"العلماني القبطي" يرفض مظاهرات الكاتدرائية.. ويرفع للكنيسة 7 مطالب

كتب: مصطفى رحومة:

"العلماني القبطي" يرفض مظاهرات الكاتدرائية.. ويرفع للكنيسة 7 مطالب

"العلماني القبطي" يرفض مظاهرات الكاتدرائية.. ويرفع للكنيسة 7 مطالب

أعلن التيار العلماني القبطي، رفضه للتظاهر داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، التي دعا إليها عدد من النشطاء الأقباط تحت شعار "شعب الكنيسة غضبان يا كنيسة"، 9 سبتمبر المقبل، مؤكدا رفضه لكل محاولات تعويق مشوار التحديث الكنسي.

وطالب التيار، فى بيان أصدره اليوم، تحت عنوان "وقفة موضوعية بشأن مظاهرات الكاتدرائية"، المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية بإصدار بيان يدعم المشروع التنويري، ويتبنى خطوات إصلاحية واضحة وجادة في مقدمتها حل مشكلة الأحوال الشخصية، على أرضية آبائية ومنهجية مسيحية متكاملة كتابيا وليتورجيا وآبائيا، وضع نظام مالي عصري للكنيسة يفي بمفهوم الجسد الواحد، يفصل بين أموال الكنيسة ومخصصات الأسقف وفق قوانين المجامع المسكونية والكنسية، سرعة إنشاء الدوائر المتخصصة المعاونة للبابا في تدبير وإدارة الكنسية.

بالإضافة إلى تفعيل دورالشعب في إدارة أمور الكنيسة، وفي اتخاذ القرارات كل في تخصصه ومجاله، والسماح للأراخنة بالمشاركة في أعمال المجمع المقدس، كمراقبين في مرحلة أولى ومشاركين في مرحلة تالية، وفق ترتيب كنيسة الرسل والعديد من الكنائس الأرثوذكسية، تحديث منظومة التعليم اللاهوتي تأسيسا على تسليم الآباء المحقق والعلوم الإنسانية الحديثة، التواصل مع الجامعات ذات الصلة في الكنائس الأرثوذكسية الأخرى في العالم، تحديث منظومة الرهبنة، لتعود إلى دورها في دعم الكنيسة ومدها بعناصر الخدمة المؤهلة روحيا وعلميا ونفسيا، وعودتها إلى دورها البحثي والتنويري.

كما طالب التيار، الدولة باحترام خصوصية باحة الكاتدرائية التي لا يجوز أن تكون محلا للتظاهر، والالتزام بتطبيق القانون فيما يتعلق بمنع التظاهر داخل دور العبادة وملحقاتها، مشيرا إلى أن الكنيسة تمر بمرحلة انتقالية، وتواجه ضغوطا لإعاقة خروجها والانتصار على تيارات الجمود التي ترفض التواصل مع الكنائس الأخرى وتعويض السنين التى أكلها الجراد، وتحديث أدواتها بما يتفق واحتياجات رعيتها وأجيالها الجديدة، أو من تيارات المصالح التي تشكلت في عصور مضت، أو من يعتبرونها المعوق الأساسي أمام تحقيق رؤيتهم وسعي اختطاف الوطن في ردة حضارية مدمرة.

وقال البيان، إن البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، يحمل رؤية مغايرة لما استقر عند المتنفذين في الكنيسة، فاقتربوا فى مسعاهم مع من يستهدفونها من خارجها، حيث أزعجهم ما أعلنه البابا من سعيه لضبط مؤسسات الكنيسة، وتوجهه لفتح قنوات للتواصل مع الكنائس الأخرى، فكان تحالف الجمود والمصالح وتصفية الحسابات. حسب قولهم.

وأضاف التيار، أن البابا تعرض لسلسلة من الممارسات الضاغطة وغير المتسقة مع طبيعة الكنيسة، بدأت مع السيدة التي قاطعته في محاضرته الإسبوعية، وتم تسويق الواقعة على أنها خلل في تعامل البابا مع رعيته، لتتكرر مجددا في شكل مظاهرة من بعض مضاري الأحوال الشخصية في نفس الاجتماع بعد أسابيع، وتتولى ماكينة التشويه استثمار هذا الحدث في تشويه صورة البابا، فيعلن البابا إيقاف الاجتماع لتدق القوى المتربصة طبول التشويه بأنه يقطع صلته بالناس، فيعاود البابا عقد الاجتماع موزعا على أماكن متعددة، فيتم الإعلان عن مظاهرات احتجاجية حاشدة وغاضبة.

الأمر الذي يكشف عن استهداف تم الترتيب مسبقا له لخلخلة الثقة فى البابا ربما تمهيداً لتصعيد أكبر يستهدف تحجيم وتقليص وربما هدم خطوات البابا الجادة والضرورية لتحديث ادارة الكنيسة وتطوير أدواتها للتواصل مع الناس والرعية.

ولفت البيان، إلى أن هذه الخطوات دعمتها بعض الممارسات داخل المقر البابوي والتي أفرزها غياب المعلومات المتعمد وغياب الخبرة المناسبة في الدوائر المحيطة بالبابا، والتي أدت إلى تأخر أو تباطؤ خطوات التصحيح الحازمة، والاعتماد على من هم محل ثقة وبعضهم لم يقو على مقاومة إغراءات بعض مراكز القوى التي تشكلت في عصر سابق، وأنه لا يمكن أن نغفل وجود تكتلات تستهدف البابا ومشروعه التحديثى داخل أروقة المجمع المقدس، ويسعون بشكل محموم لحشد الأساقفة حولهم، لتكون جبهة مقاومة تسعى لإرهاب البابا والضغط عليه، وربما التصعيد لفرض وصاية منهم على حركة البابا وقراراته.

وأبدى التيار ملاحظاته على المشهد لوضعها أمام المجمع المقدس وأراخنة الكنيسة لتصحيحها حتى تعود الكنيسة إلى منهجها الصحيح في التعليم والرعاية والأبوة، مشيرا إلى أن تلك الملاحظات في مجملها منتج لمنهج التجريف الذي استقر خلال العقود الماضية ويحتاج إلى مراجعة، ومنها: "انعدام فرص وآليات الحوار وتكريس نسق الالتفاف حول شخص أو أشخاص، وسطحية تداول مشاكل الكنيسة وتحويلها إلى مصادمات إعلامية، وعدم الانتباه لتأكيد هوية الكنيسة الآبائية، واختزال الكنيسة في الإكليروس فقط واستبعاد الشعب واعتباره تابعا.

بينما الوضع الأصيل أن الكنيسة هي الشعب، والإكليروس هم خدام للشعب، وهذا الاستبعاد أسهم في اختفاء الأبوة والتلمذة رغم كونهما الأساس الذي تقوم عليه الكنيسة، وفتح غيابهما الباب للصراعات والأزمات وتعويق خدمة ورسالة الكنيسة، اعتبار أن تعليم النصف قرن الأخير هو تعليم الكنيسة حصريا، دون مراجعة أو تحقيق لاهوتي أكاديمي، وعدم الالتفات إلى تعاليم الآباء بامتداد تاريخ الكنيسة خاصة الخمسة قرون الأولى، رغم أنها الأساس الذي تقوم عليه الكنيسة.


مواضيع متعلقة