الأزهر والسلفيون والصوفية: لا لفيلم «محمد» الإيرانى

كتب: وائل فايز

الأزهر والسلفيون والصوفية: لا لفيلم «محمد» الإيرانى

الأزهر والسلفيون والصوفية: لا لفيلم «محمد» الإيرانى

اتفق علماء الأزهر والسلفيون ومشايخ الطرق الصوفية على رفض عرض الفيلم الإيرانى «محمد رسول الله»، وحذروا من أنه سيثير غضب المسلمين، مؤكدين أنه لا يجوز تجسيد الأنبياء والرسل فى الأعمال الفنية حفاظاً على مكانتهم وخصوصيتهم الدينية التى لا ينبغى لأحد أن يمسها بشكل من الأشكال، مطالبين الحكومات فى مصر والدول العربية بمنع عرضه.{left_qoute_1}

وقال الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء، إن رفض تجسيد الأنبياء لا يقتصر فقط على منع إظهار وجوههم بشكل واضح فى هذه الأعمال، ولكن أيضاً صوتاً أو صورة أو كليهما، بالإضافة إلى أن مثل هذه الأعمال تقلل من مكانة الأنبياء ومن صفة الكمال الأخلاقى لهم، ومقامهم العالى فى القلوب والنفوس.

وأشار «مهنا» إلى أن الأزهر رفض من قبل عرض أفلام تجسد شخصيات الأنبياء والرسل، مثل الأنبياء عيسى وموسى ونوح عليهم السلام، مشيراً إلى أن رفض هيئة كبار العلماء لتجسيدهم فنياً يأتى لأن تلك الأعمال تسعى لتجسيد الواقع، بينما حياة الأنبياء وسِيرهم فيها من الوحى والإعجاز والصلات بالسماء ما يستحيل تجسيده وتمثيله؛ وبالتالى فى ذلك إساءة محققة لسيرتهم وحياتهم.{left_qoute_2}

وأكد عضو هيئة كبار العلماء أن الأزهر الشريف، بنص الدستور، هو القائم على بيان الرأى الشرعى فيما يتعلق بالفكر والثقافة والاجتماع والاقتصاد؛ ولذلك فلا بد له من القيام بواجبه إزاء ما يثار فى هذه الميادين، مع التأكيد على أنه ليس له سلطة منع أو مصادرة، وليس ذلك من صلاحياته ولا اختصاصاته؛ فالأزهر يقوم بواجبه فى إبداء الرأى الشرعى؛ وفاءً لرسالته، واستجابة لتطلع الأمة إليه كمرجعية أولى للشريعة فى عالم الإسلام. وأضاف «مهنا» أن الأزهر، بكل هيئاته، رفض تجسيد الأنبياء والرسل فى الأعمال الفنية، حفاظاً على مكانتهم وخصوصيتهم الدينية، مؤكداً أنه لا يوجد كاتب أو مخرج مُلم بفترات نزول الوحى على الرسل، وبالتالى أى تجسيد للأنبياء يُعد إهانة لهم وإساءة لأتباعهم، مشيراً إلى أن الأزهر سيطالب بوقف عرض هذا الفيلم على الأقل فى البلاد العربية. وقال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن «شركات الإنتاج والقائمين على فيلم «محمد رسول الله» يهدفون إلى التربح من وراء تلك الأعمال، ولا أستبعد وجود نوايا خبيثة من وراء عرضه، حتى تكون شخصيات الأنبياء والرسل لا سيما النبى الكريم «محمد» مستباحة للجميع وعُرضه للنقاش والجدال والخلاف حولها»، مؤكداً أنه لا يستبعد أن تدس إيران «السم فى العسل»، وتبث أفكارها فيما بعد من خلال الأعمال الدينية التى تنشرها فى العالم. وأضاف «الجندى» أن تجسيد شخصيات الأنبياء فى الأعمال الفنية يهدف إلى إثارة الرأى العام، مشدداً على حرمة تجسيد الأنبياء لعصمتهم من الذنوب والخطايا.

وقال الدكتور محمد مهنا، المشرف على رواق الجامع الأزهر، إن رأى الأزهر معروف من خلال مجمع البحوث وهيئة كبار العلماء، وهو رفض تجسيد الأنبياء لأن هناك جوانب غيبية تتمثل فى الوحى مصداقاً لقول الله تعالى: «قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلىّ»، وبالتالى هذا الجانب يستحيل الإلمام به أو اختزاله فى عمل درامى، كما أن الأنبياء والرسل لهم مكانة خاصة وصورة فى ذهن أتباعهم وأى محاولة لتجسيدهم تُعد إساءة بالغة لهم وتحجيماً لمكانتهم.

وأشار «مهنا» إلى أن مجمع البحوث الإسلامية وهيئة كبار العلماء رفضوا تجسيد الأنبياء والرسل، وبما أن الأزهر مرجعية الأمة فقد وجب على الحكومة أو دور العرض أو المؤسسات الإعلامية والثقافية الاستنارة برأيه، ومخاطبة البلاد الإسلامية والعربية لوقف عرضه، مشيراً إلى أن تقييد علاقة النبى بالوحى فى مشهد معين أو إخراج معين يُعد مسخاً لحرية التعبير والتلقى وتقييداً للإبداع.

 

إيرانيون أمام دور سينما لمشاهدة الفيلم «أ.ف.ب»


مواضيع متعلقة