بعد 40 عاما.. نبوءة "مدرسة المشاغبين" من المسرح إلى الواقع

كتب: ملاذ الحكيم

بعد 40 عاما.. نبوءة "مدرسة المشاغبين" من المسرح إلى الواقع

بعد 40 عاما.. نبوءة "مدرسة المشاغبين" من المسرح إلى الواقع

يبدو أنّ مسرحية "مدرسة المشاغبين" التي قدمها نجما المسرح "عادل إمام" و"سعيد صالح" منذ 40 عامًا مضت، ستظلّ الرابط الوحيد بين ما يحدث في الواقع من شغب للطلبة داخل وخارج المؤسسة التعليمية، وإهانة للمعلم، وتطاول على الزملاء والعاملين، وبين المشهد الذي قدمه النجوم على خشبة المسرح من نبوءة مبكرة لفشل نظام التعليم في مصر.

 

وعلى الرغم من أنه في قديم الزمان وحتى منذ عشر سنوات مضت كان البيت الشعري المُردد على ألسنة الجميع هو "كاد المعلم أن يكون رسولا"، إلا أن الجملة التي أصبحت سائدة في أوساط المجتمع وفي كل المحافظات حتى الصعيدية منها هي "كاد المعلم أن يكون مُهانًا"، ولم نكن نعظم من الأمر إلا بعد أن تكررت حوادث التعدي على المعلمين لفظًا وفعلًا.

 

ولم تقف حالات تعدي طلاب على معلميهم عند المرحلة الأساسية، الابتدائية منها والإعدادية، فقط، بل وصل إلى مرحلة التعليم الثانوي، حيث تداول عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخرًا، مقطع فيديو يظهر فيه عدد من الطلاب يسخرون فيه من مدرس ويتعرضون له ببعض الألفاظ والعبارات الخارجة دون معرفة اسم أو هوية المدرسة.

 وكشف تقرير صادر عن حقوق الإنسان خلال الأيام الماضية عن ظهور حالة عنف فى المدارس، ما بين عنف بين طالب وزميله، أو عنف بين مدرس وتلميذ، أو عنف من ولي الأمر ضد المدرس أو العكس.

 في هذا الإطار، قالت "سوسن فايد" أستاذ الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن هذه السلوكيات وليدة أزمة القيم السائدة في المجتمع ككل، مشيرة إلى أن السبب الرئيسي لها ضياع هيبة المعلم والتي ساهمت فيه الدروس الخصوصية التي تدفع الطالب لاعتناق فكرة أن المعلم "بيشتغل عنده".

وأكدت أستاذ الاجتماع في تصريح لـ"الوطن" على أن الدراما والإعلام ساهما في أن يتجرأ التلميذ على معلمه بالشكل الذي نشهده الآن، وتابعت: "يلعب المعلم دورًا في تفشي هذه الظاهرة من خلال عدم احتوائه لغضب الطالب وحل المشكلة، إنما أصبح المعلم نفسه يساعد الطالب على تحديه وتعنيفه وتطاوله عليه". وأضافت فايد أن هناك سببا يعلمه الجميع ويتغاضون عنه، وهو عدم اقتناع الطالب بالتعليم، ورؤيته للمنظومة ككل بأنها "فاشلة".


مواضيع متعلقة