجنة وزارية برئاسته تسمى "وحدة الصين"، وتهدف إلى تعزيز العلاقات المصرية مع الصين، وتضم وزراء الصناعة والتجارة، والبترول والثروة المعدنية، والكهرباء والطاقة المتجددة، والخارجية، والتعاون الدولي، والزراعة، والنقل، والاستثمار، وللوحدة أن تدعو لحضور اجتماعاتها من تراه من ذوي الخبرة أو المتخصصين.22 نوفمبر 2014، زار منج جيان تشو المبعوث الخاص لرئيس الصين، مصر تنفيذا لاتفاق البلدان على تعزيز التعاون في المجالات المختلفة، وتعميق علاقة التعاون الاستراتيجي بين البلدين، ومن المقرر أن يتم الإعلان أثناء زيارة الرئيس السيسي المرتقبة إلى الصين عن الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية الشاملة"، بما يتناسب مع تميزها وامتدادها على مدى 60 عاما.في 22 ديسمبر 2014، زار الرئيس عبدالفتاح السيسي، الصين والتقى الرئيس الصيني شي جين بينج، وكبار المسؤولين الصينيين، وأجرى محادثات مع عدد من الشركات الصينية وشهد توقيع العديد من الاتفاقيات بين البلدين، وفي ديسمبر 2014، تم توقيع اتفاقية لإنشاء القطار المكهرب للمجتمعات العمرانية بتكلفة 1.5 مليار دولار، وفي يناير 2015، زار وفد سياحي صيني يضم 400 فرد مصر، وهو أكبر وفد سياحي صيني زار مصر بعد 25 يناير 2011.فبراير 2015، زار سامح شكري وزير الخارجية، الصين والتقى المسؤولين الصينيين وبحث العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في مختلف المجالات، وفي مارس 2015 زار وزير التجارة الصيني قاو هو شينج، مصر لحضور مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري، وفي أبريل 2015، زار وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي، الصين وأجرى محادثات مثمرة مع نظيره الصيني تشانج وان تشيوان، بشأن التعاون العسكري بين البلدين.

في يونيو 2015، زار يانج جيه تشي مستشار مجلس الدولة الصيني للشؤون الخارجية، مصر واستقبله الرئيس عبدالفتاح السيسي، وفي أغسطس 2015، زار المبعوث الخاص للرئيس الصيني وزير الثقافة لوه شو قانغ، مصر لحضور احتفالات افتتاح قناة السويس الجديدة، وبحث خلال الزيارة ترتيبات الاحتفال بذكرى مرور 60 عاما على العلاقات بين مصر والصين المقررة العام المقبل، ليكون 2016 عاما للثقافة الصينية في مصر، وللثقافة المصرية في الصين، ولذلك سيجرى الاتفاق على فعاليات عديدة تقام في البلدين احتفالا بهذه المناسبة الهامة.


مواضيع متعلقة