سيارات النقل على «صحراوى البحيرة»: بالنهار «بشر».. وبالليل «مواشى»

كتب: إسراء حامد

سيارات النقل على «صحراوى البحيرة»: بالنهار «بشر».. وبالليل «مواشى»

سيارات النقل على «صحراوى البحيرة»: بالنهار «بشر».. وبالليل «مواشى»

{long_qoute_1}

«بكام الراس النهارده؟»، جاء السؤال على ألسنة البعض مصحوباً بنبرة من التهكم والسخرية من المارة فى الطريق لسائقى سيارات النقل الذين يحملون أهالى البحيرة على ظهرها نهاراً بالأجرة، ويستبدلونهم بالعجول ليلاً، فهى وسيلة النقل الرئيسية للمواطنين والمواشى على الطريق الصحراوى الواصل بين قريتى «أبوالمطامير» و«الدلنجات».

«مش كفاية الحوادث اليومية كمان شحن للبشر على طريقة العجول»، يتحدث أيمن بركات والغضب بدا على وجهه، بعد أن شاهد سيارات نصف نقل تحمل قرابة الـ30 فرداً على ظهرها المكشوف، «الحوادث يومية لأن الطريق نفسه متعرج ومائل إلى حد كبير، وطبعاً مع الحمولة الزيادة للعربيات دى، سهل جداً تنقلب على جانب الطريق دون مساءلة لأحد»، «أيمن» بوصفه أحد المقيمين بقرية الدلنجات استغنى عن وسيلة المواصلات التقليدية، ليستقل وسيلة أخرى ليست أفضل حالاً، هى موتوسيكلات مخصصة لعمليات النقل، مستدركاً: «كلها موتة».

الغضب انتاب جميع الركاب، بينهم جمال سالم الذى يستقل مضطراً العربة النقل وسط عدد كبير من المواطنين الذين تكتظ بهم السيارة جنباً إلى جنب، يصاب بعضهم بالإغماء، وآخرون يسقطون من على ظهرها من فرط الزحام، «مفيش عندى أى حلول، ده الطريق الوحيد للوصول من بيتى إلى عملى بالوحدة المحلية كل يوم»، عم «جمال» بات لا يخشى الحوادث فى ظل غياب الرقابة، ومع الاعتياد على الأمر: «ده شىء اتعودنا عليه، ومن كتر شكوتنا وطلبنا عمل طريق مزدوج، يئسنا من أى حل عملى».

صورة متناقضة بين ما يعانى منه الأهالى، وما يؤكده المسئولون، الرقابة الغائبة بحسب وصف المواطنين لم تمنع المهندس وهدان السيد، المتحدث باسم محافظة البحيرة، من التأكيد على إجراءات يومية للرقابة ورصد الطريق ذاته، الذى يتبع الهيئة العامة للطرق والكبارى ويخضع بحسبه للرقابة المشددة من جانب المرور. «وهدان» أشار فى الوقت نفسه إلى أن الرقابة تمتد إلى الطرق الفرعية أيضاً، وليس الطريق الرئيسى فقط، «كلفنا موظفين بالتعاون مع هيئة المرور بمراقبة الطرق الفرعية والمواصلات العشوائية للإبلاغ عن أى مخالفة على الطريق».

 


مواضيع متعلقة