الرئيس فى قمة «الأستانة»: نتطلع للاستفادة من خبرتكم فى «تحلية المياه»

كتب: هانى الوزيرى

الرئيس فى قمة «الأستانة»: نتطلع للاستفادة من خبرتكم فى «تحلية المياه»

الرئيس فى قمة «الأستانة»: نتطلع للاستفادة من خبرتكم فى «تحلية المياه»

التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، بالرئيس السنغافورى «تونى تان» فى لقاء تاريخى، وذلك بمقر القصر الجمهورى «الأستانة»، حيث أقيمت للرئيس مراسم الاستقبال الرسمى وتم استعراض حرس الشرف وعزف السلام الوطنى للبلدين.

{long_qoute_1}

وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس السنغافورى رحب بالرئيس السيسى، مشيراً إلى أن هذه الزيارة تعد الأولى لرئيس مصرى إلى بلاده، معتبراً إياها بمثابة انطلاقة كبيرة للعلاقات بين البلدين.

وأشار الرئيس السنغافورى إلى أن الزيارة تتزامن مع احتفالات سنغافورة باليوبيل الذهبى لإقامتها، والسفارة السنغافورية بالقاهرة تعد أقدم بعثة دبلوماسية لسنغافورة على مستوى العالم، وهو الأمر الذى يعكس عمق علاقات التعاون بين البلدين والشعبين الصديقين.

وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس أعرب عن شكره وتقديره للرئيس السنغافورى على حفاوة الاستقبال والأجواء الإيجابية التى تسود الزيارة، وأشاد بالمواقف السنغافورية الداعمة لإرادة الشعب المصرى وخياراته الحرة، وكذلك بالمشاركة الفاعلة لسنغافورة فى مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى بشرم الشيخ وافتتاح قناة السويس الجديدة.

ومن جانبه، أشاد الرئيس السنغافورى بمشروع قناة السويس الجديدة وإنجازه فى زمن قياسى خلال عام واحد فقط، وأشار «تان» إلى أن قناة السويس الجديدة تُعد بحق هدية مصر إلى العالم نظراً لدورها المحورى فى تيسير حركة الملاحة الدولية.

وذكر «يوسف» أن الرئيس «السيسى» أشار إلى تطلع مصر للاستفادة من الخبرة السنغافورية فى عدد من المجالات، ومن بينها تحلية ومعالجة المياه وتطوير الموانئ، منوهاً بأن المرحلة المقبلة ستشهد العديد من المشروعات التنموية التى ستنفذها مصر، ومن بينها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، التى تضم 6 موانئ، بالإضافة إلى تقديم الخدمات اللوجستية، وإنشاء عدد من المناطق الصناعية فى البحر الأحمر ومنطقتى العين السخنة وشرق بورسعيد.

ورحب الرئيس بالاستثمارات السنغافورية فى مختلف المشروعات المطروحة، حيث استعرض الإجراءات والتشريعات التى اتخذتها وأصدرتها مصر مؤخراً من أجل جذب الاستثمارات وتهيئة المناخ المناسب لذلك، وأعرب الرئيس السنغافورى عن تطلع بلاده للعمل والاستثمار فى مصر.

وعلى صعيد التعاون فى مجال التعليم، أشاد الرئيس السنغافورى بالدور المحورى الذى يقوم به الأزهر الشريف فى تعليم الطلبة السنغافوريين، حيث يدرس به حالياً حوالى 300 طالب سنغافورى، مثنياً على دور خريجى الأزهر السنغافوريين، وفى مقدمتهم مفتى سنغافورة، فى التعريف بصحيح الدين الإسلامى ونشر قيم الاعتدال والوسطية والتسامح فى المجتمع، وهو الأمر الذى يسهم بفاعلية فى مكافحة الفكر المتطرف ويحصن الشباب ضد خطر الانضمام للجماعات الإرهابية والمتطرفة. وفى سياق متصل، أشاد الرئيس السنغافورى بدعوة الرئيس إلى تصويب الخطاب الدينى، مثنياً على موقف مصر القوى فى مكافحة الإرهاب وجهودها المبذولة من أجل دحره والقضاء عليه.

وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس أكد أهمية قيمة التعايش السلمى وضرورة التصدى بقوة وفاعلية للإرهاب، أخذاً فى الاعتبار آثاره المدمرة فكرياً واقتصادياً، مؤكداً أن أعمال العنف والقتل والتخريب هى أبعد ما تكون عن قيم الإسلام السمحة النبيلة التى تحض على الرحمة والتسامح وقبول الآخر، وأعرب الرئيس عن استعداد مصر للتعاون مع سنغافورة فى مجال تدريب وتأهيل الأئمة وعلماء الدين من خلال الأزهر الشريف ليتمكنوا من توجيه الشباب نحو الاتجاه السليم والاستفادة من طاقاتهم فى مختلف المجالات المفيدة للمجتمع.

من جانبه، أعرب الرئيس السنغافورى عن توافقه مع رؤية الرئيس بشأن مكافحة الإرهاب وأهمية التعايش السلمى، منوهاً بأن بلاده تستوعب العديد من الديانات والثقافات وتحرص على التعاون وتحقيق التوافق المجتمعى.

وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس وجّه الدعوة إلى الرئيس السنغافورى لزيارة مصر، وهو الأمر الذى رحب به الرئيس السنغافورى، معرباً عن تطلعه لإتمام الزيارة للتعرف عن قرب على التجربة المصرية والاطلاع على التقدم الذى حققته مصر خلال العام الأخير، ولاسيما على الصعيد الاقتصادى.

وذكر «يوسف» أن الرئيس اجتمع بمقر القصر الجمهورى أيضاً مع رئيس الوزراء السنغافورى «لى هسين لونج»، حيث أشاد الرئيس بحكمة الزعيم التاريخى لسنغافورة «لى كوان يو» والد رئيس الوزراء الحالى، واهتمامه بالتصنيع كعنصر ضرورى لعملية التنمية الشاملة، فضلاً عن حرصه على عدم الاعتماد على المساعدات الخارجية وتأكيده على الاستثمارات الوطنية.

من جانبه، رحب رئيس الوزراء السنغافورى بالرئيس، معرباً عن عميق امتنانه لإشادة الرئيس بوالده ودوره فى تأسيس سنغافورة والنهوض بها، ومنوهاً باعتزاز بلاده بالدور التاريخى الذى قامت به مصر للاعتراف باستقلال سنغافورة وبعلاقات الصداقة الوطيدة التى جمعت بين الرئيس الراحل «جمال عبدالناصر» والزعيم السنغافورى «لى كوان يو».

وأشار رئيس وزراء سنغافورة إلى توافق البلدين فى الرؤى سواء إزاء سبل إدارة العلاقات الثنائية أو فيما يتعلق بالقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك. وفى هذا الإطار، أكد رئيس الوزراء السنغافورى دعم وتأييد بلاده لحصول مصر على العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن لعامى 2016/2017، ونوّه «لونج» بأهمية الاستثمار فى الكوادر البشرية عبر التعليم والتدريب الجيد.

وكان الرئيس استهل اليوم الثانى لنشاطه فى سنغافورة بزيارةٍ إلى حديقة النباتات التى تقع على مساحة 74 هكتاراً وتُصنف كثالث حديقة للنباتات على مستوى العالم، وقال السفير علاء يوسف إنه تم إجراء مراسم تسمية إحدى زهور الأوركيد باسم الرئيس، وذلك فى تقليد تتبعه سنغافورة، حيث تقوم بتسمية زهور الأوركيد بأسماء رؤساء الدول وكبار الشخصيات الدولية الزائرة لسنغافورة.

وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس أعرب عن خالص تقديره وامتنانه لهذه اللفتة الكريمة التى تعكس عمق العلاقات المتميزة التى تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين، مشيداً بهذا التقليد الحضارى الذى يدلل على رقى سنغافورة وشعبها ويأتى متسقاً مع اهتمامها بالبيئة، وتم إهداء الرئيس كُتَيباً عن حديقة النباتات احتفالاً بمرور مائة وخمسين عاماً على إنشائها.

وأجرى الرئيس، أمس، حواراً مع قناة «نيوز أشيا»، وهى أكبر محطة تليفزيونية فى آسيا، ويشاهدها نحو مليار شخص، واختتم يومه، أمس، بحضور عشاء أقامه له نظيره السنغافورى. ومن المنتظر أن يزور الرئيس، اليوم، ميناء سنغافورة، قبل أن يتوجه إلى زيارة رسمية للصين، لحضور الذكرى السبعين لعيد النصر الصينى، ويختتم جولته الآسيوية، بزيارة إندونيسيا.

 


مواضيع متعلقة