قاضي«اقتحام السجون»: «الإخوان» اتخذوا أفعالاً طابعها العنف وسيلة للحكم

04:14 ص | الأحد 23 أغسطس 2015

استهل المستشار محمد السعيد محمد الشربينى، رئيس محكمة جنايات بورسعيد، حكمه فى قضية قسم شرطة العرب، بكلمة شرح فيها، تاريخ جماعة الإخوان، وأهم الأحراز فى القضية، وما ثبت فى يقين المحكمة من أدلة، واستندت إليه فى حكمها.
وبدأ المستشار الشربينى حديثه، بالآية الكريمة «وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ. وَهُوَ اللَّـهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ».
وقال القاضى: «تشير المحكمة أولاً إلى أنها لا تحاكم فكراً أو عقيدة، ولكن إذا تحول هذا الفكر إلى أفعال تكون جريمة مادية، يعاقب عليها القانون، وقد وجب إعماله فيمن تثبت التحقيقات أنه مجرم يستحق العقاب، ووفقاً للمادة 86 مكرر، من قانون العقوبات المنطبقة على الواقعة التى تناولت أركانها تحقيقات النيابة العامة، وإجراءات المحاكمة، ومرافعة الدفاع، فإن المقصود بالجماعة وفق ما ثبت بالأوراق إنما هى جماعة الإخوان المسلمين، وهى حقيقة مادية وجدت فى المجتمع المصرى، وأسست وأنشئت عام 1928، وأعلنت أن لها أهدافاً دينية واجتماعية، دون تحديد هدف سياسى ترمى إليه، وعلى هذا الأساس نشطت، وغزت قلوب شعب مصر الطيب الكريم، وما إن تيقنت أن أصبح لها أنصار ومؤيدون، وشعرت بأنها اكتسبت شيئاً من رضاء بعض الناس حتى أظهر بعض القائمين على أمرها عن أغراضهم الحقيقية، وهى الوصول إلى الحكم، وتغيير النظم المقررة فى البلاد، واتخذت هذه الجماعة، فى سبيل الوصول إلى أغراضها طرقاً شتى وأساليب مختلفة وأفعالاً مخالفة يسودها طابع العنف، ويعاقب عليها القانون، والتاريخ ملىء بتلك الأفعال والأحداث المخالفة، وقد دونتها المحكمة فى أسباب الحكم، ومن واقع ما قدمه الدفاع من مستندات وأوراق، وليس أدل على ذلك ما تضمنته وقائع هذه القضية، فقد ثبت للمحكمة واستقر فى عقيدتها يقيناً أن هناك من بين المتهمين من ارتكبوا جرائم توافرت أركانها القانونية، من واقع أدلة مادية وقرائن، تمثلت فى تقارير فنية وشهادة شهود وضبط متهمين متلبسين حال ارتكاب الجريمة، وإقرار بعض المتهمين بوجودهم فى المسيرة التى توجهت صوب قسم شرطة العرب لاقتحامه، وإقرار البعض الآخر بالتطوع فى تلك الجماعة للتدريب على العنف والقتال، وقيام أهالى بورسعيد الباسلة بضبط بعض المتهمين وهم يعتدون على المحلات والسيارات الخاصة الموجودة بمحيط قسم شرطة العرب، وكذا ضبط سيارة يقودها أحد المتهمين وبها عبوات وزجاجات مولوتوف».

{long_qoute_1}

وأضاف: «ثبت للمحكمة من محاضر ضبط بعض المتهمين وتفتيش منازلهم، العثور على أوراق، ومكاتبات، ومقالات، وأسطوانات مدمجة، وجميعها تحمل عناوين منها برنامج معسكر تدريب لعناصر جماعة الإخوان، وتوجيهات تربوية لعناصر الجماعة خلال الثورة، وموقف الجماعة خلال الفترة ما بعد الثورة، ومذكرات بعنوان تفعيل العمل المسجدى، وتفعيل نشاط جماعة الإخوان المسلمين داخل المساجد، ومذكرة بخط اليد مكونة من 94 صفحة بعنوان الإخوان المسلمين فى بورسعيد، ومذكرة أخرى بخط اليد تتضمن استراتيجية الإخوان فى الاستيلاء على الحكم، وأوراق أخرى تتضمن رسائل إلى الإخوان حول الدعوة إلى إصدار إعلان دستورى».
وتابع: «وأخيراً فإن المحكمة من منطلق مسئوليتها أمام الله وأمام شعب مصر الكريم، تعاود وتكرر نداءها إلى شباب الأمة المخلصين لها فى كل مكان وفى كل طائفة وفى كل جماعة، أن جاهدوا أنفسكم، فجهاد النفس هو الجهاد الأكبر، وحافظوا على وطنكم مصر وأخلصوا لها، ودافعوا عنها بأرواحكم وفكركم الرشيد، وتذكروا أيها المصريون حتى تطمئن قلوبكم وتهدأ نفوسكم، تذكروا قول الله، إنه لن يحكم أحد فى ملك الله إلا بمراد الله جل فى علاه، وكونوا على يقين أن مصر محفوظة بقدرة الله وعنايته مهما حدث لها وهى فى أمن وأمان، وفى رباط إلى يوم القيامة، بفضل الله وعطاء رجالها وأبنائها المخلصين».