"طالبان" تقر إخفاء خبر وفاة الملا عمر لمدة عامين حفاظا على زخمها

"طالبان" تقر إخفاء خبر وفاة الملا عمر لمدة عامين حفاظا على زخمها
أقرت حركة طالبان، اليوم، إخفاء خبر وفاة زعيمها السابق الملا عمر لأكثر من عامين، حفاظا على زخمها على الأرض ضد قوات الحلف الأطلسي التي كانت تستعد لسحب جنودها.
وأكدت الحركة، في يوليو، وفاة الملا عمر دون تحديد التاريخ ما زاد من الانقسامات داخلها حيث اتهم العديد من عناصرها القيادة بإخفاء الأمر والاستمرار في إصدار بيانات باسمه.
وجاء قرار الحركة، بعد نشر سيرة مطولة لزعيمها الجديد الملا أختر منصور، لتعزيز صورته واسكات أي معارضين له في الداخل.
وأقرت السيرة الذاتية، المنشورة على موقع الحركة بخمس لغات بأن الملا عمر توفي في أبريل 2013 كما أعلنت الاستخبارات الأفغانية سابقًا.
وجاء في السيرة المؤلفة من 5 آلاف كلمة تقريبا، أن "العديد من قدامى أعضاء المجلس الأعلى للإمارة الإسلامية (الاسم الذي تتخذه حركة طالبان الأفغانية لنفسها) والمسؤولين الدينيين قرروا بالتوافق إخفاء نبأ الوفاة المفجع".
وأكد المتمردون، أن "أحد الأسباب الرئيسية" خلف التكتم على الأمر هو أن سنة 2013 كانت محورية وخضعت فيها قواتهم "للاختبار" في مواجهة جنود الحلف الأطلسي قبل أن يضع الحلف حدا لمهمته القتالية في البلد في نهاية 2014.
ويحتفظ الحلف الأطلسي منذ ذلك الحين بقوة محدودة قوامها 13 ألف عسكري مكلفة تقديم الدعم والتدريب للقوات الأفغانية التي باتت وحدها في مواجهة تمرد حركة طالبان.
وواصلت الحركة، حتى يوليو إصدار بيانات وتصريحات منسوبة إلى الملا عمر، الذي لم يشاهد علنًا خارج دوائر الحركة منذ أن أطاح الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بحكم طالبان في كابول عام 2001.
وتعرضت الحركة، لضغوط من أجل تأكيد خبر الوفاة بعد أن أعلنته الاستخبارات الأفغانية، مشيرة إلى أنه تم قبل عامين في أحد مستشفيات كراتشي.
وأشادت الحركة، في البيان الصادر، اليوم، بحكمة الملا أختر منصور، الذي يتمتع بقدرات قيادية وإرشادية فريدة.
وأضاف البيان، أن اسم الملا منصور، برز عند تعيينه وزيرا للطيران المدني خلال حكم طالبان بين 1996 و2001.
وتابع البيان، أن الانجاز الأكبر له كان إصلاح السلاح الجوي وطائراته خصوصًا المطارات المدمرة في أفغانستان.
وتضمنت السيرة الذاتية تفاصيل حول أسلوبه الزاهد في الحياة وأنه يحب ارتداء ملابس فضفاضة ونظيفة ويبغض ويتفادى المغالاه.
وأضافت أنه قليل الكلام ويفضل الإصغاء للآخرين، ورفض بعض كبار القياديين في الحركة من بينهم نجل وشقيق الملا عمر مبايعة الملا منصور إذ اعتبروا أن عملية اختياره تمت بشكل سريع ومنحاز.
ودخلت حركة طالبان، في يوليو الماضي في عملية سلام ضعيفة مع حكومة كابول وعقد أول اجتماع مباشر من مباحثات السلام بين الطرفين في موري بباكستان تحت إشراف مسؤولين باكستانيين وأميركيين وصينيين.
لكن إعلان وفاة الملا عمر مع ما أثاره ذلك من خلافات حول خلافته، أدى إلى إرجاء الاجتماع الثاني إلى أجل غير مسمى بعدما كان مقررًا أساسًا في يوليو.