بين مُدان وشهيد.. "الأولتراس" و"مذبحة بورسعيد"

02:57 م | الأحد 23 أغسطس 2015

كرة القدم، هي أكثر من رياضة وأقل من حرب، مسرح واقعي يشارك جمهوره في صناعة تغييرات أساسية، لا يقبلون دورًا حياديًا، إذا اختار الانسان أن يكون مشجعًا في كرة القدم، يعني أنه اختار التلاعب بأعصابه مدى الحياة، لكن أن يكون مشجعًا من فئة "الأولتراس"، فهذا يعني أنه اختار اللعب بشخصيته ومعتقداته، وربما بحياته ومستقبله أيضًا.

وجاءت المذبحة الشهيرة بـ"مجزرة استاد بورسعيد"، لتؤكد أن مشجع كرة القدم قد تنتهي حياته إما بالموت أو بالسجن، أيهما أقرب، ففي 7 فبراير الماضي، اتهم نيازي يوسف عضو هيئة الدفاع عن المتهمين في القضية، أفراد وأعضاء "أولتراس أهلاوي"، بالاشتراك مع جماعة "الإخوان"، وتدبير مؤامرة لإسقاط حكم "المجلس العسكري"، وباءت بالفشل في "محمد محمود، ومجلس الوزراء، وغيرها"، فكان يجب أن يتم تدبير شيء أقوى وأكثر دموية، فاستعانوا بالأولتراس لارتكاب جريمة الاستاد، وبالفعل نجحت مؤامراتهم، على حد قوله.

ورغم سقوط كثيرين ضحية للحرب الضروس التي دارت على أرض استاد المصري البورسعيدي، إلا أنه في 9 يونيو 2015، كشف أشرف العربي محامي متهمي بورسعيد، عن وجود 4 من المتهمين ليسوا من أبناء محافظة بورسعيد، لكنهم من مشجعي النادي الأهلي من رابطة الأولتراس، وهم محمد المجدي من مدينة المنزلة، وحكم عليه بالإعدام، والثاني أحمد المنجد من مدينة المطرية التابعة لمحافظة الدقهلية، وصدر ضده حكمًا بـ15 عاما مع الشغل والنفاذ، وأحمد رضا أحمد من أبناء محافظة القليوبية، وحصل أيضًا على 15 عامًا مع الشغل، وعلي حسن عبدالرحمن من محافظة المنيا، وحصل على حكم بالسجن 10 سنوات.

وفي وقت اتُهِمَ الكثير منهم بارتكاب المجزرة، إلا أن الأكثر بمراحل راح ضحية عزمه لمناصرة نادييه، دون حمله للسلاح أو قذفه لحجر أو حتى سبّه للمشجع الآخر، وفي أحد أهم فصوله، يحكي كتاب "دولة الأولتراس" للكاتب ياسر ثابت، تفاصيل دماءٍ زكية من أبناء قلعة الألتراس، أريقت ظلمًا وعدوانًا في الأول من فبراير عام 2012، ورحلة المطالبة بالقصاص من الأيدي المنفذة والعقول المدبرة لمذبحة استاد بورسعيد التي أوجعت قلوب المصريين جميعًا.

وبين المُدان منهم بارتكاب المذبحة والشهيد الذي لاقى ربه، يظل المتبقي منهم يطالب إما بالقِصاص لمَن لقي حتفه أو الحرية للمتهم والمحكوم عليه بالسجن أو الإعدام، ويظل ولاءهم لمَن رحل باقي برفعهم للشعار الأبرز "لن ننساهم".