"نيويورك تايمز": يجب على أمريكا سحب قوات حفظ السلام من سيناء

كتب: شاهيناز خليفة

"نيويورك تايمز": يجب على أمريكا سحب قوات حفظ السلام من سيناء

"نيويورك تايمز": يجب على أمريكا سحب قوات حفظ السلام من سيناء

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن الولايات المتحدة من حقها سحب قوات حفظ السلام من سيناء، وذلك بسبب انتشار أعمال العنف التي شكلت خطرًا وفرضت قيودًا شديدة على حركة قوات حفظ السلام.

وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة والدول الحليفة لها نشرت قوات حفظ السلام في شبه جزيرة سيناء المصرية لضمان أن مصر وإسرائيل اللتين خاضتا عدة حروب ستلتزمان بشروط الاتفاقية، وذلك خلال اتفاقية السلام التاريخية في عام 1979.

وذكرت الصحيفة أن منذ أكثر من ثلاثة عقود على إنشاء القوة متعددة الجنسيات والمراقبين، التي تضم اثنين من كتائب الجيش الأمريكي، مضيفة أن القتال ظل يحتدم في شبه جزيرة سيناء المهجورة إلى حد كبير، مع استمرار الصراعات بين مجموعات من تنظيم داعش الإرهابي وقوات الأمن المصرية.

وتابعت الصحيفة أن الهجوم على القوة المتعددة الجنسيات لأكثر من 1600 جندي يمكن أن يفتح جبهة جديدة في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد "داعش" التي لديها فرع في سيناء.

وذكرت الصحيفة أن مهمة قوات حفظ السلام أصبحت قديمة وبالية في السنوات الأخيرة مثل مصر، حيث إنه بموافقة إسرائيل استطاع "داعش" نشر قواتها والأسلحة الثقيلة في سيناء لمحاربة المتشددين، مضيفة أن معاهدة 1979 فرضت قيودًا صارمة على نشر قوات في المنطقة من قبل مصر وإسرائيل، لكنها تسمح باستثناءات يتم الاتفاق عليها.

وتشير الصحيفة إلى أن بمرور الوقت، والحكومتان قد قطعتا وظائف وعلاقات تعاونية إلا أنهما مازالا يشتركان في مصدر قلق عميق بشأن التهديد التي سيشكله "داعش" في قطاع غزة والتي تمتد من الجانب المصري من سيناء على طول الحدود الإسرائيلية.

وفي أحدث تقرير سنوي لها، صدر في الخريف الماضي، حددت القوة المتعددة الجنسيات خطوات تم إتخاذها لحماية أعضائها، بما في ذلك استخدام عربات مدرعة وتحصين دفاعات معسكراتها، مضيفًا أنهم لا يزالون يواجهون خطر الوقوع في تبادل إطلاق النار الذي ربما يكون خطأ المكان أو الزمان، أو أن تصبح هدفًا مقصودًا من المسلحين.

وقال الجنرال "مارتن ديمبسي"، رئيس هيئة الأركان المشتركة في شهادته أمام الكونجرس الشهر الماضي، إن وزارة الدفاع الأمريكية ثبتت مؤخرًا رادارات مضادة للهاون ومعدات اتصال أفضل للتعامل مع التهديدات، مضيفًا "أننا نتوقع زيادة التهديدات".

وأشارت الصحيفة، إلى نمو المخاوف بشأن الأمن بعد هجوم بقذائف الهاون على مطار "آل جورا"، في 9 يونيو الماضي، المجاور لأحد المعسكرات الكبرى لقوة حفظ السلام.

وفي بيان لتنظيم داعش بولاية سيناء، تم إرساله إلى قوات حفظ السلام حيث وصفها داعش بـ"القوات الصليبية" التي تدعم إسرائيل، وأضافت الصحيفة، أن العديد من الدول التي تساهم بقوات أو أموال للقوة هي جزء من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش.

وتشير الإحصائيات إلى أن تلك القوة المتعددة الجنسيات، تبلغ ميزانيتها لعام 2014 حوالي 82.6 مليون دولار، وفي نهاية السنة المالية انخفض عجز ميزانيتها إلى حوالي 606 ألف دولار، وارتفاع الفجوة إلى 9 ملايين دولار في السنة المالية لعام 2016 و20 مليون دولار في السنة المالية لعام 2020.

وتابعت الصحيفة أن تلك التكلفة تستحق الأخذ بعين الاعتبار، حيث يحتاج الاعتبار الأول أن يكون خطرًا على قوات حفظ السلام، ومع ما يقرب من 700 جندي، والولايات المتحدة لديها أكبر الوحدات، حيث إن كولومبيا وفيجي لكل منهما كتيبة مشاة في سيناء، وهما البلدان المساهمة بقوات بارزة أخرى.

واختتمت الصحيفة أن القوة لعبت دورًا حيويًا في إنهاء اتفاقية السلام التاريخية بالحزم الذي عقد لهذا اليوم، وبكل المقاييس فقد كان ناجحًا، وستستمر مصر وإسرائيل في حاجة إلى المساعدة العسكرية الدولية والتعامل الدبلوماسي لمواجهة التهديدات الأمنية الإقليمية، ولكن قوات حفظ السلام لا تلعب حاليًا الدور الكافي المستفاد منه لتبرير المخاطر.


مواضيع متعلقة