حكم الأبراج والاعتقاد بها.. ماذا قال الأزهر ودار الإفتاء؟

حكم الأبراج والاعتقاد بها.. ماذا قال الأزهر ودار الإفتاء؟
انتشرت ظاهرة متابعة الأبراج والتنبؤات الفلكية، حيث يعتمد البعض عليها في معرفة صفاتهم الشخصية أو توقع مستقبلهم، لكن من الناحية الشرعية، ما هو حكم الأبراج والاعتقاد بها، إذ يسعى الأشخاص من خلالها إلى معرفة صفات الآخرين والتنبؤ بالمستقبل والذي قد يكون له آثار مختلفة عليهم وعلى حياتهم.
حكم الأبراج
وحول حكم الأبراج، قال الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الله قد رتب على النجوم حركتها علم هو معرفة التقويم والمواقيت وهو علم له أدواته وأهميته، مشيرا إلى أن هذا العلم قد اندثر خصوصا مع اختلاف الأجواء عن قديما وظهور التكنولوجيا، وأصبح في يد الداجلين والمشعوزين.
وتابع أمين الفتوى فيما يتعلق بحكم الأبراج والاعتقاد بها، أن الأبراج إن دلت على شئ من الصفات فهي دلالاة ظنية، إذ تعطي صفات لمواليد الأبراج ليس على سبيل اليقين، وكذلك هناك جانب آخر للأبراج هو الدجل من خلال معرفة الغيب من خلال النجوم والذي هو ممنوع شرعاً ولا يجوز الاعتماد عليه ولا الإيمان به.
حكم الإطلاع على توقعات الأبراج
فيما أوضح الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، فيما يتعلق بحكم الأبراج والإطلاع عليها، أنه لا مانع من قراءة توقعات الأبراج والتنجيم من باب الفضول أو التسلية بشرط ألا يتم تصدقيها والأخذ بها في الحياة والتأثر بها حيث يتعارض ذلك مع العقيدة الإسلامية.
وأشار إلى الإسلام يرفض التصديق فيما يتعلق بما يقال في الأبراج والتنجيم لأن الغيب لا يعلمه إلا الله، كما جاء في القرآن الكريم «إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَكْسِبُ نَفْسٌ مَّا تَفْعَلُ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ».
الأزهر يحذر من الأبراج والتنبؤات
ومن جابنه أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية فيما يتعلق بحكم الأبراج والاعتقاد بها أن ادعاء معرفة الغيب، والتنبؤ بالمستقبل من خلال ظواهر الكون؛ أفكار وممارسات تخالف صحيح الدين والعلم، وتُضلل العقل، وامتهانها جريمة، ولا يليق إذا كان المُنجِّم يهدم القيم، ويرسخ التَّعلُّق بالخرافة؛ أن يُقدم للجمهور ويُسمَع قوله ويُحتفَى بتنبؤاته وخرافاته.
واستمرار للحديث عن حكم الأبراج، تابع الأزهر للفتوى أن رأى الإسلام أن ادعاءَ معرفة الغيب منازعة لله فيما اختص به نفسه، واتباعَ العرافين ضرب من الضلال الذي يفسد العقل والقلب، ويُشوش الإيمان؛ فالكاهن لا يملك لنفسه ولا لغيره ضرًّا ولا نفعًا، وهو كذوب وإن صادفت كهانته وقوع بعض ما في الغيب مرّة، ولا يليق إذا كان العرّاف أو المُنجّم يهدم القيم الدينية والمجتمعية، ويرسخ في المجتمع التعلق بالخرافة؛ أن يُستضاف ويظهر على الجمهور ليدلي إليهم بتنبؤاته وخرافاته، ثم تُتدَاوَل مقولاته وتُتنَاقل؛ بل إن مجرد سماعه مع عدم تصديقه إثم ومعصية لله سبحانه، فقد قال الحق سبحانه: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}. [النمل: 65]، وقال سيدنا رسول الله ﷺ: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً». [أخرجه مسلم] فما البال إن أفضى التمادي مع هذه الخرافات والأفكار لفساد الاعتقاد، وارتكاب الجرائم، باسم العلم، والعلم منها براء؟!.
تأثير الاعتقاد بالأبراج وحركة النجوم
واستكمل إن ما ينتشر من رجم بالغيب وتوقعات للمستقبل من خلال حركة النجوم والكواكب، والأبراج والتاروت وغيرها؛ وهي أشكال مستحدثة من الكهانة المُحرَّمة، تدخل كثير من الناس في أنفاق مظلمة من الإلحاد والاكتئاب والفقر والفشل والجريمة، أو في نوبات مزمنة من الاضطراب العقلي والنفسي والسلوكي، وقد ينتهي المطاف بأحد الناس إلى إيذاء نفسه أو أهله؛ بزعم الراحة من الدنيا وعناءاتها.
الأزهر امتهان الأبراج والتوقع بالمستقبل يعد جريمة والتكسب منها مُحرمًا
وأكد الأزهر فيما يتعلق بحكم الأبراج أن كل ما سبق يجعل امتهان هذه الأنماط المذكورة جريمة، والتكسب منها مُحرمًا، واحترامها والاستماع إليها تشجيعًا على نشر الفساد والخرافة، ويَقضِي ألَّا نراها -فكرًا وسلوكًا- إلا كجُملةٍ من المُخالفات الدينية، سيَّما وأن عامة طقوسها مُستجلَبٌ من ديانات وثنية، ويصطدم والعلم التجريبي، الذي لا يعترف بمنهجيتها في استنتاجاتها المُدَّعاة، حتى وإن أطلَّت على مجتمعاتنا عبر شاشات ملونة، أو قُدّمت للناس تحت أسماء مستحدثة، أو قُدّم المتحدثون فيها على أنهم خبراء وعلماء؛ سيبقى في طياتها الجهل والإثم، وصدق الحق سبحانه إذ يقول: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُون}. [الأنعام: 21]