الحدود المصرية مُشتعلة من كل جانب، منذ فترة طويلة لم تشهد مصر هذه الأجواء من حولها، سخونة الأحداث من حولنا تشغل بال الجميع.. على الجانب الشرقي مواجهات في قطاع غزة واتفاق هُدنة يتم -حتى الآن- السير قُدما في تنفيذ بنوده، وصدامات ومُخططات ولقاءات دولية ووزراء خارجية ذاهبون، ومبعوثو رؤساء دول عائدون، ومسؤولو المنظمات الدولية في زيارات متوالية، ومساعدات إنسانية طائلة تدخل للقطاع في أوقات قصيرة، وتعنت إسرائيلي في أوقات طويلة، تتعامل مصر بثقلها التاريخي ودورها الذي لا يمكن لغيرها القيام به، دور يؤكد أن يد مصر طويلة وقادرة على تنفيذ كلمتها مهما تعرضت لضغوط ومهما حاول البعض التقليل من دورها، لكنه دور لا يمكن الاستغناء عنه، ترسم مصر الطريق لتسير عليه دول المنطقة.

على الجانب الغربي قالت مصر إنها ترفض التدخلات الخارجية في الشأن الليبي وترفض وجود ميليشيات مسلحة وترفض الهيمنة على أراضي وثروات الشعب الليبي، وتؤكد أن القرار الليبي هو ملك للشعب الليبي فقط ومصير ليبي يُحدده الشعب الليبي، وتؤكد موقفها الثابت تجاه ضرورة الحفاظ على المؤسسات الليبية بل وتقويتها ودعمها.. على الجانب الجنوبي تحرص مصر على أن ينعم السودان الشقيق بالأمن والاستقرار ورأب الصدع بين الفرقاء والحفاظ على وحدة الأراضي السودانية، وتعمل جاهدة على أن يكون الحل السياسي والحوار هو السائد، ولا تألو جهدا لتقديم كل يد العون لملايين السودانيين وفتحت لهم ذراعيها وسمحت لهم بالدخول إلى الأراضي المصرية للعيش فيها في أمان وسلام مثلهم مثل أشقائهم المصريين.

في ظل كل هذه الأجواء الطاحنة التي تُحيط بـمصر من كل جانب، نجحت مصر في تحقيق معدلات تنمية غير مسبوقة، حققت قفزات في عدد من المجالات الاقتصادية، زادت أرقام التصدير وارتفعت معدلات الإنتاج وارتفعت تحويلات المصريين بالخارج وانخفضت معدلات البطالة، بنية أساسية تم تشييدها في كل ربوع مصر، زادت مساحة المناطق المعمورة بعد إنجاز إنشاء 42 مدينة جديدة على أحدث طراز، زادت مساحة الأرض الزراعية والإنتاج الزراعي يزيد، والصادرات الزراعية في ارتفاع ملحوظ.

على المستوى السياسي، حققت مصر توافقا قلّما يحدث، هناك توافق بين الرأي العام والرئيس السيسي فيما يتعلق برفض التهجير ورفض تصفية القضية الفلسطينية، وهناك دعم واضح من أحزاب المعارضة للرئيس السيسي في هذا الشأن، الحوار الوطني أحدث حراكا سياسيا واجتمع من خلاله الفرقاء السياسيون الذين أعلنوا عن ترحيبهم بتشكيل لجنة العفو الرئاسي، وتوصياتهم تلقى اهتماما شديدا ويتم تلبية طلباتهم ونتائج الحوار يتم تنفيذ بعضها وإحالة بعضها للجنة التشريعية لمجلس النواب، هناك توافق على ضرورة السير قدما في الإصلاح الاقتصادي جنبا إلى جنب الإصلاح السياسي، وزارة الداخلية تفتح أبوابها للمنظمات الحقوقية لزيارة السجون، القانون يُنَفذ على الكبير قبل الصغير والكُل سواسية أمام القانون.

على المستوى الحكومي، تقوم الحكومة بدورها لتوفير احتياجات المواطنين من السلع خاصة ونحن نستعد لاستقبال شهر رمضان الكريم، أعلن الدكتور مصطفى مدبولي عن أن احتياطي السلع بلغ 6 رمضان في جميع المحافظات لمحاربة احتكار التجار للسلع وتوفيرها بأسعار منخفضة للمواطنين الذين يعيشون حياة هادئة في أمن وأمان.. إذن الخلاصة هي ثقل دبلوماسي وقوة وتنمية واستقرار وحياة هادئة.