"داعش" يحارب الدول بهدم تاريخها.. وخبير: "الآثار ليس لها قيمة عنده"

كتب: سمر صالح

"داعش" يحارب الدول بهدم تاريخها.. وخبير: "الآثار ليس لها قيمة عنده"

"داعش" يحارب الدول بهدم تاريخها.. وخبير: "الآثار ليس لها قيمة عنده"

أصبح تنظيم "داعش" الإرهابي، يسيطر على أكثر من 50% من الأراضي السورية بعد سقوط مدينة تدمر ومنطقتها الأثرية بقبضة عناصره، فأخذ يذبح علماءها ويهدم أثارها التي ترجع لآلاف السنين.

فمنذ أن سيطر التنظيم الإرهابي علي تلك المدينة الأثرية في مايو الماضي، نفذ عدد من الهجمات التي استهدفت أثارها، وكان أبرزها تفجير الموقع الأثري في مدينة تدمر بالكامل بعد أن زرع بها الألغام، في خطوة من شأنها تهديد الآثار المدرجة على لائحة التراث العالمي.

فيما تحول مسرح تدمر الروماني، الذي بني قبل ألفي عام من معلم أثري ذو شهرة عالمية إلى ساحة يقتل فيها تنظيم "داعش" أسراه بعد أن فرض سيطرته على المدينة.

وبين التفجير والهدم، فقد نشر تنظيم "داعش" في يوليو الماضي، شريطًا مصورًا يظهر عملية إعدام لـ25 جنديًا من الجيش السوري في مدينة تدمر الأثرية بحمص على يد أطفال ينتمون للتنظيم.

وفي الأسبوع الماضي، أقدم التنظيم على ارتكاب جريمة بشعة حيث أعدم أنصاره واحدًا من أهم علماء الآثار في تدمر الأثرية "خالد الأسعد"، بعد أن تم احتجازه عقب السيطرة على المدينة في وقت سابق من العام الجاري.

واستمرارًا لاستهداف التنظيم لمعالم تدمر الأثرية، فجر أنصاره معبد "بعل شمين" الشهير، أمس، والذي يعود إلى عام 17 ميلاديًا بعد أن فخخه بكمية كبيرة من المتفجرات، ما أدى إلى دمار الجزء المغلق من المعبد وانهيار الأعمدة المحيطة به.

ويقول الدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ المعاصر ومستشار جامعة عين شمس للشؤون السياسية والإستراتيجية، عن أهمية مدينة تدمر: "هي مملكة عربية قديمة وحضارة عريقة وهي عاصمة لمملكة تدمر في التاريخ القديم، وتعرف في التاريخ السوري المعاصر باسم عروس الصحراء ومعنى تدمر باللغة العامورية بلد المقاومين أو البلد التي لا تقهر، إضافة إلى موقعها الجغرافي، حيث تبعد نحو 150 كم ناحية الجنوب الغربي من الفرات، وهذه المملكة كانت تنافس روما وهي مملكة ذات حضارة غنية ترك بها البابليون الأعمدة والمعابد والبوابات والقصور وغيرها من الآثار".

وأوضح شقرة لـ"الوطن": "داعش تسعى لتدمير آثار هذه المدينة العريقة لأنهم يعتقدون أنها آثارًا وثنية كافرة ويعتقدون أنها ترمز لحضارة تدمُر الوثنية"، مشيرًا إلى أن المخطوطات والتاريخ نفسه ليس له قيمة عند هذه العصابات الإرهابية طالما أنها ليست "داعشية"، وهذا يشير إلى غاية في تخلف هذه العقلية الإرهابية التي لا تعطي أي قيمة في قيمة الحضارات القديمة، حسب تعبيره.

واختتم كلامه قائلًا: "داعش خطر يهدد البشرية والتراث الإنساني وإزالة التراث معناه أنهم يخلقون فجوات تاريخية ويعتدون علي ذاكرة الأمم، وهذا يعد أخطر من الاعتداء علي الأمم نفسها"، مشيرًا إلى أن الأمم بلا تاريخ لا تساوي شيء.


مواضيع متعلقة